18 - 10 - 2025

نائب وزير الصحة لـ«المشهد»: الزواج المبكر خطر يهدد صحة المجتمع.. والإعلام شريك في المواجهة

نائب وزير الصحة لـ«المشهد»: الزواج المبكر خطر يهدد صحة المجتمع.. والإعلام شريك في المواجهة

لا يزال ملف الزواج المبكر وزواج الأطفال أحد القضايا الساخنة التي تؤرق المجتمع المصري، ليس فقط لارتباطه بظاهرة اجتماعية ممتدة منذ عقود، بل لما يترتب عليه من انعكاسات صحية خطيرة تمس مستقبل الأجيال القادمة.

وفي هذا السياق، شددت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون مبادرات الصحة العامة، على أن زواج القاصرات يعد جريمة في حق الفتيات والأطفال، معتبرة أنه "قنبلة موقوتة" تفرز مشكلات صحية واجتماعية واقتصادية جسيمة.

زواج الأطفال.. مخاطر صحية ومجتمعية

أكدت الألفي خلال تصريحات لـ«المشهد» أن الزواج المبكر يؤدي في كثير من الحالات إلى الولادات المبكرة وما يترتب عليها من ارتفاع نسب إصابة الأطفال بالالتهاب الرئوي والتشوهات الخلقية، فضلًا عن زيادة نسب وفيات الأمهات وصعوبة متابعة الحمل في سن صغيرة.

وأضافت أن الفتاة القاصر التي تُجبر على الزواج تفقد حقها الطبيعي في التعليم والنمو النفسي والاجتماعي، لتتحول سريعًا إلى "أم طفلة" لا تمتلك الخبرة أو الجاهزية لتحمل مسؤولية أسرة، مما ينعكس بالسلب على الاستقرار الأسري والمجتمع بأسره.

الفحوصات قبل الزواج.. ضرورة لا رفاهية

وخلال مشاركتها في ورشة عمل بعنوان «الصحافة الطبية»، أوضحت نائب الوزير أن الفحوصات الطبية قبل الزواج لم تعد مجرد اختيار، بل هي ضرورة لحماية الزوجين وأطفالهما من الأمراض الوراثية والمعدية، ولضمان بداية حياة أسرية سليمة.

كما دعت الألفي الشباب المقبلين على الزواج إلى عدم الاستعجال في الحمل، موضحة أن تأجيل الإنجاب لمدة عام واحد على الأقل بعد الزواج يمنح الزوجين فرصة للتأقلم النفسي والاجتماعي، ويتيح الاستعداد الجيد لبناء أسرة أكثر استقرارًا.

وسائل تنظيم الأسرة.. آمنة ومتاحة

وفيما يتعلق بوسائل تنظيم الأسرة، أكدت نائب الوزير أنها آمنة وفعّالة ومتوفرة في جميع الوحدات الصحية بالمجان، داعية الأزواج إلى كسر حاجز الخوف والاعتماد على هذه الوسائل لما لها من دور كبير في تقليل المخاطر الصحية وتحقيق التوازن الأسري.

الإعلام.. شريك أساسي في التنوير

وفي خطوة لافتة للتواصل مع الإعلاميين، قامت الدكتورة عبلة الألفي بتوجيه مكتبها لانشاء مجموعة عبر تطبيق واتس آب تجمع صحفيي ملف الصحة، لتكون قناة مباشرة لتبادل المعلومات، وتقديم الردود العلمية السريعة على تساؤلاتهم، بما يضمن نقل الوعي الصحيح إلى المواطنين.

وخلال حديثها، أكدت الألفي تقديرها الكبير لدور الصحافة والإعلام في نشر الوعي الصحي، قائلة: «الصحفي شريك أساسي في التنوير المجتمعي، والكلمة الصادقة قد تنقذ حياة أو تغيّر سلوكًا».

مواجهة مشتركة

وبينما تعمل وزارة الصحة على إطلاق مبادرات متعددة لمواجهة الزواج المبكر وزيادة الوعي الصحي، ترى الألفي أن الرهان الحقيقي يكمن في التعاون بين المؤسسات الحكومية والإعلام والمجتمع المدني، معتبرة أن مواجهة مثل هذه الظواهر تتطلب تكاتفًا جماعيًا لا يقتصر على جهة بعينها.

مواجهة الولادات القيصرية بلا داع

وفي سياق آخر تناولت الدكتورة عبلة الألفي واحدة من أبرز القضايا الصحية التي تواجه النساء في مصر وهي الولادات القيصرية التي تُجرى بلا داع طبي حقيقي مؤكدة أن الزيادة المفرطة في نسب القيصرية تمثل خطرًا على صحة الأم والجنين على حد سواء.

وأوضحت نائب وزير الصحة أن الولادة الطبيعية هي الخيار الأفضل والأكثر أمانًا في الحالات السليمة مشيرة إلى أن الإقبال غير المبرر على الولادة القيصرية يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل النزيف والالتصاقات وصعوبة الحمل لاحقًا فضلًا عن احتمالية إصابة الأطفال بمشكلات تنفسية في الأيام الأولى من الولادة.

وشددت الألفي على أن وزارة الصحة أطلقت حملة قومية لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الولادة القيصرية، تهدف إلى توعية الأمهات بأهمية الولادة الطبيعية، ورفع كفاءة الفرق الطبية في وحدات النساء والتوليد بالمستشفيات الحكومية.

وأكدت أن الهدف من الحملة ليس المنع، بل الترشيد، بحيث تقتصر الولادة القيصرية على الحالات الضرورية فقط، حفاظًا على صحة الأمهات وأجيال المستقبل.

ويظل الطريق طويلًا، لكن الرسالة واضحة: مجتمع صحي يبدأ من أسرة واعية، وإعلام مسؤول قادر على قيادة التغيير.
-----------------------
من المشهد الأسبوعية

العدد 342 من المشهد الأسبوعية ص 2