16 - 09 - 2025

ماستر سين | مصر بتتكلم موسيقى

ماستر سين | مصر بتتكلم موسيقى

دعاني المخرج الفنان القدير عادل حسان رئيس المركز القومي للموسيقى والمسرح والفنون الشعبية المبتكر، لحضور إحتفالية "اليوم المصري للموسيقى" بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية تزامنا مع ذكرى خالد الذكر سيد درويش، وأجبته على الفور، أن الاحتفالية بهذا المدلول المبتكر يشرح القلب ويشرف حضوره، ويعلي من شأن القوى الناعمة في مصر، وهي احتفالية تأتي في سياق الحس الفني الرفيع للمصريين منذ آلاف السنين؛ فالمصري القديم برع وابتكر في الموسيقى والغناء، وسجل أدواته على جدران المعابد ونحن الأقدر على تصديرها للعالم بأسره، وتخصيص يوم وطني للموسيقى هو شأن حضاري للمصريين يساهم في تشكيل وجدان شعبها المتحضر، يزيد من أهمية الإحتفال تكريم رموزها الذين ساهموا بإبداعهم وموهبتهم في إضفاء وجه حضاري للمصري القديم والحاضر الذي لا يقل إضاءة وتأثيرا عن أجداده، وفي الوقت نفسه يبث روح الأمل في أننا ماضون على الطريق الصحيح من جدران المعابد إلى ساحة الأوبرا.

وفي السياق نفسه أعلن الوزير النشط أحمد فؤاد هنو عن تخصيص يوم 18 مارس من كل عام ليكون "اليوم المصري للفن الشعبي" وهو ما سبق وأن احتفينا به على هذه المساحة في وقته.

وفي صدارة برنامج الإحتفالية في نسختها الأولى غير المسبوقة، تم تكريم عدد من المبدعين هم: الموسيقار والمؤلف الموسيقي البارز راجح داوود وفاطمة عيد ونسمة عبد العزيز واسم الملحن العطيم سيد مكاوي والموسيقار علي سعد، حيث منحهم الوزير شهادات التكريم.

وشهد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الاحتفالية الكبرى "اليوم المصري للموسيقى"، والتي نظمها قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج الكبير المبدع خالد جلال، والتي نظمها المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة المخرج عادل حسان، وذلك على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.

أعجبتني كلمة الدكتور أحمد فؤاد هَنو التي شدد فيها على جذور الموسيقى المصرية بوصفها جزءا من الحياة اليومية للأجداد؛ يصدح بها الفلاح، ويتغنى بها الكهنة في المعابد، ومعلم من معالم الإحتفالات والأعياد، وعلى جدران المعابد وكانت للآلات الموسيقية قدسيتها، فالموسيقى لغة للتعبير الإنساني في الطقوس والمناسبات المصرية القديمة، ووسيلة لبهجة الروح في الحياة اليومية، ومن هنا بدأ أجدادنا مسيرة الفن وتركوه أمانة للأحفاد، وفي المقدمة منهم خالد الذكر الشيخ سيد درويش الذي نجح في أن يكون ضميرا للأمة ولسان حال الشعب،

من جدران المعابد حتى مسارح الأوبرا، ومن ألحان الأجداد إلى إبداعات الأحفاد، فخرجت أسماء خالدة: زكريا أحمد، محمد القصبجي، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، عمار الشريعي، سيد مكاوي وغيرهم من مبدعين أثروا حياتنا وخلدوا أسماءهم في وجدان الأمة، نجحت خلالها الموسيقى في التعبير الصادق عن الحياة الإجتماعية والسياسية في أفراحها ونضالها.

وفي كلمته، أشاد المخرج القدير خالد جلال رئيس قطاع المسرح، بدور الفن في حياة المصريين والشعب العربي الواحد، "لقد توارثنا حب الموسيقى منذ عهود المصريين القدماء، الذين حفروا صور الآلات الموسيقية على جدران معابدهم، وجعلوها جزءا من طقوسهم واحتفالاتهم، وإننا اليوم إذ نحتفل باليوم المصري للموسيقى الذي يوافق ذكرى رحيل فنان الشعب سيد درويش، إنما نؤكد على أصالة الموسيقى والغناء المصري، وتأثيره الممتد خارج حدود الوطن، فقد طاف مبدعونا كل البلاد العربية، فاستمعوا لما أنتجه الفن المصري وتغنوا به، وكانت موسيقانا دائمًا عنوانًا للحضارة المصرية المتجددة، إن سيد درويش ومن تلاه من أعلامنا الكبار وضعوا بصمات فنية ستظل خالدة لا تتقادم بفعل الزمن، واليوم نحتفل بهم ونجدد العهد على استمرار الرسالة

القرى والنجوع

وأكد اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشؤون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الهيئة أعدت برنامجًا متكاملا لليوم المصري للموسيقى، حيث أطلقت فعاليات موسيقية وغنائية امتدت من الإسكندرية وحتى أسوان.

ومن جانبه، شدد الدكتور علاء عبد السلام، رئيس دار الأوبرا المصرية:ستبقى دار الأوبرا المصرية البيت الكبير لكل الفنون، ومظلة لكل المبدعين من مختلف الأجيال.”

وأكد المخرج القدير عادل حسان رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى، أن  قطاعات الوزارة المختلفة شاركت بأكثر من 100 فعالية، منها 50 فعالية بالمواقع المختلفة، وفتحت المسارح أبوابها لاحتضان هذا اليوم الذي انطلق ليستمر ويكون شاهدا على تاريخ متوارث من الإبداع، كما لم يفته توجيه الشكر لوزير الثقافة لتبنيه فكرة إطلاق اليوم، وحرصه على أن يكون انطلاقة للعديد من الفعاليات التي جمعت وزارة الثقافة للاحتفاء بقيمة الموسيقى ودورها في تشكيل الهوية الوطنية، كما ألقى الفنان المطرب الكبير أحمد إبراهيم كلمة الموسيقار المتفرد عمر خيرت، والتي تم قراءتها أيضا بمختلف المواقع الثقافية للاحتفال بهذا اليوم.

.........................................

فلتحيا الموسيقى المصرية، ويحيا كل من ذلل الصعاب علي طريق نبتها الطيب وبهجتها ووطنيتها الخالصة.
----------------------------
بقلم: طاهـر البهـي


مقالات اخرى للكاتب

ماستر سين | مصر بتتكلم موسيقى