زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أن مسؤولين سعوديين أبلغوه “حتى يوم أمس” بأنهم مستعدون للانضمام إلى “اتفاقات أبراهام”، والتي يتوقع أن يتم توسيعها “قريبًا”.
وأكد ترامب مجددًا قناعته بأن الدول العربية والإسلامية ستكون قادرة على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل الآن، بعد التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة، وتحييد التهديد النووي الإيراني.
وقال ترامب في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “آمل أن تنضم السعودية، وآمل أن تنضم دول أخرى. أعتقد أنه عندما تدخل السعودية، سيتبعها الجميع". وعندما سُئل عمّا إذا كان المسؤولون السعوديون قد أبدوا له استعدادهم لذلك، أجاب: “نعم، فعلوا. حتى يوم أمس تقريبًا. كانت لدي محادثات جيدة جدًا".
ولم يتضح ما إذا كان ترامب قد تحدث بالفعل مباشرة مع مسؤولين سعوديين، ففي وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، قال للصحفيين: “تحدثت إلى حماس وقلت لهم: ستتخلّون عن سلاحكم، أليس كذلك؟ فقالوا: نعم سيدي، سنتخلى عنه". وعندما أبدى أحد الصحفيين دهشته من حديثه المباشر مع حماس، أوضح ترامب أن الرسالة نُقلت عبر “أشخاص تابعين له”.
وقد أكدت السعودية مرارًا أنها لن تطبّع علاقاتها مع إسرائيل ما لم توافق الأخيرة على إقامة مسارٍ موثوق، محدد زمنيًا، ولا رجعة فيه، نحو إنشاء دولةٍ فلسطينية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وافق شفهيًا على خطة السلام المؤلفة من عشرين بندًا التي قدّمها ترامب، وتنص على أنه “بينما يتقدم إعادة إعمار غزة، وعندما يُنفّذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بإخلاص، قد تتوافر الشروط أخيرًا لقيام مسارٍ موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما نقرّ بأنه تطلّع الشعب الفلسطيني".
وينص البند الأخير في الخطة على أن “الولايات المتحدة ستقيم حوارًا بين إسرائيل والفلسطينيين للتوافق على أفقٍ سياسي للتعايش السلمي والمزدهر". لكن ترامب، في خطابه الذي أعلن فيه الخطة، أقرّ بمعارضة نتنياهو “المفهومة” لإقامة دولة فلسطينية، وقال لاحقًا إنه لم يتخذ بعد قرارًا بشأن تأييده لحل الدولتين — وهو شرط أساسي لانضمام السعودية إلى اتفاقات أبراهام. وعلاوة على ذلك، فإن الاتفاق الذي وُقّع فعليًا بين إسرائيل وحماس في شرم الشيخ بمصر الأسبوع الماضي لم يتضمن الشق الثاني من خطة ترامب المتعلق بإمكان حل الدولتين.
وظل ترامب متفائلًا بإمكانية توسيع اتفاقات أبراهام بعد تثبيت وقف إطلاق النار في غزة. وقال لفاكس نيوز: “لا أريد استخدام كلمة (فوري)، لكن قريبًا". وأشاد بالدول التي وقّعت الاتفاقات عام 2020، معتبرًا أنها فعلت ذلك “بشجاعة” بينما كانت إيران آنذاك قوة إقليمية أقوى، قبل الضربات الأمريكية والإسرائيلية على برنامجها النووي في يونيو 2025.
واعترف ترامب بمعارضة السعودية للتطبيع عندما زار المملكة في مايو الماضي، وقال لولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “ستفعلون ذلك في وقتكم المناسب"، وأضاف لفاكس نيوز يوم الجمعة: “لم يكن بوسعهم فعل ذلك أثناء الحرب، ولا خلال القتال الدائر مع إيران". وقد بدا أن إندونيسيا ستكون أول دولة تنضم إلى اتفاقات أبراهام منذ انتهاء حرب غزة، إذ كان رئيسها برابوو سوبيانتو يفكر في زيارة تاريخية إلى إسرائيل يوم الثلاثاء بعد قمةٍ لقادة العالم حول غزة في شرم الشيخ، لكن بعد تسريب الخطة إلى الصحافة يوم الاثنين، أصدر مكتب سوبيانتو نفيًا قاطعًا بأن مثل هذه الزيارة كانت مقررة أصلًا. وكان الزعيم الإندونيسي قد أثار الجدل بخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، حين دعا إلى احترام حق إسرائيل في العيش بأمان، وأنهى كلمته بعبارة “شالوم”.
من جهته، عبّر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف يوم الخميس عن تفاؤله بشأن “توسيع اتفاقات أبراهام بشكل جدي”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ملتزمة بتحسين حياة سكان غزة بعد انتهاء الحرب، وإن بدا أنه تجنب التعهد بضمان أن تشمل هذه الحياة الجديدة حق تقرير المصير. وقال ويتكوف في كلمة ألقاها في المتحف التذكاري للهولوكوست في واشنطن بمناسبة الذكرى الثانية لهجوم حماس في السابع من أكتوبر "يجب ألا تضطر إسرائيل للعيش تحت تهديد الصواريخ أو الخوف من الهجمات الإرهابية، لكن يجب أيضًا أن يتمكن سكان غزة من عيش حياة كريمة، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم".
وأضاف: “عندما ينتهي التطرف يمكن أن يبدأ الازدهار. السلام في المنطقة سينقذ أرواحًا لا تُحصى من الإسرائيليين وسكان غزة على السواء، وسيمنح الكرامة لأولئك الذين عانوا طويلًا"، وتعهّد ويتكوف بتوسيع اتفاقات أبراهام بسرعة. كما شدد على أن “حماس يجب أن تتخلى عن سلاحها بشكل لا لبس فيه، ولا يمكن أن يكون لها مستقبل في غزة كما كانت”، في إشارة ضمنية إلى احتمال قبول الولايات المتحدة ببقاء الحركة في القطاع إذا غيّرت أيديولوجيتها. واستعاد ويتكوف ذكرياته من رحلتيه إلى غزة خلال العام الماضي، قائلاً "في كل مرة أرتدي فيها قبعة (MAGA) السوداء، يقترب مني الناس في غزة لأنهم يريدون السلام أيضًا. إنهم يريدون الاستقرار، والفرص، وحياةً أفضل لأطفالهم. يجب أن يشمل مستقبل غزة وظائف وتعليمًا وأملًا وطموحات، لا أسلحةً وعنفًا فقط".
وختم ويتكوف بالإشادة بالدور الحاسم الذي أدّاه الرئيس ترامب في التوصل إلى وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، والذي أفضى إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء، قائلاً "الرئيس ترامب يفهم أمرًا ينساه معظم القادة — أن الوضوح الأخلاقي بلا قوة لا يعني شيئًا، وأن الجمع بين القناعة والقوة هو ما أنقذ الأرواح".
-----------------------------
تايمز أوف اسرائيل