سائد حنين: تعديات المستوطنين وصعوبة الانتقال تشل العمل البيئى فى فلسطين
شهدت القاهرة منتدى المتوسط حول البيئة والعمل المناخى تحت عنوان تحول السلوك، خلال الفترة من 21 حتى 23 من شهر أكتوبر بمشاركة 130 شخصية يمثلون الخبراء والحكومات والمجتمع المدنى من الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط. ونظمته الشبكة العربية للبيئة والتنمية برئاسة دعماد عدلى RAED ومكتب معلومات البحر المتوسط للبيئة والثقافة والتنمية MIO
على مدار 14جلسة ناقش المشاركون عددا من القضايا المتعلقة بتغير المناخ مثل الاقتصاد الأخضر والأزرق والتنوع البيولوجى والتعليم البيئي وتمكين المرأة والشباب ودور المجتمع المدني ، كما ناقشوا مبادرات التمويل.
مناقشة القضايا السابقة كما قال د. عماد عدلى – رئيس الشبكة العربية للبيئة والتنمية - جاءت فى إطار الهدف من المنتدى وهو تحقيق تحول وتعديل السلوك وإدخال تغيرات على المستوى المؤسسى للوصول إلى ممارسات مسؤولة تجاه البيئة والموارد والحفاظ على نوعية الحياة على الكوكب.
وجاءت المناقشات وكلمات أعضاء الوفود لتكشف واقع العمل البيئى والمناخى فى دول البحر الأبيض المتوسط.
صوت فلسطينى.
من فلسطين تحدث سائد حنين من نابلس - منصة فرص خضراء - عن الصعوبات والتحديات التى تواجههم فى التنقل بسبب الاحتلال إضافة إلى تحدى التمويل، وأوضح إن منصة فرص خضراء تأسست بعد قمة المناخ 28 بهدف زيادة المشاركة العربية فى الأحداث الدولية المعنية بالمناخ وإتاحة الفرص للشباب للقيام بمبادرات ومشروعات وبالفعل حصل 1600شاب وشابة على فرص حقيقية كما تساعد المنصة المؤسسات فى الوصول للشباب .
وعرض سائد حنين نماذج للفرص التى حصل عليها الشباب منها مشروع تدوير مخلفات فى تونس، ومشروع توعية فى ليبيا. وأكد على الصعوبات التى يواجهها العاملون فى الملف البيئى فى فلسطين وأوضح إنه إذا أراد تنظيم ندوة للتوعية أو إطلاق مبادرة فى رام الله يحتاج 6 ساعات للوصول من نابلس إلى رام الله، إضافة لما يتعرض له الفلسطينيون من هجمات المستوطنين والحواجز والتفتيش، كل ذلك يؤثر بالأكثر على مشاركة المرأة ، وحتى نشارك فى الفاعليات البيئية خارج فلسطين نطلب من المنظمات الداعية أن توفر لنا الأمان عند الانتقال.

تغير المناخ يهدد زيتون لبنان
من لبنان تحدث المهندس مالك غندور- رئيس التجمع اللبنانى للبيئة - عن تحدى الإدارة البيئية المتكاملة وتنفيذ إسترتيجية وطنية متكاملة بمشاركة كل المعنين بالبيئة من مسؤولين بالوزارات المختلفة ومنظمات المجتمع المدنى وجهات التمويل.
وعن أولويات القضايا قال تأتى قضية إدارة النفايات فى المقدمة، وللآن لاتوجد آلية للتعامل الجيد معها، ويلى إدارة المخلفات قضية حرائق الغابات بفعل تغير المناخ وتتزايد الظاهرة فى ذروة الجو الحار خلال الصيف.
وتحدث الغندور عن تأثير تغير المناخ على الزراعة، خاصة الزيتون المحصول الاستراتيجى فى لبنان الذى تراجعت إنتاجيته خلال السنوات الأخيرة.
أما الهدف الذى يعمل لأجله المعنيون بالبيئة فى لبنان، كما قال الغندور، هو الوصول بمساحة المحميات الطبيعية فى لبنان لـ30% من إجمالى المساحة بحلول 2030، وهو جزء من هدف عالمى وهو حماية 30% من مساحة الكرة الأرضية، موضحا أن مساحة المحميات الآن 22% ويصل عدد المحميات إلى 18محمية بالقانون و40 محمية بمبادرات وقرارات سلطات محلية منها 22 موقع بحرى مهم حددته منظمات منخصصة فى التنوع البيولوجى.
النساء ضحايا تغير المناخ
من تونس تحدثت نجوى براوى عن دور المجتمع المدنى فى تونس فى تعزيز الصمود لمواجهة تحديات تغير المناخ ومخاطر الجفاف والفقر المائى ، وعن وضع المرأة قالت إنها الأكثر تأثرا خاصة فى المجتمعات الريفية حيث يعانون فى الانتقال للحصول على المياه، وعند حدوث كارثة تواجها صعوبة فى الهجرة والتحرك من مكان الكارثة، ولذا عدد ضحايا الكوارث البيئية أكثرهم من النساء، وتعانى المرأة الريقية لنسويق منتجاتها وهنا يبرز دور المجتمع المدنى فى الوصول للنساء ودمجهم فى مشروعات تفيدهم إقتصاديا وتحقق الأهداف البئئية والاستدامة.
العرب وأسواق الكربون.
تناول د. محمود فتح الله - مدير عام قسم الشئون البيئية بجامعة الدول العربية - فى كلمته العمل البيئي بالجامعة فى ملفات التصحر وندرة المياه والتنوع البيولوجى وتغير المناخ . وقال نتعاون مع الاتحاد الأفريقى وعدد من دول أسيا فى ملفات البيئة والمناخ ونسعى لاكتساب خبرات تمكننا من الدخول لأسواق الكربون .
وأضاف تبنت الجامعة عدة مبادرات خاصة بالاقتصاد الدائري ، مؤكدا ضرورة إشتراك القطاع الخاص فى التمويل المناخى.

الإعلام والبرلمان
وتحدثت البرلمانية د نهى زكى- من وزارة التخطيط - عن دور الاعلام والبرلمان، حيث يمكن من خلالهما عمل حوار بين الأطراف حكومة ومجتمع مدنى وجهات التمويل، مشيرة إلى وجود فجوة تمويلية كبيرة فى العمل البيئى تتطلب تحديد الأولويات وإدارة التمويلات بشكل فعال.
وإلى جانب المشاركين بالحضور فى المنتدى بالقاهرة، كانت هناك مشاركة عن بعد لعدد من الخبراء الأجانب أكدوا فى مداخلاتهم أهمية التعليم البيئى والإعلام البيئى لتغيير السلوك بما يعزز سلامة كوكب الأرض
حلول من الطبيعة
المنتدى لم يقتصر على مناقشة المشكلات والتحديات، ولكن كان هناك عدة عرض لمبادرات ومشروعات منها مشروع فى البرتغال لمعالجة المياه ومشروع فى برشلونة لحصاد مياه الأمطار والاستفادة منها، ومن الجزائر عرضت فلة بوتى مشروع تدوير مخلفات النخيل.
------------------------------
تقرير: نجوى طنطاوى






