01 - 07 - 2025

الدخيري: الأمن الغذائي العربي يواجه تحديات مركبة تستدعي حلولا تكاملية قائمة على العلم والمعرفة

الدخيري: الأمن الغذائي العربي يواجه تحديات مركبة تستدعي حلولا تكاملية قائمة على العلم والمعرفة

أكد المدير العام للمنظمة العربيةللتنميةالزراعية،، الدكتور إبراهيم آدم أحمد الدخيري، أن التحديات المركبة التي تواجه النظم الغذائية في المنطقة العربية تستدعي حلولا تكاملية قائمة على العلم والمعرفة.

جاء ذلك في كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية، أن المؤتمر يجسد شراكة عملية بين المنظمة والمعهد الزراعي المتوسطي في مونبلييه (CIHEAM-IAMM) ومركز البحوث الزراعية بجمهورية مصر العربية.

تنظيم هذا المؤتمر رفيع المستوى بعنوان:  "دمج سياسات الترابط المرتكزة على الأدلة العلمية لتعزيز مرونة واستدامة النظم الغذائية الزراعية في منطقتي حوض المتوسط والشرق الأوسط، الذي يأتي في لحظة حاسمة نواجه فيها تحديات غير ا تتمثل في تحديات تقلبات الاقتصاد العالمي وتحديات التغييرات المناخية والتحديات الجيوسياسية في منطقتنا العربية هذه التحديات  تمسّ صميم أمننا الغذائي والمائي والطاقوي، في منطقتي الشرق الأوسط و البحر الابيض المتوسط.

وتطرح المنظمة، ضمن جلسات المؤتمر، رؤيتها الاستراتيجية حول تكامل السياسات الزراعية والمائية والطاقوية، وتبرز تجاربها الميدانية في ترسيخ هذا النهج داخل الأطر الوطنية. كما يتولى خبراؤها قيادة عدد من ورش العمل التي تركز على الابتكار المحلي، والتعليم الفني، وتعزيز دور التعاونيات والمجتمعات الريفية في دعم التحول نحو الزراعة الإيكولوجية.

ويتوج المؤتمر بإطلاق "مجلس الحكماء" كمبادرة إقليمية تهدف إلى تقديم المشورة الاستراتيجية وصياغة خارطة طريق للعمل المشترك، حيث تشارك المنظمة بفعالية في تصميم هيكل المجلس ومهامه وآليات تمويله.

وتجدد المنظمة العربية للتنمية الزراعية التزامها الراسخ بدعم المبادرات الإقليمية الهادفة إلى بناء نظم غذائية أكثر صمودًا واستدامة في العالم العربي، مؤكدة استعدادها لترجمة مخرجات هذا المؤتمر إلى برامج تنفيذية قابلة للتطبيق، تسهم في تحسين سبل العيش للمجتمعات الزراعية، وتعزيز الأمن الغذائي في ظل التحديات المتسارعة.

وقال الدخيري، إنّ الاجتماع يمثل أكثر من مجرد ملتقى علمي؛ إنه إعلان عن شراكة فعلية بين المنظمة العربية للتنمية الزراعية والمعهد الزراعي المتوسطي، تتجسّد فيها الروابط الأكاديمية والعلمية التي ننشدها جميعًا، خدمةً لقضية الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في بلداننا العربية.

ولفت إلى توقيع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، اتفاقية تعاون مع معهد CIHEAM، واليوم يسعدنا أن نُفعّل هذه الاتفاقية بشكل عملي ومؤسسي، من خلال الشراكة مع أحد مراكزه المتخصصة – وهو معهد مونبلييه – ليكون ذلك بداية لمسار تعاون طويل الأمد، يشمل برامج بحثية وتدريبية ومشاريع ميدانية ذات بُعد إقليمي، وذات أثر مباشر على صانعي القرار والمجتمعات الزراعية على حد سواء. وسيكون ذلك مع شركائنا الفاعلين في المجال الزراعي.

تأتي هذه الشراكة في سياق التحديات المركّبة التي تواجه منطقتنا: من تغيّر مناخي، إلى ندرة المياه، إلى أزمات الغذاء والطاقة، وغياب التكامل بين السياسات القطاعية. ولهذا، فإن نهج “الرباعية الماء، الطاقة، الغذاء، والنُظم البيئية الذي يشكل العمود الفقري لهذا المؤتمر، هو توجه استراتيجي نؤمن بأهميته في المنظمة، ونعمل على ترسيخه ضمن خططنا الإقليمية.

وأشار إلى هذا المؤتمر على أنه بداية لتأسيس منصة فكرية علمية ذات طابع اقليمي، تهدف إلى إنتاج المعرفة، واقتراح السياسات الزراعية، وبناء الجسور بين الباحثين وصنّاع القرار. وهذا ما نتطلّع إليه من خلال إطلاق "منصة التفكيرالإقليمية" أو الـ ـ Think Tank، بالشراكة مع CIHEAM وسيسهم هذا العمل في تسريع تحور تكيف النظم الزراعية والغذائية في اقليمنا العربي.

وقال إن المشاركة في هذا المؤتمر ليست فقط من باب الالتزام المؤسسي، بل تنبع من قناعة راسخة بأن مواجهة التحديات الهيكلية في النظم الغذائية والزراعية في العالم العربي، تتطلب بناء شراكات مستندة إلى العلم والمعرفة، وإلى العمل المشترك بين المراكز المتخصصة، من أمثال معهد مونبلييه، والمؤسسات الإقليمية التي تعمل في الميدان وتُلامس الواقع، كما هو حال منظمتنا.

وتابع: نحن نفتتح هذا المؤتمر، أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية تضع كامل إمكانياتها وخبراتها في خدمة هذا التوجه وأنه يتم العمل مع الشركاء في CIHEAM والمراكز الوطنية في الدول الأعضاء، على تحويل نتائج هذا المؤتمر إلى برامج عمل ملموسة، تعزز مناعة نُظمنا الغذائية، وتُسهم في تحقيق الأمن الغذائي العربي في ظل المتغيرات المتسارعة.