ألقى السفير لياو ليتشيانج، سفير جمهورية الصين الشعبية في القاهرة، كلمة خلال الاحتفال بالذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بحضور المهندس عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ودولة الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق، وعدد من الشخصيات البارزة والدبلوماسيين.
في مستهل كلمته، أكد السفير أن الصين تمكنت على مدار العقود الماضية من تحقيق نهضة شاملة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، حيث ابتكرت نموذجًا جديدًا للتحديث يفتح آفاقًا رحبة أمام الدول النامية.
وأوضح أن الصين على مشارف اختتام خطتها الخمسية الرابعة عشرة بتحقيق إنجازات غير مسبوقة، منها وصول حجم الاقتصاد إلى أكثر من 35 تريليون يوان، واستمرار مساهمتها بما يزيد على 30% من نمو الاقتصاد العالمي، إضافة إلى تصدرها قائمة تجمعات الابتكار العلمي عالميًا، وتحقيقها اختراقات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الكمية والفضاء.
وأشار السفير إلى أن الصين لم تقتصر جهودها على التنمية الداخلية فحسب، بل عملت أيضًا على تعزيز الاستقرار العالمي، مستشهدًا بمبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ خلال قمة منظمة شانغهاي للتعاون، والتي لاقت ترحيبًا واسعًا بوصفها إطارًا متوازنًا يقوم على سيادة الدول وتعددية الأطراف.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، وصف السفير لياو العلاقات المصرية الصينية بأنها تعيش “أفضل مراحلها التاريخية”، مؤكدا أن لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جينبينغ العام الماضي أرست ملامح التعاون المستقبلي، بينما عكست الزيارات المتبادلة بين رئيسي الوزراء خلال الأشهر الأخيرة الطابع الاستراتيجي للشراكة الثنائية.
وأوضح أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تتكامل بعمق مع رؤية مصر 2030، وهو ما جعل الصين أكبر شريك تجاري لمصر على مدى 13 عامًا متواصلة، فضلًا عن كونها من أبرز المستثمرين في قطاع التصنيع.
وأضاف أن التعاون بين البلدين اتخذ هذا العام مسارات جديدة، شملت التقدم في التعاون المالي، وتنظيم أول تدريب مشترك بين القوات الجوية بعنوان “نسور الحضارة 2025”، إلى جانب تعاون الباحثين المصريين والصينيين في مجال التنقيب الأثري تحت المياه، مؤكدًا أن هذه الخطوات تمثل دفعة قوية نحو بناء مجتمع مصري–صيني للمستقبل المشترك.
كما سلط السفير الضوء على العلاقات الصينية–العربية، والتي وصفها بأنها تمر هي الأخرى بأزهى عصورها من حيث التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والتبادل الحضاري، مشيرًا إلى التقدم المحرز في بناء المجتمع الصيني–العربي للمستقبل المشترك. وبهذه المناسبة، هنأ السفير جامعة الدول العربية بمرور 80 عامًا على تأسيسها، مثمنًا دورها التاريخي في تعزيز الوحدة العربية وإحلال السلام بالمنطقة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد السفير على أن استمرار الصراع في غزة يستوجب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي.
وأكد أن الصين تتمسك بحل الدولتين، وتدعم بقوة جهود مصر في الوساطة والإغاثة الإنسانية، مضيفًا أن بلاده ستواصل العمل مع الأطراف كافة لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، والتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق قرارات الأمم المتحدة.
وختم السفير لياو كلمته بالتأكيد على أن العام المقبل سيكون محطة فارقة، حيث تحتفل الصين ومصر بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية، وكذلك الذكرى السبعين للعلاقات الصينية مع الدول العربية والإفريقية، إلى جانب استضافة الصين القمة الصينية–العربية الثانية.
وقال إن بكين تتطلع للعمل جنبًا إلى جنب مع القاهرة للمضي قدمًا في مسيرة التنمية وبناء مستقبل مشترك أكثر ازدهارًا.
واختتم بتوجيه الأمنيات لمصر والصين بمزيد من التقدم والرخاء، وللشعبين الصديقين دوام الصداقة، داعيًا للحضور بالصحة والسعادة.