- أتوقع انضمام السعودية لاتفاقيات إبراهام قبل نهاية العام ولم اصل لقرار بشأن مروان البرغوثي بعد.
- أخطأنا حين دمرنا العراق قتنمرت إيران وحين أزلنا "تنمر" إيران انفتح الطريق لغزة
شارك الرئيس دونالد ترامب في مقابلة هاتفية مع مجلة تايم من البيت الأبيض في 15 أكتوبر الجاري.
خلال المقابلة، تحدّث ترامب بتفصيل عن كيفية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وعن رؤيته لمستقبل المنطقة.
وفي ما يلي أبرز ما قاله ترامب لمراسل تايم السياسي البارز إريك كورتليسّا:
* أود أن أبدأ بسؤالك.. ما الذي لا نعرفه عن الكواليس التي أدّت إلى هذا الاتفاق؟ وما هي المنعطفات والأحداث الأساسية؟
- كما تعلم، لديك تاريخ يمتد لثلاثة آلاف عام في الشرق الأوسط، وهناك قدر هائل من الكراهية وانعدام الثقة بين الجميع.
ليس هناك حلفاء حقيقيون، وعدد قليل جدًا من الدول يمكن اعتبارها صديقة، وحتى هؤلاء لا يحبون بعضهم بعضًا فعليًا.
إنك تتعامل مع مجموعة من الدول المنفصلة، وقد كنت أعرف الكثير منهم حتى قبل دخولي عالم السياسة، بعضها ذكي جدًا، وبعضها غني جدًا - غني إلى حد لا يُصدَّق، ومع ذلك، تمكنوا - من الاجتماع معًا من أجل السلام في الشرق الأوسط، وهذا هو ما حدث: سلام في الشرق الأوسط، يتجاوز حدود غزة.
الكثير من المشكلة بدأ، كما تعلم، حين غزا بوش العراق ودمّرها. لقد زعزع استقرار المنطقة، لأنك كنت تملك في السابق قوتين كبيرتين: العراق وإيران، وكانتا متشابهتين إلى حد التطابق.
كانتا تخوضان صراعات لقرون تحت أسماء وأديان مختلفة، لكن الصراع بينهما لم يتوقف.
كانت العلاقة بينهما أشبه بتوازن قوى: تتقاتلان ثم تتوقفان، ثم تتقاتلان مجددًا، لكن عندما دمّرنا إحدى القوتين، أصبح لدينا فجأة طرف واحد متغطرس، وكان هذا الطرف هو إيران.
في السابق، لم تكن إيران تُعتبر “متنمّرة” لأنها كانت منشغلة بقتال العراق، لكن بعد تدمير العراق، تحوّلت إيران إلى المتنمّر الرئيسي في المنطقة.
وعندما خضنا الحرب، لأننا كنّا إلى جانب إسرائيل، حققنا نجاحًا كبيرًا، ثم عندما تولّيت المنصب، دمّرت قدرتهم النووية بالكامل.
لقد تم القضاء عليها بشكل جدي، رغم أن شبكة CNN الإخبارية الكاذبة قالت: “ربما لم يكن الضرر بهذا السوء”، ثم أضافوا: “كان سيئًا، لكن ليس بالكامل”، لكنني قلت: “بل هو تدمير كامل”، وكما تعلم، أكّدت لجنة الطاقة الذرية أنني كنت على حق.
كل قنبلة أصابت هدفها بدقة، وكانت العملية مذهلة - هجوم مثالي، لم يحدث فيه أي خطأ.
لم يتعطل أي محرك، ولم يخرج أي برغي من مكانه، واستمرت العملية 37 ساعة ذهابًا وإيابًا، بمشاركة 52 طائرة تزود بالوقود و100 طائرة أخرى، بينها عدد كبير من المقاتلات المرافقة.
كانت عمليةً عسكرية لا تُصدّق - ويجب أن تُسجّل في التاريخ يومًا ما، لأنك تتذكّر عندما كان جيمي كارتر في الحكم، وحصلت تلك العملية التي تحطّمت فيها المروحيات، وراح الجنود يركضون في الصحراء يحاولون النجاة؟ يا رجل، يا لها من فضيحة. أصبحوا أسرى، وأُخذوا رهائن، أليس كذلك؟ نعم، هذا ما حدث آنذاك.
