20 - 06 - 2025

السفير التركي : ندعم خطة مصر بشأن غزة وندعو لتقاسم عادل لأعباء اللاجئين عالميًا

السفير التركي : ندعم خطة مصر بشأن غزة وندعو لتقاسم عادل لأعباء اللاجئين عالميًا

أدلى سفير جمهورية تركيا لدى القاهرة، صالح موطلو شن، بتصريحات صحفية بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، مؤكداً أن العبء لا يُوزَّع بشكل عادل بين أطراف المجتمع الدولي، وأن التعاون الدولي والإقليمي والثنائي هو السبيل لتحقيق تقاسم منصف للمسؤوليات.

وشدد السفير شن على ضرورة أن يفي المجتمع الدولي بالتزاماته لمواجهة الأزمات الإنسانية المتفاقمة على مستوى العالم، محذراً من أن الفشل في ذلك يُهدد القيم والمبادئ الإنسانية في جوهرها.

وأشار إلى أن أكبر وأخطر أزمة لاجئين في العالم برزت حين تم تهجير الفلسطينيين قسراً من وطنهم عامي 1948 و1967، مذكّراً بأن نحو 1.5 مليون لاجئ فلسطيني من أصل خمسة ملايين لا يزالون يعيشون في 58 مخيماً للاجئين، موزعة بين الضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والقدس الشرقية. 

وأضاف: “حق العودة للفلسطينيين لا يمكن التنازل عنه، ويجب أن يعودوا إلى وطنهم في إطار دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس”.

وفي سياق متصل، قال السفير التركي إن الأوضاع في غزة تمثل “جرحاً عميقاً في ضمير الإنسانية”، مشيراً إلى أن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال ومسنّون، وهدم المنازل وتهجير السكان، يمثل خرقاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.

 وأكد أن بلاده ترفض بشدة تهجير الفلسطينيين من غزة، وتدعم موقف مصر الواضح في هذا الشأن، لافتاً إلى أن خطة مصر بخصوص غزة تلقى دعماً واسعاً في العالم الإسلامي وخارجه.

وأوضح السفير شن أن تركيا، الواقعة في قلب منطقة تشهد اضطرابات وصراعات مستمرة، تواجه ضغطاً متزايداً من موجات اللجوء، وتُعد من أكثر الدول استقبالاً للاجئين، إذ تستضيف حالياً نحو 2.9 مليون لاجئ، بينهم 2.7 مليون سوري.

وأشار إلى تزايد عدد العائدين السوريين طوعاً إلى بلادهم مع تحسن الأوضاع الميدانية، حيث عاد أكثر من 273 ألف سوري خلال الأشهر الستة الماضية فقط.

وأكد التزام بلاده الصارم بمبدأ “عدم الإعادة القسرية”، مشدداً على أن جميع حالات العودة تتم طوعياً، وبشكل آمن وكريم.

وأوضح أن المبادرة التركية المسماة “المهاجر الرائد”، التي تتيح للسوريين زيارة مناطقهم الأصلية قبل اتخاذ قرار نهائي بالعودة، أثبتت فعاليتها، حيث شارك فيها أكثر من 30 ألف سوري حتى الآن.

 ولفت إلى أن عدداً من الدول الأوروبية، منها ألمانيا وهولندا، بدأت بدراسة هذه التجربة لاعتماد نماذج مماثلة.

وأشار إلى أن الاحتياجات الإنسانية تضاعفت خلال العقد الماضي، إلا أن التمويل الدولي ظل ثابتاً تقريباً عند مستويات عام 2015، ما يهدد فعالية العمليات الإنسانية حول العالم، بما فيها تلك التي تديرها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، ويزيد من المخاطر التي يتعرض لها اللاجئون والنازحون.

وبحسب بيانات المفوضية، فإن 73% من النازحين يعيشون في دول منخفضة ومتوسطة الدخل، فيما يظل 67% منهم في دول مجاورة لأوطانهم. وعلّق السفير شن على هذه الأرقام، قائلاً: “الواضح أن العبء لا يُوزَّع بشكل عادل، ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لتقاسم المسؤولية”.

ورغم قيام بعض وكالات الأمم المتحدة بتقليص عملياتها في تركيا بسبب التخفيضات الكبيرة في الميزانية، أكد السفير أن بلاده تواصل تقديم خدمات أساسية للاجئين، تشمل الرعاية الصحية والتعليم والاندماج في سوق العمل.

وفي ختام كلمته، شدد السفير التركي على أهمية التضامن الإقليمي، مثنياً على الجهود التي تبذلها مصر، الدولة الشقيقة، في استضافة اللاجئين والمهاجرين، حيث تؤكد السلطات المصرية أن البلاد تستضيف نحو 10 ملايين مهاجر ولاجئ وطالب لجوء، بينهم أكثر من 940 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية من 61 دولة، معظمهم من السودان.

وأكد أن تركيا لا تنظر إلى قضية الهجرة من منظور أمني فقط، بل تنطلق من واجب إنساني وأخلاقي، مشيراً إلى أن مصر تتبنى بدورها نهجاً مشابهاً في تعاملها مع هذه القضية الشائكة.

وقال: “نرى من واجبنا الأخلاقي والإنساني أن نكون بجانب المظلومين، وأن نمد يد العون لكل منكوب”.

وختم السفير تصريحاته قائلاً: “ينبغي أن تسترشد استجابتنا لتحديات النزوح القسري واللجوء بنهجٍ مبدئي، يستند إلى العدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي،  ونأمل أن يُسهم اليوم العالمي للاجئين في رفع الوعي العالمي، ومنع تكرار المآسي، وإيجاد حلول حقيقية لجميع اللاجئين الذين يكافحون من أجل البقاء في مختلف أنحاء العالم”.