أكد السفير الفرنسي في القاهرة، إيريك شوفالييه، على التقارب الكبير في المواقف بين فرنسا ومصر، لا سيما في ما يخص أزمات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا التقارب كان واضحاً في التنسيق الثلاثي بين مصر والأردن وفرنسا، وكذلك في الزيارات الأخيرة للرئيسين إلى مدينة العلمين.
وقال السفير الفرنسي خلال كلمته الذي ألقاها بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني الموافق 14 يوليو من كل عام، إن العالم انشغل مؤخرًا بصراع آخر في المنطقة، في إشارة إلى المأساة المروعة التي تتكشف في قطاع غزة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى في صميم اهتمام المجتمع الدولي إذا كنا نطمح بصدق إلى تحقيق سلام دائم وآمن لجميع شعوب الشرق الأوسط.
وشدد السفير الفرنسي على أن الجرائم البشعة التي وقعت في 7 أكتوبر، وكذلك المعاناة غير المقبولة التي يتعرض لها الرهائن، لا يمكن تبريرها بأي حال، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
كما أعرب عن تقديره للجهود المبذولة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة، مشيراً إلى ضرورة احترام المبادئ الإنسانية.
وتساءل السفير: “هل يمكننا تخيل المعاناة التي يتعرض لها سكان غزة، حيث يواجهون معضلة قاتلة منذ أسابيع: إما الخروج في رحلة محفوفة بالموت بحثاً عن الطعام، أو البقاء ومشاهدة أطفالهم يموتون جوعًا؟”.
وأضاف: “الكثير من العائلات تضطر إلى الاختيار بين المجازفة بحياتها أو ترك أطفالها يموتون ببطء، وهو أمر لا يحتمل”.
وأشار شوفالييه، إلى أن فرنسا، مثل مصر، ترفض بشكل قاطع أي مخططات لنقل الفلسطينيين قسرًا، لافتًا إلى الوضع الإنساني الصعب للغزيين الذين استُقبلوا في مصر. وقال: “لدينا مسؤولية مشتركة، نحن ومصر وشركاؤنا الدوليون، تجاه أطفال غزة”.
ودعا السفير إلى ضرورة وجود حل سياسي قائم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أهمية الحل الإقليمي الذي يخدم الأمن والاستقرار لجميع الشعوب.
وكشف عن أن فرنسا والسعودية ستنظمان قريبًا في نيويورك مؤتمرًا دوليًا رفيع المستوى بشأن تنفيذ حل الدولتين، مشيرًا إلى أن مصر شريك أساسي في هذه المبادرة.
وأوضح أنه منذ شهر تقريبًا، تم تنظيم لقاء في باريس شارك فيه أكثر من 500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني الفلسطينية والإسرائيلية ومن دول المنطقة، مما يؤكد على دعم فرنسا للحوار والتفاهم.
وفي سياق التعاون الثنائي، أكد السفير شوفيلي أن فرنسا تمثل مرجعية عالمية في عدة مجالات مثل علاج السرطان، والنقل، والطاقة، والدفاع، والأمن، والبيئة، مشيرًا إلى أن وكالة التنمية الفرنسية تواصل دعمها لمشروعات التنمية في مصر.
وأضاف: “لدينا أكثر من 200 شركة فرنسية نشطة في مصر، ونحن ملتزمون بدعم الاستقرار والازدهار في هذا البلد الحيوي لأوروبا”.
وأعرب السفير عن إدراك بلاده لحجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها مصر، مؤكدًا في الوقت ذاته إيمان فرنسا بضرورة الإصلاح وبقدرة المصريين على تحقيقه، قائلا : “نؤمن بإمكانات هذا البلد الرائعة، كما أكد الرئيس الفرنسي في أحد خطاباته المهمة”.
وأشار شوفالييه إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الفرنسية، وذلك احتفالًا بإطلاق مرحلة جديدة من التعاون الجامعي الفرنسي في مصر.