أما نحن، فلم يحدث معنا شيء من هذا القبيل. كانت عملية مثالية تمامًا. دخلنا إلى المنشآت النووية الإيرانية، وقصفناهم بقوة هائلة، فلم يعد لديهم أي تهديد نووي.
وعلى المستوى التقليدي، أُضعفت قوتهم بشدة، وأصبح لدينا شرق أوسط مختلف، لأن المتنمّر لم يعد موجودًا. وبدون ذلك، لم يكن بالإمكان إبرام هذا الاتفاق أصلًا.
ثم يمكنك القول أيضًا إننا تخلّصنا من قاسم سليماني. كما تعلم، كل ذلك بدأ قبل سنوات، لأن سليماني كان شخصية مختلفة عمّا لديهم الآن، وبالطبع، خسروا ثلاث طبقات من قياداتهم العسكرية؛ فقد قتلنا ثلاث مجموعات متتالية من قادتهم العسكريين، واحدًا تلو الآخر. وهكذا أصبحت إيران مختلفة تمامًا، لم تعد متنمّرة.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، لم تكن إيران في موقع المتنمّر بعد الآن. وأعتقد أن التخلّص من سليماني كان خطوة مهمة، وهي كانت البداية، خلال ولايتي الأولى. لقد كانت فترة عظيمة، لكن سليماني كان شخصًا مهمًا، وكان يستعدّ لشنّ هجوم على خمس قواعد لنا.
في الواقع، كان برفقة رجل من العراق في الجهة نفسها، وكانا يستعدّان معًا، لكن سليماني كان يخطط أساسًا لمهاجمة خمس قواعد أمريكية منتشرة في مناطق مختلفة. وكانوا جاهزين تمامًا، لكننا سبقناهم وضربناهم أولًا. كانت ضربة كبيرة.
ومن هناك بدأ التحوّل، فقد أزلنا التهديد الإيراني، أو على الأقل جعلناه ضئيلًا جدًا بالمقارنة.
والآن لنفترض أننا لم ننفّذ تلك الضربة - الضربة التي كان من المتوقع أن ينفّذها أي رئيس أمريكي على مدى اثنين وعشرين عامًا.
أتذكر أن الطيارين دخلوا مكتبي وقالوا لي: “سيدي، لقد كنّا نتدرّب على هذه العملية، نحن ومن سبقونا، منذ 22 عامًا".
لقد كانوا يتدرّبون ثلاث مرات سنويًا على نفس المهمة - الرحلة نفسها، والخطة نفسها - لكن لم يجرؤ أي رئيس على تنفيذها، أما أنا، فقد كنت مستعدًا للقيام بها.
وبتنفيذها، حصلنا على شرق أوسط مختلف تمامًا. وبهذا التغيير، أصبح بإمكاننا عقد اتفاقات السلام.
لو كانت إيران ما تزال قوية ومتنمّرة، لما أمكن عقد مثل هذا الاتفاق أبدًا، لأن تهديدها كان سيخيّم على المنطقة.
أما الآن، فلم يعد هناك تهديد قائم.
وسأقول لك: حتى لو افترضنا أننا أنجزنا هذا الاتفاق بوجود إيران المتنمّرة، لما كان أحد سيؤيده، لا السعودية ولا غيرها، لكننا حصلنا على دعم الجميع، لأن الخوف من إيران لم يعد موجودًا.
الآن، هم يحاولون التصرف كما لو أنهم ما زالوا أقوياء، لكن لا أحد يخاف منهم بعد الآن. إنهم يقاتلون من أجل البقاء. لدينا عقوبات عليهم، وهم بالفعل يناضلون من أجل البقاء، لا من أجل السلاح النووي. صدّقني، إنهم في غاية الضعف.
وبسبب غياب هذا التهديد، أصبح الجميع منفتحين على السلام. أما في الماضي، فلم يكن ذلك ممكنًا لأن إيران كانت ستعارض كل شيء.
وهنا أقول إن أوباما وبايدن كانا سيئين جدًا، لأنهما أرادا أن تتزعّم إيران كل شيء، وأن تصبح دولة تمتلك سلاحًا نوويًا.
وفق الاتفاق النووي الإيراني، كانت إيران ستحصل الآن على سلاح نووي ضخم، فقد انتهت صلاحية الاتفاق منذ فترة طويلة. أنا ألغيت الاتفاق، لكنني قلت آنذاك إنه كان سينتهي قريبًا على أي حال.
