ضمن فعاليات مهرجان القاهرة لمسرح العرائس في دورته الأولى والمهداة إلى الفنان جمال الموجي، اقامت اكاديمية الفنون أمسية ثقافية اداراها الناقد جرجس شكري والذي تحدث فيها عن فكرة المهرجان كخطوة هامة يقيمها صرح علمي كبير مثل الاكاديمية.
وأضاف شكري إننا نحتاج إلى أن يكون هناك سبب لإقامة أي مهرجان ومبرر له حتى دون الإعلان المكتوب عنه، ولكن يظهر ذلك من خلال عروضه وفعالياته.
وتضمنت الأمسية ثلاثة محاور المحور الأول وهو قراءة نقدية لبعض من العروض المشاركة في المهرجان وتحدثت خلاله الناقدة ليليت فهمي وأكدت على أن مسرح العرائس هو فن أصيل ومتجذر في حياة المصريين وقد يكون توقف عن تطوره رغم أن دول شرق أوروبا ساروا في تطوير هذا الفن لديهم.
وتساءلت ليليت لماذا اختار الفنان قديما أين نقدم حكاية من خلال عرض عرائس وكأنه يتكلم للجمهور من وراء حجاب أما الآن فالوضع تغيير ونحتاج إلى أن تكون العروض أكثر جاذبية للأطفال.
واستعرضت ليليت رؤيتها في ثلاثة عروض تقدم خلال المهرجان هي «ذات والرداء الأحمر» و «جويا» و «زي العسل»، وقالت: إن العرض الأول يعتبر تناص لقصة ليلى والذئب من خلال التركيز على مخاطر الانترنت وهو موجه للأطفال في سن المراهقة، أما عرض جويا فهو يدور حول علاقة التكنولوجيا بالواقع من خلال الرسم عبر الكمبيوتر بعيدا عن الألوان الطبيعية وهو موجه أيضا للآباء ومخاوفهم من الكمبيوتر والانترنت.

واشارت إلى أنها تعتقد أن عروض الطفل لابد أن تخلو من الرعاية الأبوية وكذلك البعد عن الثبات أو الاستاتيك في حركة ومكان العرائس في منتصف المسرح، كما لاحظت من وجهة نظرها في عرضي ذات والرداء الأحمر وجويا، وهي تفضل ألا تزيد مدة العروض عن 30 أو 40 دقيقة كحد أقصى، وتحديدا في عرض ذات ترى أن استخدام عنصر بشري بديل للعروسة والعكس شيء غير مفيد وأنه "عرض رديء" وغير مقنع نتيجة عدم تبديل العروسة بعد بهدلتها أثناء الهروب من الأشرار.
أما عن عرض جويا فقالت ليليت هو يعكس الصراع بين أقلام الألوان والكمبيوتر وقد وقع العرض في فخ الكلام الكثير وعدم تطور الصراع وفكرة التوعية من خطر الرسم على الكمبيوتر وكيف أن المؤلف اختار اسم البطلة على اسم الرسام الإسباني فرانسيسكو جويا.
وتحدثت ليليت عن عرض زي العسل وهو من بطولة ممثلة ترتدي دمية كبيرة ويعيبه الثبات على خشبة المسرح أيضا وهو موجه إلى أطفال في سن الثامنة أو أقل، وتختلف ليليت في تحويل الموضوعات الدراسية لمسرح مدرسي لأنه لن يكون هناك مناطق تعليمية داخله.
وفي المحور الثاني من الأمسية تحدث الدكتور طاهر عبد العظيم أستاذ الديكور في كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، ووجه شكره لإدارة المهرجان، وذكر أن الكلية لديها قسمين يهتمان بفن العرائس هما: قسم النحت وبه شعبة عرائس وقسم سينوغرافيا ديكور المسرح وبيتم دراسة فن العرائس أيضا به.
وأوصى عبد العظيم بضرورة مشاركة الكليات المتخصصة في هذا المهرجان بدوراته القادمة خاصة وأن فن العرائس يحتاج الى التجديد من خلال الاستعانة بالمتخصصين لا مسرح العرائس او مجال العرائس هو فن غير موجه بالضرورة للأطفال فقط.
وتم تشغيل فيديو قصير عن عرض بعنوان انتحار دمية وكيف استطاع مبدعيه ان يقدموا عرض في دقائق معدودة مليئة بالإبداع والمشاعر والكتابة من خلال فكرة وإخراج رائع.
وأضاف عبد العظيم اننا نحتاج الى عروض تقرب بين المتخصصين والجمهور بمختلف اشكال وأنواع العرائس ومنها: عرائس المهرجانات – الكبيرة جدا في الشوارع-، عرائس العصا وعرائس القفاز وعرائس الأصابع أو عرائس خيال الظل أو المسرح الأسود والسلويت.

وذكر عبد العظيم أن العروسة تمتلك إمكانيات أعلى من الممثل البشري لذلك نحتاج لوضع آليات لفكرة الإنتاج الأول بالتعاون بين كلية فنون جميلة وأكاديمية الفنون وعقب على ذلك دكتور حسام محسب رئيس المهرجان بالموافقة على تنفيذ هذا المشروع وتقديمه بإذن الله الدورة القادمة بعد أن رأى الحماسة في كلام الدكتور طاهر عبد العظيم لكي يكون المهرجان أكبر وأثرى.
وكان المقرر أن يكون المحور الثالث من الأمسية للحديث عن كتاب مسرح العرائس بين الواقع والطموحات الذي صدر عن المهرجان في دورته الأولى للدكتور عمرو دوارة لكن الناقد جرجس شكري ذكر أن حالته المرضية منعته من الحضور وتمنى الجميع الشفاء العاجل له.
وقال شكري إن الطبيعي لدى الناقد عمرو دوارة هو الانحياز إلى التاريخ في معظم أعماله وجمع المعلومات، لكن في هذا الكتاب عبر دوارة عن رؤيته ووجهة نظره في الطموحات التي يرغب هو فيها لفن العرائس، وفي جولته داخل فصول الكتاب وجد شكري أن دوارة تحدث عن المراحل العمرية للطفل وكيف يجب أن نتعامل معها بعد تحديدها واستهدافها، وكذلك تطرق الكتاب إلى مدخل لمسرح العرائس من القرن 19 وكيف دخل مصر مع الفاطميين وتطوره في القرن العشرين.
وأضاف شكري أن الكتاب احتوى على أنواع العرائس ونماذج رائدة من الفنانين مثل أحمد عامر وشكوكو وعن مسرح العرائس في مصر وافتتاحه في 1957 وأشهر مديريه وفنانيه والكتاب والملحنين والمصممين لأعماله ووضع يده على أبرز العلامات المضيئة والعروض المميزة به وكأنها رؤية نقدية مع التوثيق، فالكتاب يعتبر تفرد نوعي لهذا الفن.









