مشهد الاسرائيلى"المذعور الهارب" من نيران صواريخ القصف الايرانى فى شوارع تل أبيب حاملا كيس بلاستيك؛ مرتديا النصف الأسفل من ملابسه الداخلية فقط "البوكسر"؛
والذى تحول الى"تريند" واسع الانتشار على "فيسبوك" ؛ يجسد حالة الذعر والخوف التى اجتاحت الشارع الاسرائيلى خلال الساعات الماضية ؛يثير" الشفقة والشماتة" فى وقت واحد..!!
اما "الشفقة" فمردها انه وربما معه الآلاف لم تسعفهم مفاجأة القصف الإيراني؛ وما خلفه من دمار وموت من إكمال ارتداء باقى ملابسهم ففروا "شبه عرايا".. !!
وأما"الشماتة" فان مصدرها تلك الصور التى ما برحت تفارق ذاكرتنا؛ وقد ادمت قلوبنا على مدى اكثر من عام ونصف لأهلنا فى غزة؛ جراء ما فعلته ومازالت آلة القتل والدمار الاسرائيلى الوحشي...!!
وما بين" الشفقة والشماتة" قفزت الى سطح الذاكرة الوطنية مشاهد الطيارين الأسرى فى حرب اكتوبر ١٩٧٣ ؛ الذين أصر الرئيس الراحل أنور السادات -رحمه الله- خلال صفقة تبادل الاسرى مع تل أبيب وقتها ؛على أن يعيدهم وقد ارتدوا بيجامات "كستور مقلم" فى مشهد مشحون برمزية"الهزيمة"؛ حيث كانت البيجامات وقتها يرتديها الأطفال فى ريف وصعيد مصر؛ بعد خضوعهم لعمليات" الختان"
وهو المشهد الذى بدت ٱثاره بقوة على وجه جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل ؛ومعها جنرالات جيشها؛ وقد اصطفوا لاستقبالهم وسط مشاعر الحزن الشديد فى مطار بن جوريون؛ يجسد جانبا اخر من اثار هزيمة حرب اكتوبر المجيدة..!!
المشهدان رغم اختلاف الزمان والمكان بينهما ؛ حيث جرى الاول فى تل أبيب اليوم. بفعل صواريخ الرئيس الايرانى "مسعود بزشكيان" ؛ والثانى فى مدينة "اللد" منذ نحو نصف قرن يشتركان فى تجسيد مشاهد مرارة " الهزيمة و الذعر..!! .
-----------:-:-----::---------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي
