- رغم مرور قرن على سقوط الاحتلال الأجنبي .. مازال الاحتلال الداخلي قائما بشدة!
* اسماعيل صدقي رئيس الوزراء المصري.. وجه بغيض للديكتورية والاستبداد وولاؤه للقصر والاستعمار الانجليزي!
* الجلاد صدقي باشا حكم بالحديد والنار ..ألغى دستور ٢٣ وأسس حزبًا جديدًا وصحيفة تنطق بلسانه إمعانًا في إهدارسلطات الأمة !
* ناصب العميد العداء .. فشل في اغرائه وشراء ذمته وتأييده فنقله لوظيفة أصغر دفعته للاستدانه من البنوك!
* ايذاء طه حسين امتد الى طرده من السكن المخصص لأساتذة الجامعة .. الشركة البلجيكية نقلته من شقة الى اخري ليدفع ايجارا عنها!
* سر الشجيرات الاربعة التي اصر عم اسماعيل البستاني على نقلها إلى السكن الجديد للعميد!
* أول مصري يتقلد منصب عمادة كلية الآداب بالانتخاب..الفارق الديمقراطي بين الأمس واليوم عمره مائة عام .
* كبار الباحثين وطلبة الدكتوراه المبتعثون إلى الخارج ارتبطوا به وغسلوا همومهم النفسية والمادية على ضفافه.
* مساجلات فكرية وثقافية وشخصية ربطت بين العميد وكبار المثقفين من شراسة العقاد إلى بساطة مندور وسليم حسن وسليمان حزين .
* خدعة عبد الحميد بركات الديمقراطية لإسقاط فيلسوف الجيل احمد لطفي السيد في الانتخابات التشريعية!
* عندما يكون المدنيون جلادون و أكثر طغيانا وأشد استبدادا من العسكريين!
على ضوء ما وثقه وسجله الدكتور أحمد زكريا الشلق، عن العميد طه حسين (1889-1973) في مؤلف ضخم يحتوي على أوراقه ومراسلاته الخاصة - يتكون من ثلاثة أجزاء، يقع الأول منها في 397 صفحة من القطع الكبير، والثاني في 484 صفحة والجزآن الآخران بعنوان المقالات الصحفية من ١٩٠٨ حتي ١٩٦٧ ويقع في٧٥٢ صفحة والأخير يتضمن بقية المقالات ويقع في٤٩٢ صفحة - سيكتشف المتأمل في سيرة العميد أننا اليوم ونحن في العام ٢٠٢٥ لم نتقدم كثيرا عما كنا نقف على عتباته في ذلك الزمان البعيد من بدايات القرن العشرين!!
كانت القضايا التي تجمعنا حولها هي الاستقلال وطرد الاحتلال الاجنبي من مصر، وتمصير الاقتصاد الوطني! كنا على أعتاب الاستقلال، وبعد الثورة المجيدة في يوليو ٥٢ حصلنا عليه، تم إجلاء العدو الانجليزي عن البلاد، لكن الاحتلال الداخلي لم نستطع هزيمته حتى الآن!
كنا نظن أننا ونحن على أعتاب هزيمة العدو الاجنبي، سنهزم العدو الداخلي أيضا.. كنا على عتبات الحرية والديمقراطية والتقدم ومصارعة الاستبداد.. كافحت مصر في صدر القرن الماضي من أجل كل هذا، وناضلت بقوة من أجل الاستقلال.. لكن الغريب أنه الوحيد الذي تحقق، أما الحرية والديمقراطية ومصارعة الاستبداد فمازالت قائمة!
مازالت نفس المطالب هي التي طالب بها ودعا اليها رموز مصر، منذ بداية القرن العشرين وحتي العشرية الثالثة من القرن الواحد والعشرين!
