احتفلت السفارة التركية في القاهرة بإعلان عام 2025 عامًا للأسرة في تركيا، حيث نظمت فعالية إنسانية واجتماعية خاصة لدعم الأسر الفلسطينية المتضررة جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك يوم الأربعاء.
ويأتي هذا الاحتفال في إطار الرؤية التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي تعطي أولوية مطلقة لمؤسسة الأسرة باعتبارها الركيزة الأساسية للمجتمع، مع العمل على حمايتها من التحديات والمخاطر وتعزيز دورها الاجتماعي والاقتصادي. وأكدت تركيا أن الهدف من إعلان عام 2025 عامًا للأسرة هو الحفاظ على استقرار الأسرة واستدامتها، وزيادة الوعي بأهمية هذه المؤسسة في مواجهة الحملات الغربية التي تتعارض مع قيمها.
تسعى أنقرة، التي يتجاوز عدد سكانها 85 مليون نسمة، إلى معالجة انخفاض معدل النمو السكاني من خلال سياسات تشجع على الزواج الصحي والمستدام، وتضع حدًا أدنى للإنجاب بثلاثة أطفال، مع توفير حوافز مالية واجتماعية للأسر، بما في ذلك دعم الأمهات العاملات وتوسيع سياسات الإسكان الاجتماعي، في خطوة مشابهة لما هو مطبق في مصر.
وفي كلمته خلال الفعالية، أوضح السفير التركي لدى القاهرة، صالح موطلو شن، أن تنظيم هذا اليوم جاء بتوجيهات الرئيس أردوغان، وبمتابعة وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، ماهينور أوزدمير، بهدف تقديم الدعم المادي والمعنوي للأسر الفلسطينية المقيمة في مصر والتي تواجه أوضاعًا اقتصادية ونفسية صعبة بسبب الحرب.
وأكد السفير أن جميع الأسر في غزة تقريبًا لديها شهيد أو جريح، وأنها عانت من التشرد والانقسام وصعوبات معيشية قاسية، مشددًا على أن تركيا بالتعاون مع مصر ستواصل تقديم كافة أشكال الدعم لهذه العائلات.
كما لفت السفير شن إلى أن العائلات الفلسطينية ستعود إلى وطنها يومًا ما مع بدء جهود إعادة الإعمار بقيادة مصر، رغم صعوبة وتعقيد هذه العملية. وأضاف أن العائلات المنكوبة تستحق الدعم من العالمين العربي والإسلامي بأسره خلال هذه المرحلة الحرجة.
الفعالية التي أقيمت بمقر السفارة التركية شهدت مشاركة السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح، الذي أعرب عن تقديره لتركيا، مؤكدًا أن مصر وتركيا في طليعة الدول الداعمة لغزة، وأن التعاون بينهما يمثل نموذجًا للعمل العربي المشترك في مواجهة الكارثة الإنسانية.
وخلال الحفل، تلا القارئ طارق عبد الباسط عبد الصمد آيات من القرآن الكريم، فيما قدّم الفنان المصري مصطفى قمر فقرات غنائية بمبادرة تطوعية دون مقابل دعمًا لهذه المناسبة.
وعبرت الأسر الفلسطينية التي حضرت الفعالية عن امتنانها للرئيس أردوغان، ووزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية، والسفير التركي بالقاهرة على دعمهم الإنساني وتعاطفهم مع محنة الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تخفف من معاناتهم وتعيد الأمل في مستقبل أفضل.
و جمعت تركيا بين الاحتفال بعام الأسرة 2025 على أراضيها، وتعزيز قيم التضامن الأسري في الخارج، مؤكدة مرة أخرى أن دعمها للأسر الفلسطينية، سواء من خلال الهلال الأحمر أو عبر التعاون مع مصر، سيظل حاضرًا كجزء لا يتجزأ من سياستها الإنسانية والاجتماعية.