يواجه حزب أميركا الذي أعلن إيلون ماسك عن تأسيسه، تحديات يمكن أن تعرقل طموحاته السياسية، كما جاء في تحليل لصحيفة "واشنطن بوست".
ويهدف الحزب لتمثيل "80% من الناخبين في الوسط".
وأوضح هانز نويل، أستاذ التاريخ السياسي في "جامعة جورج تاون"، أن الولايات المتحدة تفتقر إلى المؤسسات التي تمكّن الأحزاب الصغيرة من تحقيق نجاح كبير. فالفوز يتطلب انتصارًا حاسمًا، على عكس الديمقراطيات الأخرى التي تتيح للأحزاب الصغرى الحصول على مقاعد بناءً على نسب الأصوات.
وعليه سيتعين على حزب ماسك الامتثال لمتطلبات صارمة للظهور في بطاقات الاقتراع في الولايات المختلفة، خاصة إذا كان يهدف لدعم مرشحين فيدراليين أو تقديم مرشح رئاسي.
ووصف ماك ماكوركل، الأستاذ في "جامعة ديوك" هذه المعايير بأنها "شاقة"، مشيرًا إلى أنها أعاقت العديد من مرشحي الأحزاب الثلاثة في الماضي، بمن فيهم المرشحون البارزون في انتخابات 2024.
وتاريخيًّا، لم تحقق الأحزاب السياسية خارج الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة سوى نجاح محدود على المستوى الوطني، بحسب الصحيفة. وآخر مرة فاز فيها مرشح رئاسي من خارج الحزبين بأصوات انتخابية كانت في عام 1968.
ولم يفز حتى المرشحون الأقوياء مثل الملياردير روس بيرو، الذي حصل على 19% من الأصوات الشعبية في عام 1992، لم يفوزوا بأية أصوات انتخابية بسبب نظام المجمع الانتخابي.
ويشير العديد من الخبراء إلى أن مرشحي الأحزاب الثالثة يمكن أن يكونوا "مفسدين ومُربكين" يؤثرون على نتائج الانتخابات من دون الفوز بها بأنفسهم ويعتقد أن هذا ما سيلاقيه حزب ماسك، حيث يمكن لمرشحيه أن يسحبوا أصواتًا من مرشحي الحزب الجمهوري، خاصة في انتخابات التجديد النصفي، مما قد يصب في صالح الديمقراطيين، بحسب الصحيفة.
ويخطط ماسك لاستهداف انتخابات منتصف المدة القادمة، متبعًا استراتيجية وصفها بأنها "قوة مركزة للغاية في موقع محدد على ساحة المعركة"، ويرى أن التركيز على عدد محدود من الانتخابات الرئيسية يمكن أن يكون بمثابة "التصويت الحاسم" على القوانين المثيرة للجدل.
ويقول ماسك أن حزبه سيستهدف 80% من "الوسط"، لكن نويل يجادل بأن هذا القطاع ليس لديه بالضرورة التماسك الكافي لتشكيل حزب سياسي قوي، فالناخبون في "الوسط" قد يكون لديهم مخاوف من الأحزاب القائمة، لكنهم لا يشكلون دائرة انتخابية متجانسة ذات أهداف سياسية واضحة ومحددة.
وبعد ابتعاده عن إدارة ترامب وعلاقته المتوترة مع الجمهوريين في الكونغرس، يبدو أن نفوذ ماسك في الحزب الجمهوري يتضاءل، حتى إن حلفاء ترامب يعلنون عن تأسيس لجان عمل سياسي لمواجهة جهود ماسك.
ورغم ثروة ماسك الهائلة، يؤكد نويل أن الأحزاب القوية تبني قوتها من خلال شبكات الناخبين المخلصين الذين لا يكتفون بتقديم المال، بل يشاركون بنشاط في الحملات ويدعمون الحزب حتى بعد الخسائر المبكرة. هذا النوع من الولاء لا يمكن شراؤه بالمال وحده.
وإحدى أكبر التحديات التي ستواجه ماسك هي طبيعته الشخصية، حيث يتساءل الخبراء عما إذا كان مليارديرًا متقلب المزاج، معروفًا بوضع أهداف طموحة وقيادة فرق العمل نحو إنجازات سريعة، سيتحمل العمليات البطيئة والروتينية اللازمة لتسجيل المرشحين في بطاقات الاقتراع، وتقبل الخسائر المتوقعة في السباقات الانتخابية. ويشير ماكوركل إلى أن "ماسك قد لا يمتلك الصبر اللازم لهذا المسعى".
كما أن اختيار المرشحين سيكون تحديًا كبيرًا، حيث سيتعرض ماسك على الأرجح لتدفق من الطامحين الذين يسعون للحصول على تمويله، مما قد يؤدي إلى مواقف محرجة إذا كان عليه أن يدرج عددًا كبيرًا من المرشحين غير المؤهلين.