ذلك الاتفاق كان طريقًا مفتوحًا نحو امتلاك السلاح النووي دون أي رادع.
باختصار شديد: أخرجنا المتنمّر من اللعبة، وكان الجميع سعداء بذلك، ثم وقّعنا اتفاق السلام.
ولو لم نُزل ذلك المتنمّر، أولًا، لما تم التوقيع أصلًا، لأن كثيرًا من الدول العربية لم تكن لتجرؤ على ذلك.
وثانيًا، حتى لو افترضنا أن كل شيء تم كما هو الآن، مع وجود إيران القوية، لكان هناك غيم أسود يخيّم على الاتفاق، ولما كان للاتفاق أي معنى.
وهذا كل ما في الأمر. هذه هي القصة كاملة، في سطور قليلة.
* في هذا السياق، لاحظ كثير من الدبلوماسيين والمحللين أن قولك إن حماس ستواجه “الإبادة الكاملة” إذا لم تلتزم بالاتفاق كان ذا دلالة كبيرة، فبعد الهجمات على إيران، خافوا جدًا مما قد تفعله. كما رأيت، حماس كانت تطلق النار في الشوارع، ولم تُعدّ جميع الجثث. إذا نقضوا الاتفاق الآن، هل ستنفّذ ذلك التهديد؟ هل ستُبَاد حماس؟
- أوه، بكل تأكيد. نعم، سيكونون في ورطة كبيرة. ورطة كبيرة. الآن هم يقتلون عصابات نبدأ نوعًا ما في اكتشافها. لكن كما تعلم، متى تتحول تلك العصابات إلى خصوم سياسيين، أليس كذلك؟
* كيف ستحصلون على نزع سلاح حماس؟
- حسنًا، يجب أن يكون هناك دخول. إذا لم يفعلوا ذلك. أعني، لقد وافقوا على القيام بذلك، أليس كذلك؟ فهكذا - انظر، العالم كان متعبًا من هجماتنا - سأقول هجماتنا وإسرائيل معًا. نحن لم نقاتل لوحدنا. العالم لم يكن يحب ذلك. على أي حال، كانت الأمور كبيرة ومكثفة، وقلت لبيبي: “بيبي، لا يمكنك محاربة العالم. يمكنك خوض معارك فردية، لكن العالم ضدك. وإسرائيل دولة صغيرة جدًا مقارنة بالعالم".
كما تعلم، أوقفته، لأنه لو استمرّ لكان واصل القتال بلا توقف. كان يمكن أن يستمر سنوات. وكنت أنا من أوقفه، واجتمع الجميع عندما أوقفته، وكان ذلك مدهشًا.
وعندما ارتكب ذلك الخطأ التكتيكي الوحيد، التصرّف في قطر، وكان ذلك فظيعًا، وفي الواقع - وقد أخبرت الأمير بذلك - كان ذلك أحد الأمور التي جمعتنا جميعًا، لأن الأمر كان خارجًا عن نصابه لدرجة أن دفع الجميع إلى أن يفعلوا ما عليهم فعله. هل هذا يوضّح لك الفكرة؟
* نعم، بالتأكيد.
- لو أزلت ذلك، ربما لم نكن لنتحدث عن هذا الموضوع الآن.
* من المثير للاهتمام أنك ذكرت كيف أوقفت نتنياهو، لأنه كان مشهورًا بعناده مع رؤساء سابقين. كيف جعلته يلتفت لك؟ لأنك تعلم أنه كثيرًا ما لم يستمع إلى رؤساء آخرين.
- (الرئيس ترامب يطلب ادلاء تصريحاته بدون نشر ثم استئناف)
اضطر لأن يتوقف لأن العالم كان سيوقفه. كما تعلم، كنت أستطيع أن أرى ما يحدث. كان واضحًا ما الذي يجري. وأصبحت إسرائيل غير محبوبة إلى حدّ كبير. وهذا ما قصده عندما قلت “العالم”.
هناك قوى كثيرة خارج المنطقة، حسنًا، قوى كبيرة. وعلى أي حال، فقد فعل الشيء الصحيح. الآن، لو كانوا يتصرّفون بشكل سيئ والجميع يعلم ذلك، فلن نجد صعوبة في التدخّل. هل تفهم قصدي؟ إذن نعم، لو لم يلتزموا بالاتفاق، كنا سنتدخل.
