25 - 06 - 2025

صانع السجاد والبهلوان

صانع السجاد والبهلوان

- وقف إطلاق النار بين إيران واسرائيل

ألم اقل لكم أن "صانع السجاد لديه صبر والبهلوان صبره محدود"، فصانع السجاد يحتاج إلى صبر هائل لنسج تصاميمه المعقدة على مدى فترات طويلة. بينما البهلوان يتدرب بشكل مكثف لكنه يؤدى فى وقت قصير. لا يستطيع الصبر مدة طويلة لو اضطر إلى التعلق فى الهواء مثل ما يحدث الآن.."

الم أقل لكم أن صناعة السجاد التى تستمر شهورا دون كلل أو ملل تجعل صاحبها أكثر صبرا وتحملا من البهلوان.

لا انفى أن البهلوان يتدرب كثيرا ليصل إلى تنفيذ حركاته المعقدة ولكنه لا يستطيع تنفيذ هذه الحركات فترات طويلة ولا حتى تنفيذها فى بيئة غير مهيأة. فإذا لم يكن المكان معدا اعداد جيد لتنفيذ حركاته سقط أثناء ادائه

أما صانع السجاد لديه القدرة على الصبر والمثابرة فترات طويله.

بعد اعتداء البهلوان على صانع السجاد. توالت تصريحات البهلوان الأصغر المتمثل في اسرائيل والبهلوان الأكبر المتمثل في امريكا من أنهما سيجعلان صانع السجاد يركع ويعلن استسلامه وقبول الشروط بالإكراه. ويقف البهلوان على طرف السجادة راقصا متحديا وفى لحظة يجذب صانع السجاد سجادته بقوة فيقع البهلوان ويحاول جاهدا السيطرة على توازنه بالوقوف على السجادة وكلما حاول وقع ليقبل راضخا بوقف الحرب بعد تكبده اكبر خسارة فى تاريخه.

بعد وقف إطلاق النار بين إيران واسرائيل

على دول الخليج أن تفهم الأمر الآن بكل وضوح فأمريكا دافعت عن اسرائيل الحليف الاول لها بصعوبة وخلافات داخل البيت الأمريكى الذى انقسم على نفسه فى التأييد والمعارضة وسيكون الأمر أكثر تعقيدا وبه تحديات كبيرة لو طلبتم منها الدفاع عنكم، خاصة بعد معرفة قدرة إيران فى المواجهة، الأمر الذى سيجبر امريكا وغيرها على التروى واتباع نهج أكثر توازنا فى الاقدام على مثل هذه المغامرة أو اتخاذ موقف.

دافعت أمريكا عن إسرائيل بضغوط كثيرة وكان للوبى اليهودى دور كبير في هذا الأمر. ورغم ذلك لم تسلم من الانتقادات الداخلية التى حذرت من دخول حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. ولو تعرض جندى واحد من قواتها للخطر لانقلبت الدنيا هناك على ترامب. فكيف تثقون فى أنها ستقدم على حرب دفاعا عنكم

أعتقد أن تقييم الموقف بموضوعية الآن بات واضحا. فالحقائق والدلائل لم تعد خفية فانتبهوا . اقصى مايمكن فعله لكم فيما لو قامت حرب هو الدعم المعنوى والسياسى وتقديم التعاطف فقط.. قرار الحرب فى مواجهة القوة الإيرانية أصبح صعبا، ولن تتبنى امريكا موقفك التى تتعارض مع دستورها فى قرار شن الحروب أو الدخول كطرف فيها.

أمريكا تخدعكم بحجة الدفاع عنكم وتستنزفكم وهى تدافع فى الأساس عن حليفها.. وإذا أخذنا بمبدأ الالتزام بالعهود والاتفاقات وقارننا بين إيران من جهة واسرائيل وامريكا من جهة أخرى. سنجد الاكثر التزاما بهذا هى إيران، وان نقض العهود لا يأتى إلا من الطرف الآخر.. فلماذا لا تميلون للأقرب لمصالحكم. لا تحلمون بأن امريكا ستدخل حربا من أجلكم بعد مفاجأة إيران لها وللعالم بحجم قوتها الموجعة.
------------------------------
قلم وريشة: د. سامي البلشي

مقالات اخرى للكاتب

قرار جمهوري بتعيين المستشار أسامة يوسف رئيسا لمجلس الدولة