في ختام جولة بحرية استمرت ثلاثة أشهر، وصلت الفرقاطة التركية “TCG Bigada” إلى ميناء الإسكندرية، في زيارة وصفت بمحطة الوداع قبل العودة إلى الوطن، وذلك ضمن رحلتها التي شملت ماليزيا وعدة موانئ حول العالم.
وفي المساء نفسه، أقيم حفل استقبال على متن السفينة من قبل السفير التركي بالقاهرة، صالح موطلو شن، وقائد السفينة، المقدم بحري أنيل بيلجين.
حضر الحفل قائد الأسطول الشمالي اللواء بحري سمير ندا، واللواء بحري محمود عبد الستار قائد قاعدة الاسكندرية، ورئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ المصري، الدكتور حازم عمر، بالإضافة إلى قنصليات عامة لدول أخرى في الإسكندرية، وشخصيات بارزة من المجتمع المصري وبعض أعضاء الصحافة.
في كلمته خلال الفعالية، لفت قائد السفينة، المقدم البحري أنيل بيلجين، الانتباه إلى زيارة العديد من السفن التركية لميناء الإسكندرية خلال العام الماضي، مؤكدًا حرص تركيا على تطوير التعاون مع مصر في مجال الصناعات الدفاعية.
وفي كلمته، هنأ السفير التركي لدى القاهرة، صالح موطلو شن، قائد السفينة وطاقمها المتميز على رحلتهم الناجحة. وأعرب عن حزنه العميق لوفاة 12 جنديًا تركيًا مؤخرًا بسبب التسمم بغاز الميثان، وأن آلامهم لازالت قائمة مثقلة في المناسبة السعيدة.
كما أعرب شن عن امتنانه للضيوف الذين حضروا حفل الاستقبال وميناء الإسكندرية البحري التابع لقيادة القوات البحرية المصرية على الترحيب الحار الذي حظيت به زيارة السفينة الحربية تي سي جي بويوكادا (TCG Büyükada ) حيث أكملت السفينة المصنعة بموارد محلية ووطنية، رحلتها الطويلة عبر المحيطات ووصلت إلى مياه البحر الأبيض المتوسط الهادئة والمألوفة.
وذكر السفير شن أن هذه الزيارة أظهرت رغبة تركيا وإرادتها في التعاون العسكري والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين تركيا ومصر من أجل السلام، والأمن، والاستقرار الإقليمي، والدولي. كما أعرب تمنياته في ان يتم تصنيع السفن المصممة في تركيا مثل تي سي جي بويوكادا TCG Büyükada بشكل مشترك من قبل البلدين في ميناء الإسكندرية في المستقبل مؤكدا أن تركيا منفتحة على مثل هذه المشاريع التعاونية.
كما أوضح السفير شن بأن الإسكندرية تتمتع بمكانة خاصة فيما يتعلق بالقوات البحرية في ضوء العلاقات التاريخية العميقة بين تركيا ومصر.
وفي هذا السياق، ذكر أن السلطان عبد العزيز بدأ زيارته لمصر من الإسكندرية عام 1863 بالسفينة المسماة "فيزول جهاد" واستقبله الخديوي إسماعيل في ميناء الإسكندرية.
وذكّر بأن محمود مختار باشا، أحد آخر وزراء البحرية في تركيا، عاش أيضًا في مصر عام 1935، وتوفي على متن السفينة أثناء سفره من الإسكندرية إلى نابولي ودُفن في القاهرة بناءً على طلبه.
وقال السفير شن إن هذه الذكريات والعديد من الذكريات المماثلة للتاريخ المشترك لا تزال حية في الأذهان، مشيرًا إلى أن جذور وقيم القوات البحرية التركية والمصرية من حيث التقاليد والانضباط مشتركة.
وفي ختام كلمته، نعي السفير موطلو شن الجنود الأتراك الـ12 الذين استشهدوا نتيجة استنشاق غاز الميثان في احد الكهوف في شمال العراق.