أعلنت سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة، أنجلينا إيخهورست، أن القمة الأولى بين مصر والاتحاد الأوروبي ستُعقد الأسبوع المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث ستشهد التوقيع على اتفاقيات ومشروعات جديدة ضمن الشريحة الثانية من حزمة الدعم الأوروبي لمصر، بقيمة 4 مليارات يورو، في إطار البرنامج التمويلي الشامل البالغ 7.4 مليار يورو المخصص لدعم الاقتصاد المصري وتعزيز مسار التنمية المستدامة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس في ختام أسبوع القاهرة للمياه، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يعمل على دعم أولويات مصر في مجالات الطاقة النظيفة، والتحول الأخضر، والاستدامة الاقتصادية، ضمن رؤية مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي.

وأوضحت إيخهورست أن 1.8 مليار يورو من التمويل الجديد سيتم تخصيصها بالتعاون مع المؤسسات المالية الأوروبية، بينما سيتم توقيع اتفاقيات منح بقيمة 600 مليون يورو على مدى ثلاث سنوات، تبدأ أولى دفعاتها خلال العام الجاري، موجهة نحو دعم مشروعات الطاقة المتجددة، والاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر.

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي كان قد صرف مليار يورو العام الماضي كدفعة أولى من التمويل الأوروبي لمصر، مشيرة إلى أن هذا الرقم تجاوزه الاتحاد مع تسارع تنفيذ المشروعات المشتركة، ما يعكس الثقة الأوروبية المتزايدة في الاقتصاد المصري.

وأضافت السفيرة أن الاتحاد الأوروبي نظم في يونيو الماضي مؤتمراً اقتصادياً موسعاً لتعزيز الاستثمارات الأوروبية في مصر بمجالات الطاقة والمياه والتحول الأخضر والاقتصاد الدائري، حيث تم توقيع 30 اتفاقية بقيمة 49 مليار يورو، بينما تجاوزت القيمة الفعلية 67 مليار يورو مع استمرار توقيع مذكرات تفاهم جديدة.

وأشارت إلى أهمية مشاركة مصر في برنامج “هورايزون أوروبا”، وهو أحد أكبر برامج الاتحاد الأوروبي للبحث والابتكار، مؤكدة أنه سيتم الأسبوع المقبل توقيع اتفاقيات جديدة بين مصر والاتحاد في هذا الإطار لتعزيز التعاون العلمي والتقني.

كما أعلنت إيخهورست عن تمويلات إضافية من صندوق الاتحاد الأوروبي للتنمية المستدامة بلس (EFSD+) لدعم التحول الأخضر في مصر، إلى جانب 75 مليون يورو لدعم الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، و100 مليون يورو لتقوية القدرات المؤسسية والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى تمويل تطوير منظومة التوقيع الإلكتروني في المؤسسات الحكومية المصرية.

وفي ملف الهجرة غير الشرعية، أوضحت السفيرة أن الاتحاد الأوروبي سيخصص 200 مليون يورو لدعم جهود مصر في مكافحة تهريب المهاجرين وتعزيز قدراتها في إدارة الهجرة وتنظيمها.

كما كشفت أن المفوضية الأوروبية ستعلن خلال الساعات المقبلة عن حزمة جديدة من المساعدات الموجهة لدول البحر المتوسط ضمن مبادرة “الاتفاق المتوسطي – Mediterranean Pact”، مشيرة إلى أن مصر تعد أحد الأطراف الرئيسية في هذه المبادرة التي تهدف إلى دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وأكدت إيخهورست في ختام المؤتمر أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي تشهد مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية المتكاملة، مشددة على أن القمة المرتقبة في بروكسل ستكون محطة مفصلية لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الجانبين بما ينعكس إيجاباً على التنمية الإقليمية والاستقرار في الشرق الأوسط والبحر المتوسط.