من المعروف أن هناك مايسمى بسيكلوجية الأقليات تاريخيا. وهذه السيكلوجية تصيب البعض بعقدة الاضطهاد والإحساس بالظلم وفقدان الثقة بالنفس. فمن المعروف أن الإنسان الواثق من نفسه والمؤمن بقضيته يدافع ويناضل من أجل قضيته بموضوعية، والأهم إقناع الآخر بحقه وليس اختراع أساليب المواجهة والصراع فى غير موضعها ضد الآخر، فلا حل لقضايا الأقليات والأغلبية بغير توافق مجتمعى ووطنى وإنساني. هنا فاقد الثقة فى النفس لايرى غير قضية الطائفية طريقا للتواجد والإحساس بإثبات نفسه المريضة، وذلك بمغازلة البسطاء عن طريق دغدغة عاطفتهم الدينية، متخيلا أنه قد أصبح بطلا وزعيما، ولكن للأسف يظل بطلا متخيلا وزعيما ورقيا.
ونموذج ذلك شخص يدعى مجدى خليل، هاجر إلى أمريكا باحثا عن دور يحقق فيه ذاته المفقودة والمريضة، التحق بمنظمات حقوقية أمريكية ممولة مخابراتيا. هذه المنظمات لاتعطى لوجه الله، ولكنها تعطى مقابل الدور المطلوب لتحقيق أهدافها وأجندتها. قام باللعب بالطائفية وتصور أنه زعيم الأقباط والمدافع الأول عنهم. استغل بعض المشاكل الطائفية العادية وضخم من حكاية خطف المسيحيات وإجبارهم على الأسلمة تمهيدا لقيام المنظمات الأمريكية بفرض عقوبات على مصر. بل قاد مظاهرات أمام الكونجرس الأمريكى مطالبا بهذه العقوبات! فهل هو يؤمن بالقيام بهذا الدور لوجه الله؟ أم لصالح مجدى خليل المريض بمرض الزعامة المتخيلة؟ ارتبط بالمخابرات الأمريكية وقبل يناير ٢٠١١ قام النظام المصرى بالاتصال به وتعاقد مع المخابرات المصرية على فتح مركز أبحاث الشرق الأوسط كنوع من احتواء المخابرات المصرية له، ولكن بعد يناير خاف من الإخوان فأغلق المركز وعاد إلى امريكا بدور مكشوف وبلا حواجز، يثير الفتنة الطائفية التى لم تستطع القوى الاستعمارية إثارتها لقوة ترابط اللحمة المصرية ووحدانية الشخصية المصرية التى لم تحدث بينها حرب أهلية طوال التاريخ، مهما كانت الأحداث والحوادث. خرج علينا تاجر الطائفية بمقال حقير يتناسب مع طبيعته يريد فيه إثارة فتنة طائفية حقيقية، يتكلم بأسلوب طائفى حقير، فاصلا ومقسما بين المصرى المسلم والمصرى المسيحى. ولأنه صهيوني متأمرك فقد أعلن عن هويته وقناعاته التى لاعلاقة لها لا بمصر ولا بمسيحييها ولا بالمسيحية من الأساس. قال هذا الافاق: أن هناك فارق بين القبطى (يقصد المسيحى) وبين المسلم.
يقول إن "المسيحى ضد حماس لأنها إسلامية، والمسلم معها لأنها تحارب اسرائيل. يقول القبطى ضد حزب الله لأنه أضر بلبنان ويحارب اسرائيل، المسلم مع حزب الله. يقول القبطى ضد الدولة الإيرانية الدينية المتطرفة والمسلم معها وبالطبع هذا ينطبق على الحوثيين.
