29 - 05 - 2025

السفير التركي يوثق مسيرة سميح جونڤر في القاهرة: محطة بارزة في تاريخ العلاقات مع مصر

السفير التركي يوثق مسيرة سميح جونڤر في القاهرة: محطة بارزة في تاريخ العلاقات مع مصر

أشاد السفير التركي بالقاهرة، صالح موطلو شن، بالدبلوماسي الراحل سميح جونڤر، الذي خدم كسفير لتركيا في القاهرة بين عامي 1965 و1972، في فترة اعتُبرت من أصعب مراحل مصر الحديثة. 

ولفت إلى أن جونڤر نجح في مهمته بفضل العلاقات الإيجابية التي أقامها مع الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات.

جونڤر، الذي يُعرف أيضًا بتوثيقه لسيرة "شهيد الديمقراطية" فاتين رشدي زورلو، لم يكن مجرد دبلوماسي تقليدي، بل لعب دورًا فاعلًا ومحوريًا في تعزيز العلاقات المصرية-التركية خلال سنوات من التحولات الكبرى التي شهدتها مصر والمنطقة. 

فقد تولّى منصبه في القاهرة خلال نهاية عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واستمر في أداء مهامه حتى سنوات حكم الرئيس أنور السادات، وهي فترة امتزجت فيها التحديات السياسية بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية العميقة.

وأشار السفير صالح موطلو شن إلى أن النجاح اللافت الذي حققه سميح جونڤر خلال تلك السنوات، كان نتيجة مباشرة للعلاقات الإيجابية التي استطاع أن يبنيها مع القيادتين السياسيتين في مصر، حيث أقام جسورًا من التفاهم والحوار مع الرئيس عبد الناصر، ثم مع الرئيس السادات، مما أسهم في ترسيخ علاقات مستقرة بين أنقرة والقاهرة، رغم تقلبات الإقليم والضغوط الدولية.

في مذكراته التي حملت عنوان “المهنة الغير مرئية” أو “Tanınmayan Meslek” باللغة التركية، قدّم جونڤر شهادة شخصية ومهنية نادرة عن كواليس العمل الدبلوماسي في بيئة مضطربة، كما رسم صورة إنسانية دقيقة للعلاقات التركية المصرية خلال ستينات القرن العشرين. 

ولا يكتفي الكتاب بسرد الوقائع السياسية، بل يتناول تفاصيل الحياة اليومية في القاهرة، والحوارات التي دارت خلف الأبواب المغلقة، والرهانات التي خاضها السفير للدفاع عن مصالح بلاده دون المساس بثوابت العلاقات مع مصر.

ويُعد هذا التوثيق بمثابة مرجع فريد للباحثين في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والعالم العربي، إذ يجمع بين الرؤية التحليلية والخبرة الميدانية، وبين التقدير لمصر وشعبها والالتزام بالمصالح العليا لتركيا.

وبإعادة تسليط الضوء على هذا الإرث الدبلوماسي والإنساني، يكون السفير الحالي صالح موطلو شن قد قدّم لقراء اليوم نافذة ثمينة على ماضٍ كان يموج بالتحديات، لكنه شهد أيضًا مساحات من الحوار والعلاقات البناءة، بفضل شخصيات بارزة مثل سميح جونڤر، الذي لم يُغفل دوره التاريخي رغم أنه كان يُمارَس من “الموقع غير المرئي”.