العمادة بالانتخاب
بحسب ما دونه وسجله الدكتور أحمد زكريا الشلق واحتفظ به التاريخ المصري، فإن طه حسين كان أول عميد مصري منتخب في تاريخ الجامعات المصرية. وصل إلى منصب العمادة بكلية الآداب مرتين بالانتخاب . في المرة الاولى عام 1928 انتخبه زملاؤهبالإجماع.. ومع هذا رجاه وزير المعارف على الشمسي باشا - وكان قد وقف في صفه أثناء أزمة كتاب الشعر الجاهلي - أن يتنازل عن منصبه هذا، لكي لا يعطي ذريعة للأساتذة الأجانب الموجودين في الجامعة بالاستحواذ على مناصب الجامعة، استجاب العميد لرجاء الشمسي باشا مشترطا أمرًا واحدًا وهي أن يمارس مهامة لمدة يوم واحد فقط، وقد كان. ومرة اخري انتخب طه حسين عميدًا لكلية الآداب في عام ١٩٣٠، بعد انتهاء مدة العميد الفرنسي مسيو ميشو، وظل في منصبه حتي تم فصله منه في مارس ١٩٣٢.. بقرار من الجلاد اسماعيل صدقي باشا رئيس وزراء مصر أنذاك.
إسقاط الفيلسوف الديمقراطي !
مايهمنا هنا اولا في هذه السطور، هو أن مصر التي كانت تتقدم صوب الحرية والديمقراطية في صدر القرن الماضي، عرفت الانتخابات الديمقراطية في ذلك الزمن البعيد، قبل قرن أو أكثر قليلا، في داخل الجامعات المصرية ! أي منارة تلك كانت تتجلي في هذه المؤسسة التي عرفت الرجل الأهم في بداية القرن وهو فيلسوف الجيل لطفي السيد؟ هذا الفيلسوف الذي كان ملء السمع والبصر، واعتبر استاذ الجيل، ومع هذا عندما رشح نفسه للانتخابات البرلمانية وكانت شعبيته كبيرة، سقط سقوطا مدويا بخديعة بسيطة وحيلة لجا اليها منافسه في الدائرة عبد الحميد بركات، حيث اوعز للبسطاء من الناخبين أن لطفي السيد رجل علماني، كافر.. وسيأتي غدا ليحدثهم عن الديمقراطية وهي تعني الكفر.. وقد كان!
كانت هذه صياغة وشرحا قدمه لنا ونحن طلاب أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب جامعة عين شمس عام ١٩٨٤ الدكتور أحمد زكريا الشلق الذي ننهل من كتابه أوراق طه حسين ومراسلاته الخاصة هذه السطور.
هذه الواقعة على أهميتها رويت بأكثر من طريقة، وعولجت بأكثر من تفسير، والغريب أن بطلها ينفي كليا أن تكون هي السبب! قدمت الواقعة بطرق مختلفة.. فالصديق المفكر والمبدع د. عمار على حسن كتبها في مقال له بهذه الطريقة: "عام 1913، خسر المفكر أحمد لطفي السيد انتخابات الجمعية التشريعية المصرية، بعد أن اتهمه منافسه أمام أبناء الدائرة الريفية بأنه "ديمقراطي"، أي يقبل أن تعاشر زوجته رجالًا آخرين. وبعد أكثر من قرن، ما زال الليبراليون يواجهون التهم نفسها، على شكل "مدنية يعني أمك متلبسش حجاب".(المنصة في ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤)
- وروتها الكاتبة الصحفية اقبال بركة بشكل آخر .. كتبت في المصري اليوم بتاريخ ١٦-٣-٢٠١٩ تقول : "…في عام 1913م رشح لطفى السيد نفسه لمجلس النواب فى مركز السنبلاوين- محافظة الدقهلية، ودعا فى خطبه إلى الديمقراطية، واستغل مُنافِسه جهل الناخبين، فزعم لهم أن الديمقراطية معناها أن تتزوج المرأة أربعة رجال، كما يتزوج الرجل أربع نساء!، وعندما سألوا لطفى السيد: هل ينادى حقاً بالديمقراطية؟، أكد ذلك، دون أن يشرح لهم المعنى الحقيقى للديمقراطية، فظنوا أن ما قاله خصمه صحيح، وأسقطوه فى الانتخابات".
