12 - 07 - 2025

تعيين بنكهة انتخابية

تعيين بنكهة انتخابية

 أقر الدستور المصرى التعددية الحزبية حيث أنه لا ديمقراطية دون تعددية ولا تعددية دون أحزاب . لذلك فإن التعددية الحزبية هى تعددية لبرامج الأحزاب حيث أن لكل حزب برنامجه الذى يتميز ويختلف به عن باقى الأحزاب . فإذا تطابقت أو تشابهت البرامج أصبح الأنضمام الحزبى طريقا يعقب هذا التطابق .

هنا لكل حزب برنامجه المميز الذى يطرح على الجماهير لكى يختار المواطن الانضمام أو التصويت للحزب؛ الذى يتوافق مع قناعاته الفكرية وطموحاته السياسية التى تطبق على أرض الواقع عند حصول الحزب على الأغلبية الانتخابية؛ فيقوم حزب الأغلبية هذا بتشكيل الحكومة التى يكون برنامجها الحكومى هو البرنامج الذى يتم على أساسه الحصول على موافقة البرلمان .

هنا وفى الانتخابات يوجد مايسمى بالائتلاف الانتخابى . والائتلاف الانتخابى هذا يعنى التوافق بين عدد من الأحزاب التى تتقارب فى برامجها فى إطار ( أحزاب يسارية أو يمينية أو ليبرالية ...الخ ) تتوافق حول وضع برنامج انتخابى مشترك يكون نواة لبرنامج حكومى إذا حصل هذا الائتلاف الأنتخابى على الأغلبية البرلمانية . وعلى ذلك يمكن أن يكون هناك أكثر من ائتلاف أنتخابى فى أى انتخابات . هذا فى إطار نظام انتخابى مثل النظام الفردى أو النظام النسبى الذى يعطى كل حزب أو كل ائتلاف عددا من المقاعد توازى عدد الاصوات الحاصل عليها لكل مقعد . فماذا حدث الان ؟؟ تكرر وتقرر نظام القائمة المطلقة . والمطلقة هذه تعنى أن قائمة مثل قائمة الصعيد وتتكون من أكثر من مائة عضو من الجيزة بأسوان لابد أن تفوز القائمة بالكامل أو تسقط القائمة بالكامل !! ماشى ولكن الأهم هو كيف تم تشكيل القائمة ؟ هل تم من خلال أحزاب تتوافق فى برامجها الحزبية ؟ لا لا . هل هناك ائتلاف أنتخابى حول برنامج انتخابى يجمع توجهات تلك الأحزاب سياسيا فتقدمت بهذا البرنامج للجماهير للحصول على الأغلبية ؟ لا . هذه الأحزاب تجمعت تحت شعار سياسى . نعم وان كنا لا نختلف مع هذا الشعار لأجل مصر . ولكن لاعلاقة بالانتخابات بالشعار السياسى ولكن الأهم هو البرنامج الانتخابى . فالقائمة جمعت وتجمع التناقضات الحزبية والسياسية التى لاعلاقة لها بالأغلبية البرلمانية التى يجب أن تشكل الحكومة . كما أن قائمة بهذا العدد وتلك المساحة الجغرافية لا يمكن أن تعطى الفرصة للأحزاب الصغيرة أو الأفراد للترشح أو لخوض هذه الانتخابات .. ولذا وجدنا انتخابات الشيوخ الحالية قد اقتصرت على قائمة واحدة جمعت الشامى والمغربى ولا علاقة لها ببرامج انتخابية أو سياسية . ولذا فالنتيجة شبه معلنة قبل الانتخابات وكأن الأمور تعيين بنكهة انتخابية .

الوطن فى ظل التحديات الخطيرة التى يواجهها لابد من جبهة داخلية قوية ومتماسكة تكون سندا ونصيرا فى ظهر صاحب القرار . وهذا يتطلب مزيدا من التواصل الجماهيرى ومزيدا من اعطاء الفرصة للتعبير عن الرأى لكى يشعر المواطن أنه يعيش فى وطن مسؤول عنه لأنه يشارك فى اتخاذ القرار السياسى . هذا هو صالح الوطن وصالح النظام وصالح الجماهير . 

حمى الله مصر العظيمة الغالية وشعبها العظيم .
-----------------------------------
بقلم: جمال أسعد

مقالات اخرى للكاتب

تعيين بنكهة انتخابية