تعقد الاثنين المقبل القمة العربية الإسلامية الطارئة بالعاصمة القطرية الدوحة، لبحث الرد الجماعى على الكيان الصهيونى النازى، بسبب الاعتداء، الهمجى على سيادة دولة عربية مستقلة، وعضو فى الأمم المتحدة، وتتبنى سياسات سلمية فى الفترة الأخيرة، وتقوم بدور فاعل فى حلحلة الكثير من المشاكل حول العالم، خاصة بين المقاومة الفلسطينية والكيان المجرم، لإحداث هدنة، إلى جانب مصر طبعا، لوقف نزيف الدم فى غزة، جراء الاعتداء الصهيونى الوحشى على سكان غزة الأبرياء.
إن الشعوب العربية والإسلامية تعول كثيرا على هذه القمة الاستثنائية، وتهيب بالقادة العرب والمسلمين اتخاذ مواقف صارمة، وحادة تجاه الكيان الصهيونى المجرم، وأول هذه القرارات التى يمكن تفعيلها فى اليوم الثانى للقمة هو تجميد أى تعاون اقتصادى مع إسرائيل، خاصة من الدول المطبعة، والمنبطحة صوب تل أبيب، وسحب السفراء، والبعثات الديبلوماسية من تل أبيب، لأن ماحدث مع قطر، يمكن أن يتكرر مع أى دولة عربية أو إسلامية.
لأن العدو لايخجل ، ويتمادى فى إجرامه، من أجل تحقيق أهدافه الكبرى، بتوسيع رقعة إسرائيل، وقد أعلنها رئيس وزراء الكيان الإرهابى نتنياهو صراحة، أنه يسعى لإحداث هذا التوسع من النيل إلى الفرات، لذا فالكرة فى ملعب العرب والمسلمين، لأن ماحدث فى قلب العاصمة الدوحة، ممكن أن يكررها العدو فى الرياض، وبعد غد فى دبى ، مالم يوحد العرب والمسلمون كلمتهم، ومن هذا المنبر المحترم أقول للأشقاء القطريين إن "المتغطى بأمريكا عريان"، ومن الأفضل أن يكون الغطاء عربيا وإسلاميا، والتريليونات التى تدعمون بها الاقتصاد الأمريكى والصهيونى، من الأفضل أن تتوجه ناحية الدول العربية والإسلامية القوية، لأنها الغطاء الحقيقى والٱمن لكم.
لقد رأينا الخيانة عينى عينك، وبالرغم من وجود قاعدة أمريكية على الأرض القطرية، لم يمنع هذا التعاون العسكرى الاستراتيجى، تواطؤ واشنطن الواضح مع دولة الاحتلال، وفى المقابل تمت التضحية بالدوحة، رغم الخدمات الجليلة التى تقدمها قطر للأمريكان، ولم تشفع لها لا التريليونات، ولا والطائرات الخاصة، ولا حتى الأقلام الذهبية.
إذن ينبغى على القمة العربية والإسلامية أن تؤرخ لعهد جديد للعرب والمسلمين، وعددهم ليس قليلا، يزيد على 2 مليار نسمة، بالإضافة للموارد العظيمة التى يحوزونها، وفى مقدمتها النفط، وقناة السويس، أو يتواروا للأبد، أمام القوى الاستعمارية الغاشمة فى واشنطن وتل أبيب، ونهيل عليهم التراب، إن قطر والإمارات والبحرين والسعودية، وكل الدول العربية والخليجية المطبعة مع الكيان الصهيونى عليها أن توقف هذا التطبيع، وكافة أشكال التعاون مع هذا الكيان الإرهابى، مع الأخذ فى الاعتبار، تبنى موقف موحد أيضا تجاه أمريكا الداعم الرئيسى لإسرائيل، والمتواطئة معها فى الهجوم الأخير على قادة المقاومة بالدوحة، وانتهاك شرف دولة عربية ذات سيادة.
---------------------------
بقلم: جمال قرين