بصراحة الواحد حزين على انحطاط الحياة السياسية فى مصر، وما تفعله بعض الأحزاب الموالية للسلطة بحق هذا البلد، من فساد سياسى وأخلاقى، يتبدى هذا السلوك المشين، من خلال فتح صندوق للنذور أمام المرشحين الراغبين فى الولوج إلى مقعد البرلمان، بغرفتيه نواب وشورى، ومطالبتهم بالتبرع للصندوق بعشرات الملايين.
واللى فى الحقيقة مش عارف هذه الملايين بتروح فين ولمين ؟! والتى بدون شك شوهت الحياة الحزبية، والسياسية فى بلادى، وهزت الثقة فى مؤسسات الدولة المختلفة، وأحبطت الشباب، وجعلته يبتعد عن المشاركة فى أى انتخابات تجرى الٱن، فقد اقتصرت المشاركة اليوم على المواطنين البسطاء، نظير حصولهم على رشوة انتخابية تتراوح مابين 100، 200جنيه فقط الصوت الواحد
والبعض الٱخر شارك فى هذه المسخرة، إما كونه من المنتفعين، أو تربطه صلة وثيقة بالمرشح الراشى، وفى الغالب العصبية القبلية هى الحاكمة، خاصة فى الصعيد.. إذن احنا بنضحك على نفسنا، وبنكدب على الناس وعلى العالم وبنخدع الجميع إن احنا عندنا حياة حزبية بمعنى الكلمة
اللى بيحصل ده لامؤاخذة، سمك، لبن ، تمر هندى، لذا أطالب بإعادة النظر فيما يحدث داخل هذه الأحزاب الموالية، ومنع المال السياسى والرشى الانتخابية فورا، يقينى أن هذا ليس مستحيلا، وممكن جدا تغييره، لأنه يسىء لمصر داخليا وخارجيا، ويقضى على اى أمل، يقينى أن مصر بقيادة السيسى نجحت فى ملفات كثيرة على المستوى المحلى والإقليمى، لذا أتمنى أن يحظى الملف السياسى والحزبى باهتمام أكبر فى الفترة القادمة، لأن البرلمانات حينما تكون قوية، وتعبر عن الشعب تعبيرا حقيقيا، تنقل همومه ومشاكله لصانع القرار، وتراقب وتشرع فى استقلالية تامة، ده بيعطى مؤشر قوى على تماسك الجبهة الداخلية، وقوتها ومجابهتها لأى تحديات محتملة
المصريون محتاجون ياريس من يعطى لهم الأمل فى مستقبل أفضل، وده مش حيحصل طالما استمرت المهازل اللى بتحصل فى الانتخابات، وسيطرة الرشى والمال السياسى على العملية الانتخابية، وغياب القيم والمبادىء، والأخلاق التى رسخها الدستور، ومن قبله رسختها الأديان السماوية، والأعراف، والقوانين الدولية
امنعوا الملايين التى يتم دفعها للأحزاب القريبة من السلطة، والتى للأسف تصف نفسها بأنها حامية للوطن، وأنها مستقبله الواعد، طبعا ده مش صحيح، وما يحدث على أرض الواقع يؤكد ذلك، لان الوطنية ليست شعارات انتهازية أو سبوبة، مصر ينبغى أن تتغير للأفضل، لأنها تستحق ذلك، عشان كده لابد أن تختفى هذه المشاهد من حياتنا الحزبية، وأن يتم كبح جماح هذه الأحزاب، التى تفرض عشرات الملايين على الناخبين، وتدمر بذلك أى أمل أمام الناس فى التغيير.
------------------------
بقلم: جمال قرين
