في مشهد يعكس تصاعد التوتر الإقليمي، سلطت مجلة نيوزويك الأمريكية الضوء على تصريحات وصفتها بـ"النارية" أدلى بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وُجهت بشكل مباشر إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبرة أنها تمثل نذر تصعيد جديد قبيل استئناف المحادثات النووية المقررة مع واشنطن في روما.
وفي تقريرها، رأت المجلة أن عراقجي بعث برسالة تحذيرية شديدة اللهجة، أكد فيها أن طهران لن تتردد في اتخاذ "إجراءات خاصة" لحماية منشآتها النووية في حال استمرت التهديدات الإسرائيلية، والتي تتزايد حدتها وفقًا لمصادر استخباراتية أمريكية أشارت إلى استعدادات إسرائيلية لشن ضربات عسكرية محتملة ضد أهداف نووية داخل إيران.
ورغم امتناع الجانب الإسرائيلي عن تأكيد أو نفي تلك المعلومات، فإن المواقف الصادرة عن كبار المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا تزال تؤكد أن الخيار العسكري "مطروح على الطاولة" كوسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وفي هذا السياق، نشرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة نص رسالة عراقجي، التي تضمنّت تحميل واشنطن مسؤولية مباشرة في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ أي عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، متهمة إياها بالتواطؤ ضمنيًا في أي تصعيد محتمل.
تحذير عراقجي لم يكن فقط رسالة ردع لإسرائيل، بل حمل أيضًا لهجة لوم للولايات المتحدة التي تحاول في الوقت ذاته إدارة حوار نووي مع طهران. واعتبرت المجلة أن تنفيذ إسرائيل لأي ضربة استباقية من شأنه أن يُقوّض المسار الدبلوماسي بالكامل، ويمثل قطيعة واضحة مع إدارة الرئيس جو بايدن، التي تسعى لإحياء الاتفاق النووي، بعد سياسة الضغط الأقصى التي انتهجها سلفه دونالد ترامب.
وأشارت نيوزويك إلى أن أية ضربة عسكرية قد تُفجّر الأوضاع الهشة أصلًا في الشرق الأوسط، وتفتح الباب أمام مواجهة مفتوحة قد تتوسع لتشمل أطرافًا إقليمية ودولية، في وقت تُبذل فيه جهود مضنية لإعادة بناء الثقة بين طهران والقوى الغربية.
وأضاف التقرير أن عراقجي لم يكشف عن طبيعة "الإجراءات الخاصة" التي ستتخذها إيران ردًا على أي عمل عدائي، لكنه شدد على أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي، خاصةً مع تزايد القلق الدولي من البرنامج النووي الإيراني، الذي بات قريبًا بشكل خطير من مستوى التخصيب المطلوب لتصنيع سلاح نووي.
يُذكر أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مؤخراً أن إيران مستمرة في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، ما يضع المجتمع الدولي أمام منعطف حرج، خاصة في ظل تراجع مستوى التفتيش الدولي، وصعوبة الوصول إلى بعض المنشآت الحساسة.
وفي تغريدة نشرها لاحقًا، دعا عراقجي المجتمع الدولي إلى اتخاذ "خطوات وقائية فعالة" للحد من التهديدات الإسرائيلية، مؤكدًا أن صمت المجتمع الدولي قد يُفسّر كضوء أخضر لعدوان واسع، ستكون تداعياته كارثية على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء.