منذ 57 عاماً كانت الأغنية:
"خلّي السلاح صاحي صاحي صاحي..
لو نامت الدنيا صاحي مع سلاحي
سلاحي في ايديه نهار وليل صاحي
ينادي يا ثوار.. عدونا غدّار
خلّي السلاح صاحي صاحي صاحي".
أُغنية كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل، ولحنّها الموسيقار كمال الطويل، وغنّاها الفنان عبد الحليم حافظ، عام 1968، إبان حرب الاستنزاف عقب هزيمة الخامس من يونيو 1967.. تلك الحرب التي استمرت 3 سنوات تكبد خلالها الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة.
حرب الاستنزاف لا تختلف كثيراً عما تفعله المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حالياً، فكانت عمليات مفاجئة وخاطفة لجنود الاحتلال تحقق نجاحاً عسكرياً.. حرب الاستنزاف قام بتنفيذ أغلبها مجموعات صغيرة من جنود الصاعقة، وهناك عمليات نفذتها المقاومة المصرية والفلسطينية "الفدائيون" تحت سمع وبصر القوات المسلحة المصرية.
ولقد استمد الشاعر أحمد شفيق كامل كلمات الأغنية من القرآن الكريم، الذي دعانا من خلاله "المولي عز وجل"، لليقظة وعدم الغفلة أمام عدوٍ غدّار، وضرورة جاهزية السلاح لرد العدوان.. فقد حذرنا الله تعالى في "سورة النساء" من الغفلة عن السلاح: "وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً".. وأمرنا باليقظة والحذر وجهوزية سلاحنا "وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ".. وشدّد اللهُ تعالى على أخذ الحيطة والحذر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ"..
وفيما قال الله تعالى " وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا".. نجد في تلك الأيام، أنظمة عربية وإسلامية تدعونا للخنوع والانبطاح ومضاجعة الأعداء، لأنهم أخوة وأصدقاء، من خلال ما أطلقوا عليه الإبراهيمية وهي تعديل لمصطلح التطبيع وخيانة الأرض والعرض وتسليم السيادة للعدو، من منطلق أن القوة والقدرة منحها الله لأبناء العم سام وبني صهيون المعروفين حالياً بإسرائيل، وتوابعهم الصليبيين الممثلين حالياً في فرنسا وبريطانيا وألمانيا.. النظرية الإبراهيمية تخبرنا بأن المقاومة ومعاداة أحباب الرب رجس من عمل الشيطان، والركوع والسجود لأوامرهم عمل صالح يضمن لك الدخول لجنتهم.
الإبراهيميون لم يكتفوا، بإبراهيميتهم وديانتهم المزعومة فقط، بل إنهم يطالبون المدافعين عن حرية أوطانهم بتسليم سلاحهم لعدوهم كي يتمكن من قتلهم. هي أغنية جديدة كتب كلماتها ولحنها الصهيوأمريكي، والغناء لدول الإبراهيمية ومن على شاكلتهم وعملائهم داخل الأوطان.. والتي بدأ تغريدها (ولازال) في لبنان، ويرتلها رئيس السلطة الفلسطينية، ويصدح صداها في العراق، فيما لبت سوريا النداء..
حاولت بقلمي الرصاص أن أكتب أغنية النصر الإبراهيمي، لكنه أبى واستكبر.. لكن الكيبورد استجاب ولبى النداء، وهو أمر يجعلني أخشى أن يكون قد أنضم للإبراهيمية، رغم ثقتي فيه فهو رفيق وقت طويل، لكن نفسي تحدثني، أن شخصاً وثق في أميرين ثقة عمياء فاكتشف ـ أو ربما في غفلته نائماً بعد لم يستيقظ ـ أنهما أخذاه لحفرة تنتهي به لتسليم ما يملك ومالا يملك للصهيوأمريكية.
على كل أغنية النصر الإبراهيمي تقول:
سلم سلاحك يا مقاوم.. سلم سلاحك
الوقت ليس للفدا.. سلم سلاحك
عار عليك حمل السلاح
وعدوك.. يقتل الآهل
ويداه ممدودة بالسماح
سلم سلاحك يا مقاوم.. سلم سلاحك
الوقت ليس للفدا.. سلم سلاحك
الرب الأمريكاني يوصينا..
والإله الصهيوني يُهدينا..
الإبراهيمية طريقنا وسبيلنا
فسلم سلاحك يا أخي.. سلم سلاحك
الوقت ليس للفدا.. سلم سلاحك
وإلا كل شيء مباح
الأرض والعرض والسماح
سلم سلاحك يا مقاوم
فالوقت ليس وقتك
الوقت للإبراهيمية متاح
سلم سلاحك ولا تقاوم
وفر وقتك وقوتك
فالأرض لن تعود
وأنت لن تكون
والكرامة لن تكون
إلا بالإبحار في بحر دمائك
حتى الوصول لشاطئ الإبراهيمية
بر الآمان والسلام
بر آل صهيون الموعود
بالصلاة في الكعبة البيضاء
والحج في تل أبيب الغراء
ولتقضي أمتع الأوقات
في ريفييرا غزة الخضراء
وتعوم في النيل والفرات
أو تقضي عمرك في قبور صماء
مرفوع فوقها أعلام سوداء
تزينها علامة الخطر وعدم الاقتراب
فأنت لا تجوز عليك الصلاة
ولا تجوز عليك المناجاة
فالمارق من أمثالك...
لا تحوم حوله أطياب السحاب
سلم سلاحك يا مقاوم.. سلم سلاحك
الوقت ليس للفدا.. سلم سلاحك
الوقت ليس للعدا.. سلم سلاحك
سلم سلاحك واقترب..
واركب سفينة الإبراهيمية
ولا تكن كابن نوح
فالنجاة أمر غير مطروح
فاليوم لا عاصم من الكرب
سوى سفينة الإبراهيمية
فسلم سلاحك واقترب
فالوقت ليس للفدا..
الوقت ليس للعداء..
فسلم سلاحك.
------------------------
بقلم: محمد الضبع