28 - 10 - 2025

السفير لياو ليتشيانج : الصين ومصر تمضيان بثقة نحو مستقبل مشترك أكثر ازدهارًا وسلامًا

السفير لياو ليتشيانج : الصين ومصر تمضيان بثقة نحو مستقبل مشترك أكثر ازدهارًا وسلامًا

 ألقى السفير لياو ليتشيانج، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر، كلمة خلال حفل الاستقبال الذي نظمته جمعية الصداقة المصرية الصينية بالتعاون مع السفارة الصينية بالقاهرة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

حضر الحفل عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين المصريين، من بينهم الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والسفير أبو بكر حفني نائب وزير الخارجية، والسفير علي الحفني نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، إلى جانب نخبة من أعضاء السلك الدبلوماسي والأصدقاء من مختلف المؤسسات المصرية والصينية.

في مستهل كلمته، عبّر السفير لياو عن امتنانه العميق لجمعية الصداقة المصرية الصينية على تنظيم هذا الحفل المميز، مثمّنًا ما تبذله الجمعية من جهود حثيثة في دعم مسيرة العلاقات الثنائية وتوطيد أواصر الصداقة بين الشعبين. 

وأشاد بالدور الكبير الذي يلعبه الأصدقاء المصريون في تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الصينية تعد اليوم نموذجًا يحتذى به في التعاون بين دول الجنوب.

وتناول السفير مسيرة التقدم التي حققتها الصين على مدار العقود الماضية، مشيرًا إلى أن بلاده استطاعت، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، أن تتحول من دولة نامية فقيرة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية. وأضاف أن الصين تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها المئوي الثاني المتمثل في بناء دولة اشتراكية حديثة وقوية، موضحًا أن خطة التنمية الخمسية الرابعة عشرة ستُسهم في زيادة حجم الاقتصاد الصيني بأكثر من 35 تريليون يوان، بما يمثل نحو ثلث النمو الاقتصادي العالمي.

وأكد السفير أن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي عُقدت مؤخرًا في بكين، وضعت خريطة طريق واضحة لتحقيق "التحديث الصيني النمط"، من خلال الخطة الخمسية الخامسة عشرة التي ستعزز مسار التنمية المستدامة وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون الدولي.

وشدد لياو على أن الصين، رغم التحديات الدولية والرياح المعاكسة التي تواجه الاقتصاد العالمي، لا تزال تمثل مرساة للاستقرار والنمو، مشيرًا إلى أن بلاده تبعث برسالة إيجابية إلى العالم مفادها استعدادها لمشاركة فرص التنمية وتعزيز الانفتاح المتبادل بما يخدم التنمية العالمية.

وفي حديثه عن السياسة الخارجية الصينية، أكد السفير أن بلاده كانت ولا تزال قوة داعية للسلام العالمي، مستشهدًا بموقف الصين التاريخي في الحرب العالمية الثانية إلى جانب قوى العدالة ضد الفاشية، ومساهمتها الكبيرة في الانتصار على قوى الشر. 

وأشار إلى أن التحديث الصيني النمط يقوم على التنمية السلمية، وأن الصين ستواصل العمل من أجل ترسيخ السلام والاستقرار في العالم.

وفي هذا السياق، لفت السفير إلى إصدار الصين قانونًا يحدد 25 أكتوبر يومًا لإحياء ذكرى استعادة تايوان، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي دفاعًا عن نتائج الحرب العالمية ضد الفاشية وصونًا لمبدأ الصين الواحدة.

 كما عبّر عن تقدير بلاده لموقف مصر الثابت الداعم لهذا المبدأ، مثمنًا البيان الصادر عن جمعية الصداقة المصرية الصينية الذي رفض محاولات التحريف والتحدي لقرار الأمم المتحدة رقم 2758.

كما تناول السفير لياو مبادرات الصين العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، ومنها مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، مؤكدًا أن هذه المبادرات تنطلق من مبادئ المساواة والسيادة وسيادة القانون الدولي والتعددية، وتهدف إلى بناء مجتمع مشترك للمستقبل الإنساني يقوم على التعاون والتكامل لا المواجهة والانقسام.

وانتقل السفير في كلمته إلى الحديث عن العلاقات الثنائية بين الصين ومصر، مشيرًا إلى أنها تشهد نموًا مستمرًا بفضل الإرشاد الاستراتيجي للرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينغ. 

وأوضح أن التعاون بين البلدين حقق خلال السنوات الأخيرة إنجازات بارزة في مجالات الاقتصاد والبنية التحتية والتعليم والثقافة والطاقة، مما يدفع العلاقات نحو هدف مشترك يتمثل في بناء مجتمع مصري–صيني للمستقبل المشترك في العصر الجديد.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشاد السفير بجهود مصر المكثفة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدفع الأطراف المعنية نحو وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا ضرورة تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وترجمة مبدأ “حكم فلسطين للفلسطينيين” إلى واقع ملموس، مع الالتزام التام بحل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم. وأكد استعداد الصين للتعاون الوثيق مع مصر وسائر دول العالم من أجل إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وختم السفير كلمته بالتأكيد على أن العام المقبل سيحمل زخماً خاصاً للعلاقات المصرية الصينية، حيث يصادف الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما ستستضيف الصين القمة الصينية العربية الثانية، ما سيشكل فرصة جديدة لتوطيد الصداقة وتعميق التعاون المشترك ورفع مستوى الشراكة الاستراتيجية إلى آفاق أرحب، بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.

واختتم السفير لياو كلمته متمنيًا للحضور دوام الصحة والسعادة، مؤكدًا أن الصين ستواصل السير جنبًا إلى جنب مع مصر نحو مستقبل أكثر إشراقًا، قوامه التنمية والسلام والاحترام المتبادل.