- عصام الزهيري كتب عن نفس الواقعة بالطريقة التالية: "تلك الانتخابات التي جرت من مائة وعشرة من الأعوام تركت أثراً عميقاً على السياسة والانتخابات في مصر إلى اليوم، وهذا الأثر نتج عن خطأ ارتكبه "أستاذ الجيل" و"أرسطو العرب" و"أبو الجامعة" و"أبو الليبرالية المصرية" على ألقابه الكثيرة المشتهرة، المفكر والسياسي أحمد لطفي السيد (1872 – 1963).
تضعنا تلك الواقعة وما ترتب عليها، أمام ممارسة متكررة للساسة في مصر، عندما يتنكرون لمبادئهم المعلنة، ويسلكون مسالك منافية لتلك المبادئ، متصورين أن مجرد الإعلان كاف لكسب المصداقية السياسية والحفاظ عليها، مقللين من شأن العامة - الناخبين أصحاب الأصوات - الذين وإن صودرت أصواتهم - كما يتكرر في الانتخابات المصرية عبر تاريخها - تظل لديهم نظرة ثاقبة يكشفون بها المتلاعبين بهم، ولو بعد حين".
قصة حياتي ..ترفض وتنفي الشائعات
وبحسب مذكرات الأستاذ احمد لطفي السيد المعنونة "قصة حياتي" فإنه يرفض كل ما نقل واستقر عن هذا الأمر - سقوطه في الانتخابات - على مر السنين في التاريخ المصري برمته ! ويقول في كتابه: "وقد أشيع أن الذي أسقطني هو دعوتي إلى الديموقراطية التي كانت تؤول تأويلات بين الناخبين فيها خروج على الدين الإسلامي، ولكني لا أعرف شيئاً عن هذه الإشاعة التي قيل إنها شاعت بين الناخبين، كما لا أعرف سبباً لسقوطي في الانتخابات إلا تدخل الحكومة وعملها لإسقاطي".
المدنيون ايضا جلادون وديكتاتوريون!
الذي نلاحظه هنا ان قضية الانتخابات والديمقراطية التي كانت وماتزال حجر زاوية في التاريخ المصري الحديث والمعاصر، كان يمكن أن تؤدي إلى إقامة جمهورية مصرية ديمقراطية حديثة، لا تترك فيها الديكتاتورية العسكرية هذه الندوب الغائرة .. التي مازالت تحكم الخناق حول عنق مصر إلى اليوم. العسكر ليسوا وحدهم الذي انقادوا للحكم الديكتاتوري الاعمي، وانما هناك رجال حكموا بالحديد والنار أيضا منهم صدقي باشا هذا الذي ترأس وزراء مصر، وحاول أن يحرك العميد كما عرائس الماريونيت. فقد طلب منه أولا أن يشرف على تحرير صحيفة الشعب، في الشهر نفسه الذي انتخب عميدا للكلية، وعرض عليه أن يكون ذلك بأي شروط يطلبها، حتى لو كتب مقالاته بدون توقيع.. لكنه اعتذر عن ذلك، ولم يرضخ أبدا له لانه راي في ذلك مقدمة للإخلال باستقلال الجامعة.. كل هذا عجل بالصدام بين الجانبين، لكن مصدرا آخر من مصادر تلك الفترة يشير إلى أن احد الاحتفالات التي كان مقررا إقامتها بحضور الملك، ويتم خلالها توزيع جوائز ونحو ذلك لم تعجب الملك، حيث كان مردودها قليلا وليس كما توقع، فما كان منه إلا أن أمر بنقل العميد إلى وظيفة مراقب في وزارة المعارف!.
قطع مصدر رزق العميد وأسرته
- في جلسة بتاريخ ٣٠ مارس ١٩٣٢ يقرر مجلس الوزراء برئاسة إسماعيل صدقي باشا عزل طه حسين، وهكذا ينقطع مورد رزق الأسرة الوحيد مرتب الأستاذ العميد. وتُبلَّغ كل الجهات أن طه حسين شخص مغضوب عليه من السراي ومن الحكومة، وأن التعاون أو التعامل معه يُعتبر تصرفًا غير ودي ضد حكومة مصر وملكها.
