علق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على التحقيق الاستقصائي الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) والذي أظهر أن شركة الأمن الخاصة التي تتولى تأمين مواقع توزيع المساعدات في قطاع غزة، وظفت عدد من أعضاء جماعة "إنفيديلز" (أو "الكُفّار" بالعربية) للدراجات النارية، وهي جماعة أمريكية متطرفة معروفة بعدائها للمسلمين، وكشف التحقيق أن عشرة أعضاء على الأقل من هذه الجماعة يعملون ضمن طواقم الأمن التابعة للشركة في غزة، بينهم سبعة يشغلون مناصب قيادية.
ولفت المرصد، أن جماعة "إنفيديلز" تأسست في عام 2006، وتتبنى أيديولوجية تعتبر نفسها امتدادًا لـ"الصليبيين المعاصرين"، وتستخدم رموزًا مستوحاة من الحروب الصليبية، مع نشرها المتواصل لخطاب كراهية ضد المسلمين على منصاتها الرقمية، وبحسب مستندات داخلية، فإن أكثر من 40 من بين نحو 320 متعاقدًا مع الشركة هم من منتسبي هذه الجماعة، وقد ظهرت صور لبعضهم في غزة يرفعون شعارات استفزازية مثل "لنجعل غزة عظيمة مجددًا"، فيما يروج آخرون لمنتجات تحمل عبارات عنيفة أو ذات دلالات تاريخية عدائية للمسلمين.
وأكمل المرصد: من جهتها، دافعت الشركة عن ممارساتها التوظيفية، مؤكدة أن جميع العاملين يمرّون بإجراءات تحقق من الخلفية، وأن الشركة لا تميّز أو تستبعد المتقدمين بناءً على هواياتهم أو ارتباطاتهم الشخصية، طالما لا تؤثر على أدائهم المهني.
ووفقًا لمرصد الأزهر عبّرت منظمات حقوقية عن قلقها البالغ، من الاستعانة بعناصر من جماعة متطرفة في عمليات إنسانية واعتبرته "أمر خطير يفاقم التوترات ويهدد سلامة المدنيين
وتابع المرصد: وكان الكيان الصهيوني قد دشّن آلية بديلة لتوزيع المساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، بدعم من الولايات المتحدة، الأمر الذي رفضته الأمم المتحدة والفلسطينيون الذين وصفوها بأنها "فخ موت"، وويواصل الكيان الصهيوني منذ الثاني من شهر مارس إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والإمدادات الإنسانية، الأمر الذي دفع القطاع إلى حافة المجاعة، رغم تكدّس شاحنات المساعدات على حدوده
ونوه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إلى أن المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء، لقوا مصرعهم في محيط مواقع توزيع المساعدات منذ مايو
وأكد مرصد الأزهر أن الوضع في غزة تجاوز مرحلة الكارثة الإنسانية، فاليوم يجتمع العنف والمجاعة وانعدام الأمن معًا، وما يفاقم الوضع أن نظام توزيع المساعدات غير إنساني ويفتقر إلى الفعالية والتنظيم.
وشدد المرصد على أن الأوضاع الحالية تفرض على المجتمع الدولي إيجاد معالجة جذرية تضمن رفع الحصار والسماح للأمم المتحدة بالعمل بحرية وأمان لتوزيع المساعدات وإنقاذ الأرواح