تصل اليوم الوزيرة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، ريم العبلي رادوفان، إلى القاهرة في زيارة رسمية تهدف إلى إجراء محادثات رفيعة المستوى مع الحكومة المصرية حول آليات إعادة إعمار قطاع غزة.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تتبلور فيه خطة عربية متكاملة، شاركت مصر في تقديمها مع عدد من الدول العربية، لوضع رؤية مستقبلية لإعادة بناء القطاع الذي يعاني من دمار واسع جراء التصعيد الأخير.
وفي تصريحاتها قبيل الزيارة، أشادت الوزيرة الألمانية بالخطة العربية، مؤكدة أنها تمثل “طريقاً واقعياً لإعادة إعمار غزة، ونقطة انطلاق مهمة تمنح أهالي القطاع بارقة أمل جديدة”.
وأضافت: “بصفتي وزيرة للتنمية، أحرص على المشاركة في هذه الجهود من مرحلة مبكرة، كما أن ألمانيا ستساهم بدورها في عمليات إعادة الإعمار، من الضروري أن نبدأ الآن النقاش حول سبل إنجاح هذه المهمة الضخمة، رغم أن الوضع الإنساني لا يزال كارثياً.”
وأوضحت العبلي رادوفان أن أي جهود لإعادة الإعمار تتطلب توافر شروط أساسية، من أبرزها: ضمان الوضع الإنساني الآمن، ووقف إطلاق نار دائم، وإيجاد إطار سياسي شامل يفتح الطريق نحو سلام طويل الأمد، مع ضرورة ألا تملك حركة “حماس” أي سلطة في غزة أو تمثل تهديداً لإسرائيل.
كما شددت على رفض أي عمليات إعادة توطين قسري أو طرد أو تقليص للأراضي في غزة والضفة الغربية.
وخلال زيارتها للقاهرة، ستلتقي الوزيرة الألمانية كلاً من رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، ووزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، بالإضافة إلى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي. وستتركز المباحثات على سبل تفعيل خطة إعادة الإعمار العربية، والدور الذي يمكن أن تقوم به وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية لدعم هذه الجهود.
وأكدت العبلي رادوفان أن إعادة إعمار قطاع غزة “مهمة هائلة ستستمر على مدى عقد كامل”، مشيرة إلى أن إنجازها يتطلب تعاوناً مكثفاً من المجتمع الدولي، مع توزيع الأعباء بشكل متوازن بين الدول المانحة ودول المنطقة، إلى جانب مشاركة الأمم المتحدة.
وأكدت أن إعادة الإعمار يجب أن تكون جزءاً من عملية سياسية أوسع للوصول إلى حل الدولتين عبر المفاوضات.
وأشارت الوزيرة الألمانية إلى أن وزارتها مستعدة، بمجرد تحسن الظروف على الأرض، لاتخاذ تدابير عاجلة تشمل توفير إمدادات المياه والطاقة، وتشييد مساكن مؤقتة للأهالي المتضررين، فضلاً عن استمرار دعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وذكّرت بأن وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية كان لها إسهامات سابقة في غزة، خاصة في مجالات مياه الشرب، والصرف الصحي، وتحسين البنية التحتية.