وتُبلَّغ شركة مصر الجديدة «البلجيكية» أن طه حسين لم يعد من موظفي الحكومة المصرية، ولذلك يتعين عليه أن يخلي المسكن الذي تؤجره الشركة له في شارع المنيا؛ لأنه من المساكن المخصصة لسُكنى موظفي الحكومة. والشركة البلجيكية مضطرة للتنفيذ، فهي تطلب من طه حسين أن يترك مسكنه الذي قررت الحكومة أنه لم يعد له حق في سكناه، ولكنها تبلغه أن المسكن المجاور «ومدخله في شارع الساكركين» ملك لها، وليس مخصصًا للموظفين، وهو خالٍ في الوقت الحاضر فهي تؤجره له.
يبدأ نقل الأثاث من مسكن العميد إلى المسكن الجديد (حملا على الرؤوس والأكتاف) ويساعد في ذلك بهمة - وبسخط على الحكومة شديد - عم إسماعيل.
عم إسماعيل البستاني وشجيرات طه حسين
البستاني عم اسماعيل عاد مرة اخري - خلال شهر إبريل - إلى الشقة القديمة بعد انتهاء النقل، ومعه فأس كبيرة، وبدأ يحفر حفرًا كبيرة حول الشجيرات الأربع التي كان العميد قد اعتاد أن يقرأ في ظلها، وكان تصميمه مؤكدا على ضرورة أن يخلعها، وأن يحملها وينقلها إلى حديقة البيت الجديد، في مكان مماثل للمكان الذي كانت مزروعة فيه. هذه الأشجار هي أشجار طه حسين، وهي لذلك لا شك سترفض أن تموت حتى لو نُقلت في أول الصيف، في مصر الجديدة، وهي كبيرة ضخمة ذات جذور وفروع.
درس بليغ للعميد في مقاومة الاستبداد
يعطي عميد الأدب العربي - وهناك إشكالية حول هذا اللقب قد نتطرق إليها فيما بعد، بشكل مختلف تماما عن لقب العميد الآخر، والذي ناله بالانتخاب كـ"عميد" لكلية الآداب - درسا بليغا للكل، في أهمية وضرورة مواجهة الاستبداد والديكتاتورية، التي سادت في عهد صدقي باشا، فقد قرر العميد المواجهة، فرغم أنه فقد منصبه ومصدر رزقه، إلا أنه بالقطع لم ينعزل أو يبتعد أو ينكفئ على نفسه، ولم يفقد مكانته لدي أصدقائه وتلاميذه وقرائه، ولكنه - كما يشير مؤلفنا الدكتور احمد زكريا الشلق- انتقل إلى مرحلة جديدة من حياته، تخفف فيها من قيود الوظيفة ومتطلباتها، وبدأ يشتغل بالصحافة من جديد، والسياسية منها بشكل خاص، بين عامي ١٩٣٢ و١٩٣٤، فحرر المقالات الافتتاحية لصحيفة السياسة، وبعد عام تقريبا انتقل إلى صحيفة الوفد المسائية "كوكب الشرق"، ورسخ في يقينه أن مكانه الطبيعي هو في صحف حزب الوفد وكان في تلك الايام يعرف بإنه حزب الاغلبية الشعبية، والتي بالأساس انتصرت لقضيته داخل الجامعة وخارجها.. وعلى الرغم من انخراط العميد في السياسة، إلا انه لم يهجر الادب.. ذلك العالم الأثير لديه، فحرص على موالاة الصحف بأحدث مساهمات نقدية له ولم يكد يمر عام إلا وقد جمع مقالاته بين دفتي كتاب، عن حافظ وشوقي وصدر عام ١٩٣٣، كما نشر كتابه "في الصيف"، كما نشر الجزء الأول من كتابه المهم "على هامش السيرة"
.
الدكتور أحمد زكريا الشلق يري أن قراءة رسائل طه حسين وأوراقه الخاصة - ونحن نري معه - تكشف عن جوانب خصبة من حياته، وذات أبعاد إنسانية ونبل ورقي لعله أسهم في تكوين كثير من تلاميذه فكريا وثقافيا.. ويصب على المدي البعيد في مشروعه الثقافي.
