شهدت القاهرة، مساء أمس، احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى الثمانين لاستقلال جمهورية إندونيسيا، أقامتها سفارة جاكرتا تحت عنوان “ليلة إندونيسيا”.
وفي كلمته خلال الأمسية، رحب السفير الإندونيسي لطفي رؤوف، بالحضور من كبار المسؤولين والدبلوماسيين والأصدقاء، معربًا عن امتنانه لمشاركتهم في هذه المناسبة التي تجسد شعار بلاده الخالد “الوحدة في التنوع”.
وأكد السفير أن العلاقات بين مصر وإندونيسيا متجذرة وعميقة، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال إندونيسيا عام 1945، ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات الثنائية نموًا مستمرًا وتعاونًا متنوعًا.
وأضاف أن فترة عمله في القاهرة على مدار نحو خمس سنوات أتاحت له متابعة الإنجازات الكبيرة التي حققتها مصر في مختلف المجالات تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما يفتح آفاقًا رحبة لتعزيز التعاون بين البلدين.
وأشار إلى التحديات التي واجهت العالم خلال جائحة كورونا والأزمات الدولية مثل الحرب في أوكرانيا والوضع الإنساني في غزة، مؤكدًا أن هذه الظروف لم تمنع من دفع العلاقات المصرية الإندونيسية نحو مزيد من التطور.
واستعرض أبرز الإنجازات المشتركة، ومنها توقيع وزيري خارجية البلدين مذكرة تفاهم عام 2022 لإنشاء لجنة مشتركة لمناقشة مختلف القضايا، تلاها توقيع مذكرة تفاهم أخرى عام 2023 لإنشاء لجنة تجارية مشتركة، قبل أن يكلل التعاون بإعلان الشراكة الإستراتيجية الذي وقعه الرئيسان في زيارات رسمية متبادلة خلال عامي 2024 و2025.
ولفت السفير إلى أن التعاون الثنائي يشمل اليوم ملفات عدة أبرزها التجارة والاستثمار والدفاع والشؤون القنصلية.
وكشف أن بلاده تعمل حاليًا على إتمام اتفاقية التعاون الدفاعي عقب زيارة وزير الدفاع الإندونيسي إلى القاهرة في يوليو 2025.
كما أوضح أن المجال التعليمي يشهد خطوات متقدمة، مع قرب توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الأزهر ووزارة الشؤون الدينية الإندونيسية لتلبية احتياجات أكثر من 20 ألف طالب إندونيسي يدرسون في الأزهر الشريف.
كما أعرب عن خالص تقديره لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على رعايته المستمرة لهؤلاء الطلبة الذين يعودون إلى وطنهم حاملين رسالة الإسلام الوسطي المعتدل.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ثمن السفير الدور الكبير الذي تقوم به مصر في تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرًا إلى أن حجم المساعدات الإندونيسية التي دخلت عبر الأراضي المصرية بلغ نحو 2200 طن من المواد الإغاثية، فضلًا عن مشتريات من داخل مصر بقيمة 2.2 مليون دولار.
وفي ختام كلمته، وجه السفير شكره العميق للحضور ولكل من دعم مهمته الدبلوماسية في القاهرة، متمنيًا استمرار هذا التعاون المثمر مع خلفه القادم.
ودعا الجميع إلى الاحتفال بالذكرى الثمانين لاستقلال بلاده عبر الاستمتاع بالعروض الفنية التي قدمها طلاب الأزهر والمدرسة الإندونيسية في القاهرة، إضافة إلى تذوق أشهى الأطباق التقليدية الإندونيسية.