بصراحة ما يحصل للمصريين، خاصة فى السنوات الأخيرة، لايتحمله بشر، من طحن فى عظامهم، وغلاء متوحش ومستمر، لايتوقف عند حد أبدا، يقابله بذخ فى إنشاء آلاف الكبارى والمحاور والمدن السكنية، والفخيمة التى أنفق عليها تريليونات الدولارات، أما الشعب فله الله!
مين يصدق أن رقم المليون اللى كان من فترة قريبة جدا، لما تسمع حد يقول انا معايا مليون تتخض، الٱن صار المليون مثل النملة، مقابل الملايين والمليارات، التى أصبح يحوزها التافهون، والفاسدون والمرتشون، والمطبلون فى بلادى، أما الشرفاء فيتم اعتقالهم، وقمعهم وإسكاتهم فى غياهب السجون، للأسف ورغم النجاحات الخارجية التى تحققها مصر الٱن، خاصة بعد توقيف حرب غزة وعقد مؤتمر السلام بشرم الشيخ، إلا أن الهوة والمسافة لاتزال بعيدة بين مايفعله النظام على المستوى الدولى، وهو رائع ولا ينكره إلا جاحد او خائن، وعلى فكرة ده برضه سببه تماسك الجبهة الداخلية، مع صلابة طبعا الجيش والشرطة، لكن تظل هذه الهوة تتسع بين هذا النجاح الذى أشرت إليه، وبين حال المصريين الٱن، والذى لايسر عدوا ولاحبيبا، من حيث قسوة المعيشة عليهم، وأقسم بالله أنا أعرف ناس بتبات من غير عشاء، لأنها لاتملك تمن العشا، غير بقا القهر الذى تمارسه أجهزة الدولة على الناس، والروتين اليومى، ومص دمهم، تخيل أن مفيش ورقة ولا مستند يتم إخراجه من مؤسسات الدولة المختلفة تمنه أقل من 50 جنيها، منتهى الابتزاز، واستغلال الشعب الغلبان.
ناهيك عن اللى بيحصل في الدوائر الانتخابية فى الصعيد وغيره، وعشرات الملايين التى يتم دفعها لشراء كرسى البرلمان، وعلى عينك ياتاجر، ده غير الرشاوى اللى بتدفع للناس الغلابة والمستغلين مقابل التصويت، أقسم بالله اللى بيحصل ده عيب، ممكن ينطبق على بلدنا مقولة أعجبتنى كثيرا، "من بره هلله هلله، ومن جوه يعلم الله"، ياقوم ينبغى أن تتماهى صورة مصر فى الخارج بصورتها من الداخل، وميبقاش فيه هوة ولا مسافات خالص، ومينفعش بيتك يكون من الداخل بايظ وبره هايل وعظيم.
من فضلكم انتبهوا للداخل شوية لأن المصريين يستحقون معيشة وحياة أفضل من كده عشرات المرات، بلاش تدوسوا عليهم أكتر من كده، الشعب المصرى شعب عظيم، وواعى ومش عايز ثورات، ولا انقلابات تانى، هو عايز يعيش زى بقية الناس، فبلاش تستكثروا عليه ذلك، لأن لما بتحتاجوه بتلاقوه، ومواقفكم الأخيرة القوية، ماكانت لتحدث، لولا صلابة وتماسك هذا الشعب، والتفافه حولكم.. أكرر مرة أخرى، إن الداخل يحتاج الٱن ثورة تصحيح، وتغيير فى الأفكار والٱليات القديمة العفنة، تقتلع الفساد من جذوره وتستبعد الفاسدين والمنافقين، والمطبلين، وأهل الثقة اللى ودوا البلد فى ستين داهية، محتاجين ثورة تقترب أكثر من الشرفاء والمخلصين والأكفاء، لأن مصر تستحق الكثير، خذوا هذه الخطوة قبل فوات الاوان، لأن التاريخ لن يرحم أحدا، وأول خطوة فى طريق الإصلاح تبدأ بزيادة الأجور فورا، بعد رفع أسعار البنزين، لأن الناس بتموت من الجوع، وشوفوا وجوههم فى الشارع، وفى وسائل المواصلات، وحتقدروا تحكموا على الوضع المأساوي، اللى وصل إليه المصريون
وأقترح على صانع القرار والحكومة أن تسرع بزيادة الأجور 20٪ بالنسبة للموظفين وأصحاب المعاشات، او 2000 جنيه وده أقل حاجة نعملها لهذا الشعب العظيم، الذى يقدر مافعلتموه مؤخرا تجاه أهالينا فى غزة، واستقلال القرار المصرى، وعودة الدور، والريادة لبلدنا العظيم، بعد أن ظن البعض أن البساط قد انسحب إلى دول خليجية أخرى بالمنطقة، لكن حنكة وذكاء السيسى أكدت من جديد أن مصر هى الدولة الأقوى سياسيا وعسكريا فى المنطقة، وباعتراف ترامب نفسه.. تحيا مصر.
------------------------
بقلم: جمال قرين
