تكرر سؤال حول تقديرات المخاطر الحالة ، وقد ساد شعور بين الناس بالملل المصاحب للسؤال ، وكأنه يتهم كافة المتحدثين بتعمد الإخفاء أو الغرور.
وذلك أمر لا ينبغي تركه مثل ألغام مجهولة تحت الرمال، تزرع الرعب، وتكرس اليأس، بينما تقتضي الحال زراعة الثقة وتكريس الوعي .
وربما لذلك أود أن أكون هذه المرة أكثر وضوحاً بما يسمح به واقع الحال ..
نعم .. هناك تهديدات سافرة واضحة ، وسياسات تحاول إرغام أهل غزة علي الهرب إلي حدود مصر ..
كما أن هناك إعلانات متكررة من بعض قيادات الصهاينة تتهم مصر بما يعد وكأنه إعداد ذريعة للإعتداء، بل وتحرش سافر وسافل .
ولا بد علي كل حال من الحذر عند اتخاذ القرار، فالأحوال في مجملها ليست نموذجية للتورط في أي نزاع عسكري واسع لأسباب متعددة، سبق الإشارة إليها في مقالات أخري ، ولا مجال للحديث عنها الآن .
ولا شك أن واجب الوقت يقتضي التحسب لكل إحتمال، وإعداد المجتمع بما يلزم، وخاصة فيما يتعلق بالإقتصاد، وتهيئة الأوضاع السياسية كي تتيح اصطفافا مفتوح العينين ، متقد العقل، ومتسع القلب.
عندما تتسع المخاطر ، يلزم إغلاق المساحات وسد الثغرات ، وأن يشارك الشعب في القرار بالفعل، كي يتحمل برضا نصيبه من المسؤولية.
وهذا بعض ما يمكن قوله الآن.
-----------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق