استضافت مصر فرقة القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية (AFCENT) التي قدمت سلسلة من العروض الفنية المبهرة، ضمن برنامج الدبلوماسية الفنية الأمريكية الرامي إلى مدّ جسور التواصل الثقافي بين الشعوب عبر الموسيقى.
وانطلقت الجولة في 28 أغسطس الماضي، تضمنت حفلات عامة وفعاليات ثقافية في عدد من المحافظات المصرية، وسط تفاعل جماهيري كبير كشف عن شغف المصريين بالموسيقى العالمية.
وعبرت السفيرة هيرو مصطفى غارغ، سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة، عن سعادتها بالجولة، مؤكدة أن الموسيقى قوة تتجاوز الحدود وتوحد الشعوب، مضيفة أن هذه العروض تحتفي بعمق الصداقة بين مصر والولايات المتحدة وتُبرز الروابط الثقافية المشتركة.
واستهلت الفرقة الأمريكية أولى حفلاتها في الأول من سبتمبر بمكتبة المعادي العامة، ثم قدمت عرضًا ثانيًا في الثالث من سبتمبر بالمركز الأمريكي بالقاهرة، لتختتم جولتها مساء الثامن من سبتمبر في الركن الأمريكي بمدينة الإسكندرية.
وتفاعل الحضور بحماس لافت مع عروض الفرقة، حيث عبر العازفون الأمريكيون عن دهشتهم من تجاوب الجمهور، خاصة عند أداء أغان عربية شهيرة مثل "حلوة يا بلدي" بالتعاون مع فرقة مصرية، وهو ما وصفوه بأنه "طاقة مختلفة" عززت أجواء الحفل.
وقال أحد العازفين: فاجأنا الجمهور المصري بانفتاحه الكبير على أنواع الموسيقى المختلفة، حتى أكثر من الشعب الأمريكي نفسه.
كما لفت أعضاء الفرقة إلى معرفة المصريين الواسعة بموسيقى البوب الأمريكية، مشيرين إلى أن الجمهور طالب خلال الحفل بأغانٍ لبرونو مارس وإد شيرين، وهو ما يعكس شغفه واطلاعه على أحدث الاتجاهات الموسيقية.
وأكد قائد الفرقة أن العزف المشترك مع فرقة مصرية منح التجربة طابعًا خاصًا، قائلاً: الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الاختلافات وتربطنا فورًا ونحن هنا نعزف معًا ونتواصل دون كلمات، وهذا في حد ذاته تجربة إنسانية رائعة.”
وخلال اللقاءات مع الصحفيين، شدد أعضاء الفرقة على أن رسالتهم تتجاوز حدود الترفيه، لتؤكد على الدور الذي تلعبه الموسيقى في تعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة.
وأوضح الرقيب نك دافلانو أن المستمع المصري يمتلك رصيدًا موسيقيًا تراكمياً غنياً جاء من حضارات متنوعة، وهو ما جعلهم يختارون قائمة مميزة من الأغاني تراعي الذوق المصري إلى جانب تقديم موسيقى أمريكية معاصرة.
أما الرقيب ديلان كاربنتر فأشار إلى أنهم تعرّفوا على الموسيقى المصرية من خلال الإنترنت وخلال تجوالهم في الشوارع والأسواق الشعبية، لافتًا إلى ثراء المقامات والإيقاعات المصرية التي وصفها بأنها فريدة ولا نظير لها في الموسيقى الغربية.
ولم تقتصر الجولة على تقديم الموسيقى الأمريكية فحسب، بل شكّلت أيضًا فرصة لاكتشاف عمق الثقافة الموسيقية المصرية، في مشهد يجسد قوة الفنون في تخطي الحدود وبناء جسور صداقة بين الشعوب.
