مع توجيه النقد أحيانا لأجهزة الدولة ، تقتضي الحيادية توجيه الإشادة حال وجود ما يستحق الإشادة ،
إذن هو م. فاروق حامد طفل رضيع فقط لم يتعد عمره ١١ يوما لأب بسيط لايزيد دخله عن ٨٠ جنيه يوميا مقابل عمله عامل بمقهى بلدى بشوارع مدينة ابوتشت إحدى أكبر مدن محافظة قنا، ولد مريضا بنقص كالسيوم وعدم قدرة على التنفس الطبيعى وتعطل بوظائف الجسم الأساسية.
وضعته امه البسيطه بمستشفى جامعة أسيوط نتيجة وجود صعوبة فى التعامل مع الولادة، وبعد ولادته بساعات قررت مستشفى جامعة أسيوط وكالعادة إنهاء التعامل مع حالته واخبرته بالمغادرة الفورية مع إخباره بضرورة إلحاقه بوحدة رعاية مركزية أطفال " حضانه " وتم إلحاقه بوحدة رعاية خاصة تتطلب ٢٦٠٠ جنيه يوميا ووالده لايملك منها تقريبا الا قيمة مواصلاته من قنا إلى أسيوط.
تدخل رجال الخير وساعدوه طوال ١٠ أيام كامله ، والده ناشد الجميع مساعدته فى توفير مكان لطفله بمحافظته دون نتيجة.
القدر تدخل وأوصل صوته لمسؤولى وزارة الصحة بقنا ونقل عن والد الطفل، الدكتور على نورالدين مدير عام مستشفى ابوتشت العام والذى عمل طوال ساعات على توفير مكان فى وحدة رعاية الأطفال هناك وهو ما توفر بجهود مضنية، ثم بقيت مشكلة نقل الطفل من أسيوط إلى قنا وتم التوصل لسيارة خاصة مجهزة طبيا تنقل الطفل، والذى قرر الأطباء أن خروجه من مكانه دون الأجهزة المطلوبة مسافه متر واحد سيجعله يفارق الحياة ، وطلبت السيارة المجهزة ١١ الف جنية من والده والذى اقسم أنه لايملك منها سوى ١٠٠ جنيه فقط غير ديونه الكثيرة.
بشكل أو آخر وصلت المشكله عن طريق رجال الخير إلى د. محمد فؤاد مدير عام مرفق إسعاف قنا والمعروف بمواقفه الإنسانية بكل ارجاء قنا ، الرجل تواصل مع أهل الطفل ومع مرفق إسعاف أسيوط ومع أجهزة الوزارة، وتم طلب تقرير مفصل عن حالة الطفل ومكانه وبالفعل بقى مرفق إسعاف قنا مع مرفق إسعاف أسيوط مدة ١٠ ساعات للتنسيق ومع إدارة مستشفى ابوتشت العام بقنا ، ليصل الطفل إلى مكانه فجرا وسط اشادة من الجميع بمسؤليين ظلوا طوال ١٣ ساعة متواصلة دون راحة او نوم لنقل طفل بظروف خاصة وقبلها توفير مكان لنفس الطفل ،
فعل يستحق عليه مرفق إسعاف قنا وكذا مستشفى ابوتشت العام الشكر والتكريم و أيضا أجهزة وزارة الصحة بأسيوط ، وتستحق عليه جامعة أسيوط المساءلة عن تخليها عن دورها الإنساني والاخلاقى نحو مولود مريض وعاجز ألقت به للمجهول والفقر والعوذ وقلة الحيلة..
