05 - 07 - 2025

هآرتس: "إذا خرجت حماس من غزة، هل إسرائيل مستعدة لثورة الفلسطينيين ضد الاحتلال؟"

هآرتس:

يواجه الاحتلال الإسرائيلي في غزة مأزقًا استراتيجيًّا، حيث انهارت كل أسباب حكومة نتنياهو، التي يقوم عليها الاستمرار في الحرب. هذا بحسب ما نشرت صحيفة هآرتس اليسارية الإسرائيلية.

وحذرت الصحيفة عبر مقال للكاتب "تسيفي بارئيل" من أن إعادة احتلال غزة لن ينهي تهديد المقاومة، كما إنه لم يعد بمقدور الرئيس الأميركي دونالد ترامب التلويح بـ"فتح أبواب جهنم" إذا لم تقبل حماس بالاتفاق؛ لأن "الجحيم يقف عارًا أمام ما يحدث في غزة"، في إشارة إلى حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان.

وانتقد بارئيل الرؤية الإسرائيلية التي تزعم أن تهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها والسيطرة على 75% من أراضي القطاع سيمنح الاحتلال القدرة على شن "حرب شاملة" ضد حماس، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال يدّعي اقترابه من تحقيق هذا الهدف، لكنه لا يزال يتكبد خسائر، والأسرى في الأنفاق لم يُحرروا بعد.

وأكد على أن اعتبار السيطرة الكاملة على القطاع حلًّا للقضاء على المقاومة هو "خطر استراتيجي"، متسائلًا عن جدوى هذا الخيار في ظل وجود أكثر من مليوني فلسطيني في غزة يعيشون كارثة إنسانية، لا تُقاس فقط بعدد الشهداء والجرحى، بل بحجم الجوع والمرض والدمار النفسي الذي أصاب جيلًا كاملًا، موضحا أن غزة رغم مأساتها، تُشكّل بيئة خصبة لنمو المقاومة، ولن يطول الوقت حتى تظهر جماعات مسلحة جديدة بأسماء مختلفة، لا تحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى أو طائرات مسيّرة، بل ستلجأ للأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة ضد جيش الاحتلال المنتشر في القطاع.

وشبّه بارئيل ذلك بتجربة الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وتجربة الاحتلال في لبنان، معتبرًا أن "السيطرة على الأرض كانت دائمًا الجزء الأسهل من الحرب".

وسخر من الافتراضات الإسرائيلية بأن الفلسطينيين سينقلبون على حماس تحت الضغط، متسائلًا : "هل إسرائيل مستعدة لاحتمال أن يثور الفلسطينيون ضد الاحتلال نفسه، بعدما فقدوا كل شيء".

وحذر من الاقتراحات الإسرائيلية والأميركية التي تدعو إلى "تهجير الفلسطينيين من غزة"، قائلًا أن هذه الأفكار قد تنسف اتفاقيات التطبيع مع السعودية، وربما تُهدد معاهدات السلام مع مصر والأردن.

وتساءل عن جدوى طرد قادة حماس في غزة كشرط للصفقة، طالما أن حياتهم مهددة أصلًا. وأشار إلى أن إدارة بايدن كانت قد طالبت قطر بإخراج قيادة حماس، لكن سرعان ما تبيّن أن المفاوضات مستحيلة بدونها، وأن نفوذها على قرارات قادة الحركة في غزة محدود.