أكد رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية، لي تشيانغ، أن التنمية تمثل “الموضوع الأبدي للمجتمع البشري”، مشددًا على أن الصين ستواصل لعب دور محوري في دعم مبادرة التنمية العالمية وتعزيز تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال كلمته في الاجتماع الرفيع المستوى لمبادرة التنمية العالمية، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعدد من قادة الدول والحكومات.
أوضح لي أن السلام والاستقرار يمثلان الأساس المتين للتنمية والازدهار، محذرًا من أن النزعة الأحادية و”فك الارتباط” و”قطع سلاسل الإمداد” لن تؤدي سوى إلى تقويض الاقتصاد العالمي وزيادة المخاطر.
وأكد على ضرورة حماية النظام الدولي القائم على الأمم المتحدة، ودعم التعددية والتجارة الحرة، والعمل لبناء اقتصاد عالمي منفتح قادر على تحقيق تنمية أكثر حيوية.
وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى اتساع فجوة التنمية بين الشمال والجنوب نتيجة غياب العدالة في الحقوق والفرص والقواعد، مشددًا على أن بعض الدول المتقدمة لم تفِ بالتزاماتها تجاه تمويل التنمية، بل انسحبت من مؤسسات دولية، مما أضعف التعاون الدولي.
ودعا إلى تعزيز الشراكة التنموية المتوازنة، مع ضرورة أن تتحمل الدول المتقدمة مسؤوليات أكبر تجاه الدول النامية.
وأكد لي أن التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة تمثل قوة دفع قوية للتنمية العالمية، داعيًا إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الابتكار التكنولوجي، ورفض سياسات “الجدران والعوائق” و”الحصار التكنولوجي”.
كما شدد على أهمية سد الفجوة الرقمية، ونقل التكنولوجيا والمعرفة، بما يضمن أن يستفيد العالم أجمع من ثمار التطور التكنولوجي.
وحول قضية المناخ، أشار المسؤول الصيني إلى أن التغير المناخي وتدهور البيئة والإفراط في استهلاك الموارد تمثل تحديات كبرى، مؤكدًا أن حماية الأرض باعتبارها “البيت المشترك للبشرية” مسؤولية جماعية. ودعا إلى تعميق التعاون العالمي في مجال الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة وإعادة تدوير الموارد، بما يحقق تنمية أكثر استدامة وانسجامًا مع الطبيعة.
واستعرض لي تشيانغ إسهامات بلاده في دعم التنمية على مستوى العالم، مؤكدًا أن الصين ستظل داعمًا أساسيًا للتنمية المشتركة.
وأوضح أن مبادرة التنمية العالمية، التي أطلقتها بكين قبل أربعة أعوام، حشدت أكثر من 23 مليار دولار لتمويل مشروعات في دول الجنوب، وأسهمت في تنفيذ أكثر من 1800 مشروع تعاون.
وكشف أن الصين تعتزم خلال السنوات الخمس المقبلة تنفيذ نحو 2000 مشروع تنموي صغير في الدول النامية، بجانب إطلاق مبادرات جديدة في مجالات الصحة، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة، والتنمية الخضراء.
كما أعلن عن تأسيس صندوق خاص لبناء القدرات الرقمية لدعم “الجنوب الرقمي”، وتأسيس تحالف دولي للأقمار الصناعية من أجل التنمية المستدامة.
واختتم رئيس مجلس الدولة الصيني كلمته بالتأكيد على أن “التنمية لا نهاية لها، والتعاون هو ما يصنع المستقبل”، مشيرًا إلى أن السنوات الخمس المقبلة، وهي المرحلة الأخيرة لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030، تمثل اختبارًا حقيقيًا للمجتمع الدولي.
وأكد استعداد الصين للعمل مع جميع الدول من أجل تعميق التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية، وبناء عالم أكثر ازدهارًا وعدلًا وجمالًا