والأمر الكبير هنا: استعدنا 95% من الرهائن. كانت إسرائيل مهتمة جدًا باستعادة الرهائن لدرجة أنني فوجئت فعلاً. كنت لتظنّ أنهم قد يضحون بالرهائن لمجرّد أن يستمرّوا في القتال، أليس كذلك؟ شعب إسرائيل كان يريد الرهائن أكثر من أي شيء آخر. ونحن استعدنا الرهائن.
* بالتأكيد فعلتم ذلك. هل تخطط لزيارة غزة؟
- وحصلنا عليهم دفعة واحدة. كما تعلم، هم أرادوا أن يفعلوا الأمر على دفعتين. وحصلت على الكثير - لدي مئات، لكنهم أتوا على فترات طويلة. كانوا يعطوننا خمسة، ويعطوننا عشرة، ويعطوننا اثنين، ويعطوننا ثلاثة. وفي كل مرة، كان ذلك حدثًا كبيرًا. فقلت: «لا مزيد من ذلك. أعطونا الرهائن اللعينة، كلّهم».
كما يبدو ان الرهائن بعد ذلك وكأنهم أصبحوا عائقا بالنسبة لهم - بمعنى أن الناس عادوا يرون الرهائن في الأشهر القليلة الماضية كعبء. بعبارة أخرى، كانوا يؤذون حماس وإيران - الرهائن. إنها مسألة نفسية، لكن وصلت الأمور إلى حدّ أن مسألة الرهائن كان لها تأثير سلبي عليهم. لذا أبرموا صفقة من أجل كلّ العشرين رهينة، وحصلنا عليهم، وأعتقد أنهم يبحثون عن الجثث وكل شيء آخر. إنه أمر مذهل كيف تَشكّل كل هذا. لكن الرهائن كانت أولوية قصوى. إخراج هؤلاء الرهائن، رأيت الأهالي، رأيت الناس. أعني، مئات الآلاف من الناس في الساحة. لا علاقة لذلك بالفوز بالحرب. لا علاقة. كنا فقط نريد استعادة رهائننا، وبعد ذلك وبشكل منفصل يريدون استعادة الجثث. والجثث يجري البحث عنها، كما تعلم، لا تنسَ، الجثث تحت الكثير من الأنقاض وتحت الكثير من الأشياء. وأعتقد أنهم استعادوا أرقامًا معينة. وهم يحاولون لأنّه لا يوجد ما يمنعهم من ذلك، أتعرف؟
ماذا لديك بعد في هذا الصباح الجميل؟
* هل تخطط لزيارة غزة، سيدي، وتحت أي شروط ستذهب؟
- سأفعل. نعم، سأفعل. كما تعلم، لدينا «مجلس السلام»، وقد تمّ تشكيله. سألوني أن أكون رئيسًا له. لم يكن أمرًا أردته، صدّقني، لكن مجلس السلام سيكون مجموعةً قويةً من الناس، وسيكون له نفوذ كبير فيما يتعلّق بالشرق الأوسط. لم يجتمع الشرق الأوسط مثل هذا من قبل. لقد تماسك الآن حقًا، عدا حماس، التي هي جماعة هامشية، وحماس، من الناحية النظرية، تماسكَت أيضًا، فقد وقّعت الوثيقة. كما تعلم، لقد وافقوا على كلّ هذه الأمور. الآن بإمكانهم أن يخالفوا الاتفاق. لا بأس، حينها لن يمانع أحد لو دخلنا وتعاملنا معهم بحزم.
* لقد قلت لنتنياهو إنك لن تسمح له بضم الضفة الغربية. لا تزال هناك قوى في ائتلافه تضغط من أجل ذلك. أتساءل فقط، ما هي العواقب إذا مضوا قُدُمًا؟
- لن يحدث. لن يحدث. لن يحدث لأنني أعطيت كلمة للدول العربية. ولا يمكنك فعل ذلك الآن. لقد حظينا بدعم عربي كبير. لن يحدث لأنني أعطيت كلمة للدول العربية. لن يحدث. ستفقد إسرائيل كل دعمها من الولايات المتحدة لو حدث ذلك.
