06 - 07 - 2025

نيويورك تايمز: "ما الثمن الذي تدفعه إسرائيل مقابل القوة الغاشمة للتفوق على أعدائها؟"

نيويورك تايمز:

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن "الشرق الأوسط أصبح تحت النفوذ الإسرائيلي، وبينما أصبحت إسرائيل أكثر أمنًا من أي وقت مضى - كما يدعي نتنياهو - إلا أن الحرب في غزة، والهجمات على إيران ولبنان، قوّضت مكانة إسرائيل بين ديمقراطيات العالم، وزادت من عزلتها".

وأضافت أنه بعد ثلاثة أرباع قرن من محاربة "جيران أعداء"، استطاعت الدولة اليهودية الصغيرة، التي لا تتجاوز مساحتها مساحة ولاية نيوجيرسي، أن تهزم أعداءها تقريبًا، ميليشيا حزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة، وميليشيا الحوثيين في اليمن، والآن حتى إيران نفسها، التي تدعمهم جميعًا، وبينما سمح استخدام القوة الغاشمة لإسرائيل، لأول مرة منذ إنشائها عام 1948، بمستقبل خالٍ تقريبًا من التهديدات المباشرة، تضاءل خطر إيران النووية، أو ربما زال، كما عزز رئيس الوزراء نتنياهو شراكته مع الرئيس دونالد ترامب، فما الثمن؟

وأشارت إلى أن استمرار الحرب غير المبررة على غزة ردًّا على هجوم 7 أكتوبر 2023، رسّخ صورة إسرائيل كدولة منبوذة، حيث اتُّهمت قيادتها بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب، واحتقرها بعض قادة العالم

وكشفت استطلاعات الرأي العالمية، أن معظم الناس باتوا يملكون نظرة سلبية تجاه إسرائيل، فعلى سبيل المثال، أظهر استطلاع رأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث في 24 دولة حول العالم ونُشر الشهر الماضي، ارتفاع الآراء السلبية حول إسرائيل، إذ قال أكثر من نصف الأشخاص، في 20 دولة، إن لديهم وجهة نظر سلبية تجاه إسرائيل، وفي 8 دول؛ أستراليا، واليونان، وإندونيسيا، واليابان، وهولندا، وإسبانيا، والسويد، وتركيا، أعرب أكثر من 75% عن هذا الرأي أيضًا.

وتابعت الصحيفة أن الحرب في غزة خلّفت خسائر فادحة؛ إذ أودت بحياة عشرات الآلاف، وخلّفت أكثر من مليون شخص بلا مأوى وجائع، ودُمّرت أجزاء كبيرة من القطاع، وانتشر الفقر واليأس، وفي المقابل، قُتل مئات الجنود الإسرائيليين، ويعتقد المسؤولون أن حوالي 20 رهينة على قيد الحياة لا يزالون محتجزين في أنفاق حركة حماس بعد 631 يومًا.

وفي داخل الولايات المتحدة حطمت أفعال إسرائيل إجماعًا راسخًا بين الحزبين  للدفاع عن إسرائيل، فدعم إسرائيل الآن بات قضيةً خلافيةً حادةً داخل الكونغرس، وموضوعًا لنقاشات واحتجاجات غاضبة في الجامعات، ومُغذّيًا لتصاعدٍ في الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة وحول العالم.

وأضافت أن المناخ السياسي أصبح مستقطبًا بشدة، إذ يندد العديد من مؤيدي إسرائيل بأي انتقاد باعتباره كراهية معادية للسامية، بينما يتعهد المعارضون للسياسات الإسرائيلية بعدم الرضوخ لوصفٍ يرونه غير عادل.

أما داخل إسرائيل فلقد أثّر قرار إعطاء الأولوية للانتصارات العسكرية على عودة الرهائن سلبًا على مشاعر الكثيرين، حيث كشفت استطلاعات الرأي عن الانقسامات العميقة التي لا تزال قائمةً داخل الرأي العام الإسرائيلي حتى مع تعزيز الضربات العسكرية الإسرائيلية لإيران

واستدركت الصحيفة قائلة، إنه حتى قبل 7 أكتوبر 2023 بوقت طويل، كانت إسرائيل هدفًا لإدانات دولية رسمية، حيث أصدرت الأمم المتحدة، على مدى عقود، عشرات القرارات التي تنتقد إسرائيل، لكن الإدانة الآن ازدادت، حيث دعت المنظمات الدولية وقادة العالم إسرائيل، مرارًا وتكرارًا، إلى كبح جماح جيشها وإنهاء الحرب في غزة.

وفي عام 2024، اعترفت إسبانيا، والنرويج، وأيرلندا رسميًّا بدولة فلسطين، وهي لفتة حادة، لكنها رمزية إلى حد كبير، تهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف القتال. ومن جانبه، أوضح الرئيس الفرنسي أنه ينوي القيام بالشيء نفسه قريبًا.

وانتهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من كل الانتقادات والعزلة والأثمان الباهظة التي تدفعها إسرائيل داخليًّا وخارجيًّا، إلا أن المتشددين لا يزالون يتجاهلون ذلك بدعوى أن قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها والتخلص من أعدائها أهم بكثير من نظرة المجتمع الدولي إليها.