القبطى ضد العداوة لاسرائيل والمسلم مع هذه العداوة. الأقباط يحبون اليهود، والمسلمون يكرهونهم. الأقباط يرفضون الحرب مع اسرائيل، أما المسلمون فيريدون الحرب طالما أنها لنصرة الاسلام. الأقباط بتاسفون على الضحايا المدنيين مهما كان دينهم، والمسلمون يفرحون لضحايا اسرائيل، الأقباط أجبروا على نفاق المسلمين خوفا من الإيذاء".
ماهذا الكلام أيها الأحمق؟ ماذا التناقض؟ ماذا تريد؟ من أعلمك بأن الأقباط هذا هو رأيهم؟ وما هى مسؤوليتك عن الأقباط أيها العميل الباحث عن مصالحه الخاصة؟ تتحدث عن أن إيران دولة دينية. وإسرائيل "ياننوس" دولة مدنية؟ أم أنها أسوأ دولة دينية فى التاريخ؟ تتحدث عن أن الأقباط ضد حماس وحزب الله والحوثيين دون النظر لفكرة المقاومة، التى هى حق مشروع وقانونى أيها المتأمرك المتشدق بالديمقراطية. ولكنك اختصرت رؤيتك الطائفية فى أن هذه المقاومة إسلامية فهى مرفوضة، خاصة عندما تكون ضد اسرائيل واليهود الذين يحبهم الأقباط حسب رؤيتك الصهيونية، ولا نعلم على أى أساس تحب اسرائيل واليهود، هل هم شعب الله المختار وهل فلسطين أرض الميعاد؟ حسب معتقدات المسيحية الصهيونية الأمريكى؟ هل يجب أن يخضع الأقباط لإسرائيل ونتنياهو لتحقيق إسرائيل الكبرى على حساب مصر وغيرها من البلاد العربية؟ ماشى أنت ضد الدول العربية والإسلامية ومصر معهم، أم ان الخيانة أصبحت بلا حساب الآن؟ تقول أن الأقباط يتأسفون على قتل المدنيين. أين أسفك وأسف سيدتك امريكا على قتل أكثر من سبعين ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى، وسحق البشر والحجر فى غزة؟ هل هذه هى مسيحيتكم؟ هل هذه هي أخلاقكم؟ فلماذا الكذب.. ألا تستحون؟ الأقباط والمسلمون أبناء مصر. هناك مشاكل نعم تحل على أرضية مصرية وليس عن طريق الخونة الذين لايريدون للوطن أى خير. الأقباط لا يخافون من المسلمين، ولكن يعيشون كشعب واحد لن يتأثر بأمثالك من الخونة الذين يلعبون أدوارا مشبوهة. أخيرا كتب هذا العميل يقول: جمال محمد أسعد ينافق المسلمين ويلعق أحذية الأمن والنظام لكى يحصل على الفتات. يهاجم الكنيسة والمسيحية خوفا ونفاقا (كفاية كدة).
هنا، لا أريد الرد لأن مثل هذا الشخص لا يستحق الرد عليه، كما أن وهذا هو الأهم، فأنا أفخر وأعتز بمسيحيتى ووطنبتى اللتين تجعلانى محبا لكل أبناء وطني، أيا كانت ديانتهم أو لونهم أو اسمهم. كما أفخر وأعتز بأننى لا ولن ولن ألعق حذاء أحد أو أنافق أحدا أو أطلب شيئا من أحد. أسكن فى منزل والدى ولا أملك غير معاشى بعد سبعة عشر عاما ١٢٠٠٠جنيه والحمد لله. رفضت مكافأة نصف مليون جنيه من قناة الجزيرة لاستضافتى على أن أقول ما أريد، ورفضت عام ٢٠١٥ الذهاب الى الدوحة حيث العلاقات المصرية القطرية لم تكن على مايرام . الأهم أن كل مايعرفنى يعرف جمال أسعد، وهذا شرف لا يدانيه شرف وستر من الله نحمده عليه كثيرا . حفظ الله مصر وشعبها العظيم من كيد الكائدين.
---------------------------------
بقلم: جمال أسعد