* رأيناك تتحدث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في شرم الشيخ. ماذا قلت له؟
- حسنًا، كما تعلم، هو شخص مختلف كثيرًا على أرض الواقع عما يظهره في العلن. لكنه هنّأني. قال: «لقد فعلت شيئًا - لقد عشت عهد سبعة رؤساء». كما تعلم، هو ليس شابًا، لكنه يبدو رائعًا، أليس كذلك؟ قال - أنا عرفته منذ ولايتي الأولى. لقد زار البيت الأبيض بالفعل. وهو محترم لدى الفلسطينيين. يحترمونه كحكيم، كقامة. لكنه قال: «لقد فعلت شيئًا لم يفعله أي رئيس آخر». قال: «ما فعلته ليس أمرًا كان يمكن توقعه. لا أستطيع أن أصدق أنك فعلته، لكن أهنئك». كان لطيفًا جدًا. لكنه قال إن رؤساء آخرين لم يكونوا ليستطيعوا فعل ذلك.
* هل ترى أن عباس كجزء من سلطة فلسطينية معاد تكوينها سيكون السلطة الحاكمة في غزة بعد الحرب؟
- حسنًا، لطالما انسجمتُ معه. لطالما وجدته معقولًا، لكن ربما ليس هو المرشح النهائي. لكنّي دائمًا وجدته معقولًا؛ كما رأيت، اقترب مني وكان ودودًا للغاية، ولذا عليّ - فعليّ حقًا أن أتحقق من ذلك. يجب أن أبحث في الأمر، لذلك سيكون مبكرًا إصدار حكم الآن، لكن في وقت ما سأكوّن رأيًا. أعلم أنه يرغب في ذلك، لكنه قال إننا فعلنا شيئًا لم يظنّه ممكنًا أبدًا. ومرة أخرى، النقطة الكبرى كانت إضعاف إيران إلى حدٍّ لم تعد عنده فيه مكانة واحترام.
* من برأيك يقود الفلسطينيين حاليًا؟
- ليس لديهم قائد في الوقت الحالي، على الأقل ليس قائدًا ظاهرًا، وهم في الحقيقة لا يريدون واحدًا، لأن كل من تولّى القيادة تم اغتياله. ليست وظيفة مغرية أبدًا.
* حسنًا، يُنظر إلى مروان البرغوثي على أنه الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد الفلسطينيين خلف حل الدولتين. وهو يتصدر معظم استطلاعات الرأي بين الفلسطينيين حول من سيصوتون له في الانتخابات الرئاسية. لكنه في السجن، وإسرائيل رفضت إطلاق سراحه. اعتُقل عام 2002. رون لاودر، أحد أبرز داعميك، دعا إسرائيل مؤخرًا لإطلاق سراحه. هل تعتقد أن على إسرائيل أن تطلق سراحه من السجن؟
- لقد واجهت هذا السؤال قبل نحو 15 دقيقة من مكالمتك. كان هذا هو السؤال. كان سؤال اليوم بالنسبة لي. لذلك سأصدر قرارًا بهذا الشأن.
* سيدي الرئيس، بعد أن أبرمت اتفاق السلام في غزة، إلى أي مدى نحن قريبون من اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل؟ وما الذي ما زال مطلوبًا لإنجازه؟
- أعتقد أننا قريبون جدًا. أعتقد أن السعودية ستقود الطريق. لدي احترام كبير ومودة تجاه الملك، كما تعلم، لدينا علاقة ممتازة، وأعتقد أن السعودية ستقود الطريق نحو اتفاقات أبراهام. وهذا أمر بالغ الأهمية. فاتفاقات أبراهام - بايدن لم يفعل بها شيئًا سوى جعلها أكثر تعقيدًا. وتعلم ما هو المدهش؟ أننا احتفظنا بالدول الأربع الموقعة، لأن أداءها ممتاز في إطار الاتفاقات، ولم تنسحب أي دولة. لكن بدلًا من أربع دول، كنا سنحصل خلال ستة أشهر على انضمام الجميع.
لكن الآن الأمر أسهل. والظروف أفضل. انظر، كان لدينا تهديد من إيران. ولهذا أكنّ احترامًا كبيرًا لتلك الدول الأربع التي انضمت، لأنها فعلت ذلك رغم علمها بوجود تهديد إيراني. تخيّل ذلك، أليس كذلك؟ الإمارات، على سبيل المثال، انضمت رغم علمها بذلك، لأن ذلك كان في ذروة قوة إيران. ومع ذلك انضمت. لدي احترام كبير لذلك. الآن لم نعد نواجه التهديد الإيراني. لم نعد نواجه أي تهديدات. لدينا سلام في الشرق الأوسط. وأعتقد أن اتفاقات أبراهام ستتوسع بسرعة كبيرة. في الواقع، أنا متأكد من ذلك.
