حوار لـ "المشهد" عن نشاط مؤسسة "أوان" في المنصورة بعد عامين على تأسيسها
بعد مرور عامين على تأسيس مؤسسة "أوان لللثقافة والفنون" وناديها الأدبي في المنصورة، تشعر الفنانة إيمان أبوالغيط، بالفخر إزاء عمل قام على الجهود الذاتية، لاستضافة أدباء وفنانين بمعدل مرتين في الشهر، لتسليط الضوء على منجزهم الإبداعي، وكذلك تدريب وتشجيع الموهوبين في الأدب والفن. وجاءت تلك الخطوة في أعقاب مغادرة إيمان أبو الغيط لآخر منصب رسمي لها وهو مديرة مكتبة مصر العامة في المنصورة، وبعد خبرة طويلة في خدمة الثقافة العامة، والحصول على الماجستير في القانون، وعملٍ لنحو عشرين عاما في مجال المحاماة. وإيمان أبوالغيط، هي أيضا من مؤسسي أتيليه المنصورة للثقافة والفنون، وشغلت منصب مستشاره القانوني، ومن مؤسسي مهرجان المنصورة المسرحي المقيد بأجندة مهرجانات وزارة الثقافة المصرية بدورتيه الأولى والثانية، وشعلت منصب أمينه العام. أما مجال تميزها الإبداعي فهو الفن التشكيلي، وهي تستعد حاليا لإقامة معرضها الشخصي الثاني بمجموعة أعمال تطرح فيها علاقتها الأثيرة بعوالم " الديجتال" وتقنيات ما بعد الحداثة، عموما. وسيضم المعرض أكثر من خمسين لوحة تستلهم أجواء الحداثة وما بعدها.
في بداية حوارها لـ "المشهد"، تحدثت إيمان أبو الغيط عن المشهد الثقافي في المنصورة، فوصفتها بداية بأنها مدينة معجونة بالفن والثقافة، كانت وما زالت مصدرا للإبداع والإلهام، مليئة بالمواهب المميزة. وتقول: إن زيادة عدد السكان بمحافظة الدقهلية وعاصمتها المنصورة، ترتبت عليها غزارة في الاحتياجات بما يسمح دائما بوجود مزيد من الكيانات الثقافية والفنية لاكتشاف المواهب وإعدادهم. وتضيف: يتصدر المشهد الثقافي بالمنصورة مكتبة مصر العامة وقصر ثقافة المنصورة، إضافة إلى الأنشطة الثقافية والفنية بجامعة المنصورة والنوادي الرياضية حيث يظهر الآن اهتمام خاص في معظم النوادي بالنشاط الثقافي والفني.
* حدثينا عن أنشطة "مؤسسة أوان"؟
- قمت بإشهار مؤسسة أوان الثقافة والفنون بوزارة التضامن الاجتماعي، لاستخدام الثقافة والفن في الارتقاء بالمجتمع وإنقاذه من كثير من السلوكيات المرفوضة والتي لا بديل لها إلا من خلال الممارسات الثقافية والفنية والتجارب الحقيقية التي تحتويه، غير أن ذلك لا يكفي للاستمرار والتقدم وتقديم ما أسعى لتقديمه وتحلم به المؤسسة من خطط ومشروعات فنية. حين تحقق المؤسسة الوصول إلى الفئات المستهدفة فإن ذلك يدعو إلى الفخر، بما أننا نساهم في اكتشاف الموهوبين من خلال أنشطة نادي الأدب والورشة الفنية والمعارض، إضافة لمشاركة المستهدفين في التخطيط للوقوف على المزيد من الاحتياجات وطرق تلبيتها بما يناسب ظروفهم.
من أنشطة مؤسسة أوان
* حدثينا عن تجربتك مع الفن التشكيلي؟
-أمارس الفن بواسطة الموبايل ( ديجيتال أرت) منذ 16 عاما، وأرى أن استخدام التكنولوجيا يسهل العمل الإبداعي ويدفع به إلى سبل جديدة لا بد من مواكبتها بدلاً من مهاجمتها أو رفضها. قابل هذا ردود فعل متباينة بين الاندهاش والإنكار، شأن كل طريقة جديدة حتى يستقر لها المقام ويتم الاعتراف بها. شاركت في العديد من المعارض الفنية بالمنصورة والإسكندرية، إضافة إلى معرض دولى في روما، ومعرض شخصي بالمنصورة بعنوان (أوان).
* كيف تم الجمع ما بين القانون والفن وأيهما يخدم الآخر وفي أي منهما تجدين نفسك؟
- بداية القانون هو فن استخدام اللغة والذائقة في الاستقبال والإرسال. الإقناع والدفاع وتوصيل المعلومة فن، وأكاد أجزم أنه لا يوجد قانوني لا يتذوق أو يمارس نوعا أو أكثر من الفن. فالفن والقانون يسيران جنبا إلى جنب، وهما شكلان للتعبير الجمالي. أما عني، فكلاهما بالنسبة لي حياة، الانتصار للحق نشوة تعادل نشوة الإبداع الفني بكتابة قصة أو بإنجاز تكوين فني أو عمل مسرحي أو كتابة أغنية.
* ما هي الخطوات القادمة لمؤسسة أوان الثقافية؟
- نعد الخطة حاليا بمناسبة مرور عامين على إشهار المؤسسة، للإعلان عن تنظيم الدورة التأسيسية لأول ملتقى تشكيلي دولي في المنصورة.
* تعتمد المؤسسة على الجهود الذاتية، ألا تفكرون في حصول على دعم لنشاطها من وزارة الثقافة؟
- من خلال حديثي هذا أود أن أتوجه بمناشدة لوزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، من أجل دعم الفاعليات والأنشطة الثقافية والفنية التي تقام بعيدا عن العاصمة. حتى الآن لا توجد وسائل ظاهرة لجعل ثقافة الأقاليم تحظى بذات الاهتمام الذي تلقاه مثيلتها في القاهرة، رغم أن زيادة السكان في المحافظات الأخرى يحتاج إلى لا مركزية الفنون والثقافة لتصل إلى الجميع، وليصبح في كل محافظة كل ما يحتاجه قاطنوها. الدعم معنويا كان أو ماديا سيكون له مردود كبير خاصة في الأماكن التي يصعب على المقيمين فيها متابعة فاعليات العاصمة الثقافية والفنية.
-------------------------
حوار- حسين عبد الرحيم
...