31 - 07 - 2025

فيرونيك نيشانيان… امرأة من أصول أرمينية تُعيد صياغة الرجولة على طريقة هيرميس

فيرونيك نيشانيان… امرأة من أصول أرمينية تُعيد صياغة الرجولة على طريقة هيرميس

في عالمٍ لطالما هيمن عليه الذكور، سطعت المصممة الفرنسية الأرمنية فيرونيك نيشانيان كأيقونة نسائية أعادت رسم ملامح أزياء الرجال، لتؤكد أن وراء كل رجل أنيق امرأة ذات رؤية خاصة.

 فمنذ انضمامها إلى دار هيرميس العريقة عام 1988، كرّست نيشانيان خبرتها وذوقها الفريد في تحويل الملابس الرجالية إلى قطع فنية تنبض بالأناقة والتميز، دون أن تتخلى عن البساطة واللمسة الحسية.

تؤمن نيشانيان بأن “كل مجموعة تكمّل سابقتها، كأنها فصل جديد في رواية لا تنتهي”. وبالفعل، تُجسّد كل تصميماتها امتدادًا لرحلة إبداع متصلة. 

نشأت فيرونيك على مفترق ثقافتين غنيّتين: الأرمنية والفرنسية، وهو ما شكّل لديها حسًا فنيًا متجذرًا في التقاليد ومفتوحًا على الحداثة. 

تقول إن والدها زرع فيها حب اللغة والثقافة الأرمنية، بينما أورثتها جدتها ووالدتها شغف الأناقة والرقي.

بعد تخرجها من مدرسة غرفة نقابة الأزياء الراقية في باريس عام 1976، بدأت رحلتها في عالم الموضة مع المصمم الإيطالي نينو شيروتي، حيث أمضت 12 عامًا قبل أن تُصبح واحدة من قلائل النساء المصممات لملابس الرجال في هيرميس، تلك العلامة التي ارتقت بها إلى مصاف الكلاسيكية الحديثة.

وفي حديثها عن فلسفتها في التصميم، تؤكد نيشانيان أنها لا تسعى لصنع إطلالة رجالية نمطية، بل تركز على تصميم قطع منفصلة تتيح للرجل التعبير عن فردانيته. 

تقول: “لا ألتزم بمُثُل رجولية مُحددة؛ بل أؤمن بأن على الرجال التعبير عن تفردهم من خلال أسلوبهم الخاص. كل قطعة صممتها قادرة على الوقوف وحدها، لكنها أيضًا تتناغم مع قطع أخرى في تنسيق يتيح الحرية والشخصية.”

ما يميّز نيشانيان أيضًا هو هوسها بالتفاصيل وحرصها على اختيار الأقمشة بدقة، ومزج المواد التقليدية بالابتكارات المعاصرة. تصف ملابسها بأنها ليست مجرد أزياء، بل “قطع تعيش طويلًا وترافق صاحبها كأنها جزء منه”. 

تقول: “لا أحب الأشكال المعقدة. أفضل الخطوط البسيطة التي يمكن إعادة اكتشافها كل مرة من جديد. أنا على حافة الحداثة، لا أريد أن أكون كلاسيكية، ولا أن ألاحق الموضة.”

عندما تولّت مسؤولية ملابس الرجال في هيرميس، لم تكن الدار الفرنسية الفاخرة في ذروة مجدها. ولكن بفضل رؤيتها الواضحة وإيمانها بأن الأناقة لا تُفرض بل تُلهم، أسست نيشانيان لما يمكن وصفه اليوم بـهوية الرجل الهيرمسي: أنيق، بسيط، معاصر، ومتفرد.

فيرونيك نيشانيان لم تصنع مجرد ملابس، بل رسمت ملامح جيلٍ جديد من الرجال يعرف كيف يلبس، وكيف يختار، وكيف يروي قصته من خلال أزيائه. 

في عالم الرجال، أثبتت نيشانيان أنها ليست مجرد مصممة، بل رائدة… وسيدة لا يشبهها أحد.