ولاحظ د. زكريا أن طه حسين كان يمتلك قدرة عالية ومثابرة على متابعة طلابه في مختلف مراحل تكوينهم العلمي، وكان يثابر على متابعتهم وإرشادهم ويقترح عليهم الموضوعات في حنو وحزم، ويساهم كذلك في حل مشكلات الابتعاث التي تواجههم، حتى يعودوا إلى مصر و"تتمصر الجامعة المصرية" علي أيديهم ويحلون محل الأساتذة الأجانب. كانت قضية التمصير مطروحة قبل وبعد ثورة يوليو، تمصير الاقتصاد الوطني، والذي قام به ودعا إليه رجال وطنيون مثل الوطني البارز طلعت حرب، الذي أسس بنك مصر، والمعروف بأنه أبو الاقتصاد الوطني، ثم وبعد الثورة كان هم الثوار بقيادة جمال عبد الناصر تمصير البنوك والمؤسسات الأجنبية.. وطبقا للدكتورة هدي جمال عبد الناصر في مقال لها في عام ٢٠١٤ بالمصري اليوم، فقد برز دور القطاع الخاص فى الصناعة فى مصر على يد طلعت حرب، وكانت القضية فى ذلك الوقت وطنية، فلقد أراد طلعت حرب ومن معه تمصير الاقتصاد الوطنى، ولكن بصورة مختلفة عما عهدناه من كلمة «تمصير»، والتى تمت بالنسبة للممتلكات البريطانية والفرنسية، بعد العدوان الثلاثى فى 1956.
وأضافت: إن التمصير هنا كان يعنى مبادرة الطبقة الغنية فى مصر وإقبالها على المشاركة فى مشروعات كبيرة، لتحل محل رؤوس الأموال الأجنبية، التى كانت تمارس نفوذا كبيرا على الحكم. وفعلا نجحت مبادرة طلعت حرب إلى حد كبير، ولكن غاب عنها البعد الاجتماعى، وظلت الطبقة العاملة فى أسوأ الأوضاع.
ومثلما كانت هناك محاولات لتمصير الاقتصاد، كانت هناك محاولات لتمصير أساتذة الجامعات في مصر.. ولذلك كان هناك في الخارج مبتعثون مصريون كثر.. قبل الثورة كان هناك الدكاترة محمد مندور والدكاترة زكي مبارك والدكتور محمد عوض والعلامة سليم حسن وسليمان حزين وغيرهم .
كانت معاناة هؤلاء كبيرة جدا في تدبير أمورهم المعيشية، بالمبالغ المالية المخصصة للطلاب، وفي رسالة من محمد مندور - أحد كبار النقاد في مصر في الخمسينات والستينات - كان يكتب للدكتور طه باستمرار وفي واحدة من الرسائل المؤرخة في ٣١ يوليو ١9٢٩ كتب يقول مخاطبا العميد: من العجيب ان تعلقي بكم يزداد يوما عن يوم سواء لاقيتكم أم لا ألاقيكم ، إلى ان يقول "إنني في خيالي اتصورك منصتا ومحاضرا وماشيا وضاحكا واتصورك ناقدا مستخفا"
اما الدكتور مصطفي الديواني - وكان وقتذاك مديرا للبعثة التعليمية المصرية في باريس فيكتب من باريس رسالة للعميد مؤرخة في ٢٦ نوفمبر ١٩٣٠ يقول فيها: "علمت أن أولي الأمر يبحثون الآن عن مدير للبعثة مكاني بباريس، وبما أني على جهل تام بكل مايدبر لي أو عليّ، فهل تسمح لي أن أسألك بإفادتي عما يدبر في ذلك الآن، إذا لم يكلفك هذا عناء كبيرا، ولى عشم في أخوتك على نحو ما أظهرته نحوي دائما من الثقة التي أفتخر بها".
-------------------------------
بقلم: محمود الشربيني
أوراق العميد ومراسلاته الخاصة تكشف: إيذاء طه حسين .. فتش عن الدكتاتورية