أكد ناحوم برنياع، المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الأحد، على أنه "ليس لدى نتنياهو إستراتيجية خروج، لا في غزة ولا في إيران، الذي أعلن في أحد تصريحاته "أزلنا التهديد النووي الإيراني" والآن في الواقع لا يوجد أساس لهذا التصريح، بل على العكس، فإيران قد تستخدم الهجوم الإسرائيلي كي تخرق رسميا سور التعتيم وتعلن عن وصولها إلى القنبلة النووية، فهل سيرد ترامب حينها بدخول الأميركيين إلى الحرب، ثمة شك كبير".
وأضاف برنياع أن "إيران ليست حزب الله ولا حماس، ففي إيران سيأتي بدلا من القادة والخبراء الذين تم تصفيتهم، وستبني بدلا من البنى التحتية العسكرية التي تضررت، والحل في إيران هو تغيير النظام"
واعتبر محللون عسكريون أن الحرب على إيران هي قرار مسجل باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي وصفوه بأنه ارتدع منذ سنوات طويلة عن "اتخاذ أي قرار عسكري مرتبط بخسائر بشرية وعن تحمل مسؤولية"، وبينما يتباهى نتنياهو بـ"إنجازات" الضربات الإسرائيلية في إيران، قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه لا توجد إجابة حتى الآن على تساؤلات خبراء غربيين حول قدرة إسرائيل على تدمير المُركبات الأكثر أهمية في البرنامج النووي الإيراني، المنتشرة والمحمية في عمق الأرض"، وأضاف "لا تزال بحوزة إيران ترسانة صواريخ كبيرة، وأنه يفضل الأخذ بالحسبان أنه ستكون في الحرب خسائر وإخفاقات إسرائيلية، بدءا من أضرار تلحق بالجبهة الداخلية وحتى استهداف محتمل للطائرات".
وأضاف هرئيل أن "التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة، عشية الهجوم كان وثيقا جدا، لكن ترامب يحب الفائزين، وعندما اتضح أن الضربة الأولى نجحت، سارع إلى الركوب عليها، عندما وصفها بأنها "ممتازة"، وأوضح أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اشترط خلال المداولات التي سبقت الهجوم الإسرائيلي على إيران بتأييد أميركي، الذي حصل عليه نتنياهو من ترامب.
وأوضح أنه بموازاة المجهود العسكري الإسرائيلي في ايران، تجري حملة تأثير، تهدف إلى تشجيع معارضي النظام بين المواطنين الإيرانيين.
وأشار هرئيل، إلى أنه بعد معارضة قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قرارات نتنياهو بمهاجمة إيران، بداية العقد الماضي، فالآن اصبح موقع الأجهزة الأمنية ضعيفا مقابل نتنياهو، فالآن حتى إذا كان هناك من يفكر بشكل مختلف عن نتنياهو، فإنه سيواجه صعوبة في أن يقول رأيه.
واضاف أن نتنياهو هو الذي قرر الهجوم هذه المرة، وسيكون لذلك تبعات إستراتيجية بعيدة المدى، وإذا انتهى رهانه بالنجاح، فعلى الأرجح أنه سيترجمه إلى مكسب سياسي شخصي، وشدد على أن "إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بحرب استنزاف، وما زال من غير الواضح إذا كان لديها خطة خروج فعالة"