* هل تعتقد أن السعودية ستنضم إلى اتفاقات أبراهام قبل نهاية العام؟
- نعم، أعتقد ذلك. أعتقد ذلك بالفعل، كما ترى، كانت لديهم مشكلتان: مشكلة غزة ومشكلة إيران. والآن لم تعد هاتان المشكلتان قائمتين.
* لقد مضى أقل من عام على ولايتك الثانية، سيدي الرئيس، والمنطقة تغيّرت بالكامل. تم القضاء على قيادة حزب الله، وبُدل نظام بشار الأسد بحكومة تسعى إلى التطبيع.
- وكما تعلم، كل تلك الهجمات نُفذت تحت إشرافي المباشر، بالتنسيق مع إسرائيل، مع عمليات التنصت وغيرها.
لقد تصرفت إسرائيل باحترام كبير تجاه الولايات المتحدة. كانت تُبلغني بكل شيء. وأحيانًا كنت أقول لا، وكانوا يحترمون ذلك. لكن أوباما عامل إسرائيل معاملة سيئة للغاية. كما تعلم، لم يرغبوا في الاتفاق النووي الإيراني، وكان اتفاقًا فظيعًا، غبيًا، لأنه منح إيران امتيازًا كبيرًا. وأنا في الحقيقة فوجئت بأنهم لم ينجحوا في تمريره بالكامل. كنت متأكدًا عندما غادرت المنصب أنهم سيتمكنون من ذلك، لأنني كنت من أوقفه آنذاك، ولكن على مدى أربع سنوات - وأوباما ذهب في الاتجاه الآخر.
من المضحك أنهم يقولون: «ينبغي أن نحصل على بعض الفضل». لا، لا ينبغي ذلك. العكس هو الصحيح. لقد انحازوا إلى إيران. اضطررنا لإزالة تلك الوصمة. لقد راهنوا على إيران، وليس على الجانب الآخر، وهو جانب يضم عددًا كبيرًا من الدول. لقد وضعوا كل أوراقهم على إيران. ولو كان لهم ما أرادوا، لكانت لدينا الآن إيران نووية بالكامل، تمتلك أسلحة نووية على أعلى مستوى. هذا ما كان سيحدث. ولن يكون هناك أي مجال للحوار معهم. لم يكن هناك أي حديث ممكن معهم.
* هل ترى هذه التحولات في الشرق الأوسط كإعادة اصطفاف دائمة، أم أنك تخشى أن تكون انتصارات مؤقتة تعتمد على استمرارك في المنصب؟ وكيف ترى أثر رئاستك في إعادة تشكيل الشرق الأوسط؟
- أعتقد أننا أعدنا تشكيله بالفعل، وأعتقد أنه الآن ينمو بطريقة جميلة جدًا. والسؤال هو: ماذا سيحدث لاحقًا؟ لكن يمكنني أن أقول هذا - لا يزال أمامي أكثر من ثلاث سنوات، وهي فترة طويلة. وطالما أنا في المنصب، فسوف يتحسن الوضع ويزداد قوة، وسيصبح مثاليًا، حسنًا؟ سيكون رائعًا. أما ما سيحدث بعدي، فلا أستطيع أن أقول لك. كما تعلم، قد يأتي رئيس سيئ، وإذا حدث ذلك، فقد ينتهي كل شيء بسهولة.
أهم ما في الأمر هو أن يحترموا رئيس الولايات المتحدة. على الشرق الأوسط أن يدرك ذلك. وهم يدركونه. إذا ذهبت إلى قطر، أو إلى السعودية، أو إلى الإمارات - وهي الدول الثلاث الكبرى في هذا السياق - فسترى أنهم جميعًا يحترمون الرئيس. وإذا لم يحترموا الرئيس… المسألة تكاد تتعلق بالرئيس أكثر من الدولة نفسها، هل تفهم ما أعنيه؟ إذا لم يحترموا الرئيس، وإذا كان الرئيس لا يعرف ما يفعل، فقد ينهار كل شيء. أما إذا احترموا الرئيس، فسيكون هناك سلام جميل وطويل الأمد.





