13 - 07 - 2025

ماجد عثمان يناقش "قياس الرأي العام" في معرض مكتبة الإسكندرية

ماجد عثمان يناقش

نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم السبت، ندوة لمناقشة كتاب "قياس الرأي العام.. بصيرة المجتمعات" للدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات الأسبق ومدير المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة)، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.

شارك في الندوة مؤلف الكتاب، إلى جانب الدكتورة حنان جرجس، نائب الرئيس التنفيذي للمركز، وأدار الحوار الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة.

أكد المصري أن الشعوب التي تولي اهتمامًا بقياس الرأي العام هي شعوب تسير بخطى ثابتة نحو الديمقراطية، مشيدًا بأسلوب الكتاب الذي يُقدّم علمًا دقيقًا بلغة واضحة ومباشرة، تراعي تنوع الجمهور المستهدف، ومشيرًا إلى أن الكتاب لا يقتصر على عرض تقني، بل يحمل بعدًا توعويًّا هامًّا.

من جانبه، قال الدكتور ماجد عثمان، إن الكتاب يتناول منهجيات قياس الرأي العام بعيدًا عن التعقيد الإحصائي، بهدف إتاحته لشريحة أوسع من القرّاء، موضحًا أن قياس الرأي يُعد أداة لفهم اتجاهات الجمهور تجاه القضايا العامة، وليس مجرد وسيلة لتوقّع الانتخابات.

وأشار إلى أن أول استطلاع للرأي أُجري في الولايات المتحدة عام 1936، بمناسبة الانتخابات الرئاسية، ثم تطور هذا المجال بشكل ملحوظ في ستينيات القرن الماضي، وانتقل إلى أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية، لافتًا إلى أن مؤسسة "جالوب" شكّلت لحظة فارقة عندما توقّعت فوز حزب العمال البريطاني في انتخابات 1945.

وأضاف أن قياس الرأي العام يخدم صُنّاع القرار والمجتمع على حد سواء، من خلال استكشاف اتجاهات التصويت، وتقييم السياسات، وقياس رضا المواطنين عن الخدمات، واستشراف مدى قبولهم للتغيرات، ومتابعة تنفيذ الخطط الحكومية، وقياس الأثر المجتمعي للتدخلات، وغيرها من الاستخدامات الحيوية.

في السياق ذاته، تحدثت الدكتورة حنان جرجس عن أدوات وأساليب القياس، موضحة أن المقابلات الشخصية، والحاسوب، والاستمارات الورقية، والأجهزة الإلكترونية تُعد أبرز الطرق المستخدمة، وأكدت أن التفاعل المباشر مع المستجيبين يُعزز دقة الإجابات، لكنه يواجه تحديات تتعلق بالتكلفة، وصعوبة الوصول إلى بعض الفئات.

وتطرقت جرجس إلى ضرورة النشر الذكي والممنهج لنتائج الاستطلاعات؛ بما يشمل تقارير تفصيلية لصنّاع القرار، وبيانات مبسطة للرأي العام، واستخدام وسائل بصرية كـالإنفوجراف لتسهيل فهم النتائج، مع الالتزام بمعايير الخصوصية والشفافية في النشر.

وحذّرت من المبالغة في الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر وحيد لقياس الرأي العام، موضحة أنها تمثل "أداة تكميلية" لا يمكن أن تغني عن المناهج العلمية المعتمدة، خاصة أنها لا تعكس تنوع المجتمع، ولا تشمل جميع الفئات.

وردًّا على سؤال حول ما إذا كان قياس الرأي العام يمكن أن يُستخدم للتنبؤ بالأحداث، أوضح الدكتور ماجد عثمان أن الاستطلاعات يمكن أن تُستخدم في التنبؤ، ولكن بشرط الالتزام الصارم بالدقة المنهجية واعتبارات العينة، مؤكدًا أن القيمة الحقيقية لقياس الرأي تكمن في قراءة الفروق المجتمعية، وتحليل السلوك الجماهيري.

يُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية، بالتوازي مع فعاليات في كل من "بيت السناري" بالسيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.

ويشهد المعرض هذا العام، مشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، إلى جانب تنظيم أكثر من 215 فعالية ثقافية؛ تشمل ندوات، وأمسيات شعرية، وورش عمل، بمشاركة نحو 800 مفكر ومثقف وباحث من مختلف التخصصات.