شهدت قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين، اليوم الثلاثاء، سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية الهامة، حيث استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ كلاً من رئيسة جمهورية آيسلندا هالا توماسدوتير، ورئيس جمهورية غانا جون ماهاما، ورئيسة جمهورية دومينيكا سيلفاني بيرتون، وذلك على هامش مشاركتهم في "اجتماع القادة العالمي حول شؤون المرأة" الذي تستضيفه الصين.
في مستهل سلسلة اللقاءات، التقى الرئيس شي برئيسة آيسلندا هالا توماسدوتير، حيث أكد أن العلاقات بين البلدين الممتدة منذ 54 عامًا قامت على الاحترام المتبادل والتعاون القائم على المنفعة المشتركة، مشيرًا إلى أن ما تحقق من نتائج مثمرة يبرهن على قدرة الدول ذات الأوضاع الوطنية المختلفة على تجاوز الفوارق لتحقيق المصالح المشتركة.
وأكد الرئيس شي حرص الصين على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة الحرارية الأرضية والرعاية الصحية، إلى جانب العمل المشترك لمواجهة تغير المناخ وتعزيز التحول الأخضر.
و دعا إلى توثيق التبادلات الثقافية والتعليمية والسياحية لتعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين، لافتًا إلى التزام البلدين بالتعددية واحترام القانون الدولي، وبأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل النزاعات الدولية.
من جانبها، أعربت رئيسة آيسلندا عن تقديرها لحفاوة الاستقبال الذي لقيته في الصين، مهنئةً بكين على النجاح الباهر في استضافة اجتماع القادة العالمي حول شؤون المرأة، ومشيدةً بالدور الريادي للصين في دعم قضايا المرأة عالميًا.
كما أكدت رغبة بلادها في توسيع مجالات التعاون مع الصين في التجارة والطاقة الحرارية الأرضية والسياحة، ومواجهة التحديات العالمية بروح من الشراكة والثقة المتبادلة.
وفي ختام اللقاء، أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا حول تعزيز التعاون في مجال الطاقة الحرارية الأرضية والتحول الأخضر.
وعقب ذلك، استقبل الرئيس شي رئيس جمهورية غانا جون ماهاما، حيث أشار إلى أن العام الجاري يصادف الذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وغانا، مؤكدًا أن الصداقة بين البلدين التي أسسها الجيل القديم من القادة نمت عبر العقود لتصبح أكثر قوة.
وأكد الرئيس الصيني دعم بلاده لجهود غانا في تحقيق التحديث الوطني، واستعدادها للعمل مع أكرا للارتقاء بالتعاون في مجالات التعدين والطاقة والبنية التحتية والزراعة ومصايد الأسماك، وتحويل موارد غانا الطبيعية إلى محركات للنمو الاقتصادي المتوازن والمستدام.
كما دعا إلى تنفيذ نتائج قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAC) في بكين، واستكشاف نماذج جديدة للتعاون، ودفع مبادرة الحوكمة العالمية لبناء نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافًا.
وأوضح أن الجانبين توصلا إلى توافق مبدئي بشأن الترتيبات الأولية لاتفاق الشراكة الاقتصادية من أجل التنمية المشتركة، معربًا عن أمله في استفادة غانا قريبًا من المعاملة الجمركية الصفرية التي منحتها الصين للدول الإفريقية.
من جانبه، ثمّن الرئيس ماهاما دور الصين الريادي في دعم قضايا المرأة، مؤكدًا أن العلاقات الغانية-الصينية راسخة وتاريخية. وأعرب عن تقديره للدعم الصيني الكبير لبلاده في إطار مبادرة الحزام والطريق ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي، مشددًا على التزام غانا بمبدأ الصين الواحدة، وتطلعها لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة والبنية التحتية والتبادل الثقافي، إلى جانب دعم التعددية والتنسيق مع الصين لحماية العدالة الدولية.
كما التقي الرئيس شي مع رئيسة جمهورية دومينيكا سيلفاني بيرتون، التي أكدت أن الصين تمثل “صديقًا عظيمًا وشريكًا موثوقًا” لدومينيكا.
وأشاد الرئيس شي بالعلاقات الثنائية التي تطورت بشكل متزايد منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل أكثر من عقدين، مشيرًا إلى أن دومينيكا تعد نموذجًا ناجحًا للصداقة بين الدول ذات الأحجام والأنظمة المختلفة.
وأكد أن الصين ستواصل دعم دومينيكا في مجالات البنية التحتية والطاقة النظيفة والزراعة وتمكين المرأة، إضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي والسياحي والتعاون في مواجهة التغير المناخي والكوارث الطبيعية.
ودعا شي إلى تعزيز التنسيق بين الجانبين في المحافل الدولية، والعمل معًا على تنفيذ المبادرات الأربع الكبرى التي طرحتها الصين: التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، والحوكمة العالمية، بما يعزز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
من جهتها، أكدت الرئيسة بيرتون التزام دومينيكا بمبدأ الصين الواحدة، ورغبتها في توسيع التعاون في مجالات الزراعة والاقتصاد الأخضر والطاقة الجديدة والرعاية الصحية. كما أشادت برؤية الرئيس شي لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، معتبرةً أنها تمثل منارة أمل للعالم في ظل التحديات العالمية الراهنة، مؤكدة أن دومينيكا ستواصل العمل مع الصين لمعارضة الأحادية وحماية مصالح الدول النامية.
وقد حضر اللقاءات الثلاثة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في يوم وصفته الأوساط الدبلوماسية بأنه يعكس الزخم القوي للدبلوماسية الصينية في تعزيز الشراكات الدولية ودعم قضايا المرأة والتنمية والسلام العالمي.