21 - 07 - 2025

نقابة الصحفيين: غزة تموت والضمير العالمي على محك التاريخ.. أوقفوا جريمة الإبادة بالتجويع

نقابة الصحفيين: غزة تموت والضمير العالمي على محك التاريخ.. أوقفوا جريمة الإبادة بالتجويع

أدانت نقابة الصحفيين ببالغ الغضب والأسى، جريمة التجويع الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والتي تحوّلت إلى أداة إبادة جماعية تفتك بالأطفال والنساء والشيوخ، تحت سمع وبصر العالم. ففي مشهد يُدمي الضمير الإنساني، ارتفعت حصيلة شهداء الجوع إلى 900 فلسطيني، بينهم 71 طفلًا يُدفنون أحياءً تحت أنقاض مجاعة، يصنعها بطريقة منظمة وممنهجة جيش الاحتلال ومجرمو الحرب الصهاينة، بمشاركة أمريكية، وتواطؤ دولي، وصمت عربي مخزٍ، بينما أصيب أكثر من 6000 مدني برصاص القناصة، أثناء انتظارهم لقوت يومهم على نقاط المساعدات.

وقالت: “لقد بلغت الجريمة ذروتها بتسجيل 18 حالة وفاة يوميًّا؛ بسبب الجوع، في يوليو 2025م، ووصول 650 ألف طفل إلى حافة الموت جوعًا، فيما يحتاج 112 طفلًا يوميًّا لدخول المستشفيات؛ لعلاج الهزال الحاد. والأخطر أن 60 ألف امرأة حامل يواجهن الموت، أو فقدان أجنّتهن؛ بسبب انعدام الغذاء، فيما تحوّلت الأسر إلى الاعتماد على كيلو عدسٍ شهريًّا كحدٍّ للبقاء، بعد أن ارتفع سعر الدقيق إلى 3 آلاف ضعف".

وأكدت أنها جريمة حرب مروعة، وواحدة من أبشع الجرائم الإنسانية، تحدث بينما يقف العالم إما مشاركًا في الجريمة، أو متفرجًا عماده الصمت المخزي. فهل ننتظر حتى يُدفن آخر طفل في غزة؟ كل دقيقة تأخير هي سطر يُكتب بدماء الأبرياء. إنها معركة إنسانية قبل أن تكون سياسية، ومعركة الإنسانية قبل أن تكون معركة الشعب الفلسطيني.

واستكملت: "إن نقابة الصحفيين إذ تنعي الضمير الإنساني، الذي يحتضر، تُعلن للعالم أن جريمة الإبادة الجماعية، التي يمارسها الاحتلال منذ أكثر من عشرين شهرًا، والتي حوّلت قطاع غزة إلى أكبر سجن مكشوف، يشهد أبشع مجاعة ممنهجة في العصر الحديث، انتقلت من مرحلة القتل بالقنابل والرصاص إلى حرب تجويع شاملة، واستهداف طالبي الغذاء، في شكل جديد من الإجرام فاق الجرائم النازية. لقد بلغت المأساة ذروتها: فمنذ مايو 2025م، سقط ألف شهيد برصاص الجيش الإسرائيلي أمام شاحنات المساعدات، أشهرهم شهداء مجزرتَيْ «السودانية» (67 قتيلًا)، و«زيكيم» (63 قتيلًا) في يوليو الجاري. هذه ليست أخطاء عسكرية، بل سياسة تطهير عرقي، وصفها مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنها: «عقاب جماعي يُعد جريمة حرب»".

وقالت إن نقابة الصحفيين المصريين إذ تنعى العجز العربي الممتد أمام ما يحدث من جرائم بحق الأشقاء في فلسطين، فإنها تجدّد مطالبها، التي تتمثل في:  

1. محاكمة قادة الاحتلال والقادة الأمريكيين الداعمين لهم أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهم الإبادة الجماعية، و«الإبادة بالجوع». كما نطالب المحكمة الجنائية الدولية بتوثيق جرائم الإبادة بالجوع، على رأس الجرائم البشعة في حق الإنسانية.  

2. مطالبة الشعوب العربية باستمرار مقاطعة السلع الصهيونية، والأمريكية، وسلع الدول الداعمة للكيان الصهيوني.  

3. نطالب الدول العربية بقطع العلاقات فورًا مع العدو الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع والتعاون التجاري فورًا، وبذل كل الجهود لفتح معابر الإغاثة فورًا، وفي مقدمتها معبر رفح، باعتباره شريان الحياة الوحيد لأهالي غزة، ودخول كل أشكال الإغاثة دون قيود، خاصة الأدوية ووقود المستشفيات.  

إن معبر رفح - الشريان الوحيد للحياة - تحوّل بفعل السياسة الإسرائيلية إلى مصيدة موت، بينما تقف القوافل الإغاثية محملةً بعشرات الأطنان من الدواء والغذاء خلف الحواجز، وكأن حياة مليوني إنسان لعبةٌ بأيدي القتلة.  

4. نطالب الأمم المتحدة بإعلان مجاعة غزة رسميًّا، وكسر احتكار توزيع المساعدات.  

5. كسر الصمت قبل كسر الحصار؛ لذا نطالب الصحفيين العرب والدوليين بتوثيق هذه الجريمة، ونقل الصورة الكاملة، وتعميم تقارير توّثق جرائم الاحتلال، والتحريض الصهيوني ضد الفلسطينيين، وإيصالها إلى البرلمانات الأوروبية والأمم المتحدة. فسلاحنا سيظل هو الكلمة في مواجهة آلة التعتيم والتزييف المسيطرة. صمتكم اليوم هو مشاركة في الجريمة.