بقلم : معصوم مرزوق
لم اجد سوي هذا اللقب لهم ، وأنا
من علي فراش المرض أتصفح بعض أحداث مر عليها سبعة أعوام ، ففي مثل هذه الأيام ولمدة شهر تقريباً ، تعرضت لحملة مرتبة تصدرها بعض كبار " الإعلاميين " ، وصغارهم ،ومعهم بعض ممن يدعون امتهان القانون ، ويمارسون في الواقع مهمة " الحسبة السياسية " .
أحدهم ، وهو من شيوخ الإعلاميين ، نشر مقالين ملأهما أكاذيب وادعاءات ، فأرسلت ردا عن طريق زميل محام كريم كي ينشره وفق الأصول المرعية ، وميثاق الشرف الصحفي ، إلا أنه رفض نشره ، رغم أن الرد انصب علي تصحيح الأكاذيب ، ولم تتعرض لشخصه ، مثلما فعل هو معي ..
غفر الله له ، فقد صار في دار الحق ، وأنا قد سامحته ، وأظن أن مشكلته قد تكون مع من لن يسامحه ، وهم كثر ..
من المحزن أن ذلك النوع من البشر ، يتصور أن التصاقه بمراكز السلطة يعطيه الحق في الإعتداء علي الناس ، حين يتسلق جدار السلطة كي يقذف الآخرين بالحجارة ..
وأثناء تصفحي ، برز اسم أحد المحامين الذين أخذوا علي عاتقهم خلال تلك الفترة دعاوي " الحسبة السياسية " ، ( بل ودعاوي الحسبة الأخلاقية ضد بعض الفنانات ) ، ومن المدهش أن هذا الشخص كان يسخر من معلوماتي في القانون الدولي ، علي اعتبار أنه حاصل علي الدكتوراة في القانون من إحدي جامعات أمريكا ...وقد تكفل أحد الشباب من الزملاء أن يثبت أنه لم يحصل علي اي دكتوراه ، وأن الجامعة التي كان يذكر اسمها أنكرت بشكل رسمي أنه كان أحد دارسيها ، أو أن هناك تخصص ضمن مناهجها يشبه التخصص الذي ادعاه المذكور ..
يبدو أنه نسي أن الأصدقاء والمعارف والزملاء في أمريكا كثيرون ، وقد ساءهم أسلوبه غير المناسب في الحديث عني ،لذا سارعوا بالبحث ، واثبتوا أنه كاذب ، وتم تسريب تلك المعلومة ، فإذا به يقول :" أن الدكتوراة التي حصل عليها كانت دكتوراه شرفية " ..ومن المؤسف ، أنه لم يحصل حتي علي هذا التقدير أو اي تقدير آخر حتي توفاه الله ..
لقد أساء هذا الشخص ، وغيره إلي الآلاف من كرام الشخصيات ، رغم أنه لم يكن فوق مستوي الشبهات ، وعلمت عنه أشياء يندي لها الجبين ..لكنه ، أيضاً قد صار في دار الحق ..ويعلم الله أنني قد سامحته ..
لم اكتب ما كتبت شماتة في اولئك الذين ماتوا ، أو حتي في من جاءوا بعد ذلك معتذرين ( أحدهم من نجوم إعلامي التليفزيون ، فوجئت به في أحد البنوك ، يعانقني بحرارة وحب ، وهو يرجوني الصفح لأنه كان مضطراً .. لقد تخلوا عن خدماته كان الله معه ) ..
وإنما اكتب لمن لا يزال يحترف هذا السلوك الرخيص حتي الآن ، مظنة أن الحظوة المؤقتة التي ينالها تبرر ذلك ، حتي ولو كانت علي حساب شرفه ، وعلي حساب سمعة شعب كريم .
…………….
بقلم / معصوم مرزوق