نظّمت سفارة كوبا بالقاهرة احتفالية خاصة، بمناسبة الذكرى الـ130 لرحيل البطل القومي الكوبي خوسيه مارتي، وذلك في حديقة الحرية بالزمالك، بحضور عدد من السفراء، والدبلوماسيين، وشخصيات رسمية مصرية.

وفي كلمته خلال الحفل، قال السفير الكوبي ألكسندر بييسير، إن هذه المناسبة تمثل فرصة لتجديد العهد مع أحد أبرز رموز النضال والاستقلال في أمريكا اللاتينية، مؤكدًا أن مارتي لا يُعد فقط بطلًا قوميًّا لكوبا، بل هو الأكثر عالمية بين الكوبيين؛ لما حمله فكره من بعد إنساني وتقدمي.

وأشار السفير إلى أن مارتي كان مفكرًا وشاعرًا ومناضلًا سبق عصره، وآمن منذ شبابه بأن لا شيء يعلو على حرية الوطن، مضيفًا أنه ضحّى بمسيرته الأدبية والفكرية من أجل استقلال كوبا، واستشهد في معركة عام 1895، عن عمر يناهز 42 عامًا، لكنه ترك إرثًا غنيًّا لا يزال يلهم أجيالًا متعاقبة.

وأوضح بييسير أن مارتي عاش معظم حياته في المنفى، وتنقل بين دول عديدة، وبرز خلالها كدبلوماسي وشاعر وصحفي بارع، وكان دائم الإيمان بوحدة أمريكا اللاتينية، متأثرًا بفكر سيمون بوليفار، وساعيًا إلى قارة موحدة تناضل ضد الاستعمار والإمبريالية.

ولم تغب مصر عن فكر مارتي، حيث أشار السفير إلى أن مارتي عبّر عن دعمه للشعوب المستعمرة، منتقدًا الطموحات الاستعمارية للسيطرة على قناة السويس، وكتب في عام 1881: “روح التجارة تحاول إغراق روح الاستقلال”.

وأكد السفير أن إرث مارتي لا يزال ملهمًا، وأن دعوته للوحدة والتضامن بين دول الجنوب تتجدد اليوم في مواجهة التحديات العالمية، قائلًا: “علينا أن نمضي موحدين كصف من الفضة في جذور جبال الأنديز”.

وفي ختام كلمته، وجّه السفير الكوبي رسالة رمزية لمارتي قائلًا: “نحن هنا لنخبرك أن تضحياتك لم تذهب سدى، وأننا ما زلنا نؤمن بإمكانية بناء عالم أفضل، تسوده العدالة والكرامة والحرية”.

شهد الحفل حضورًا دبلوماسيًّا واسعًا؛ من بينهم: السفير أشرف منير نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية، واللواء هشام الجمال مدير مشروع الحدائق المتخصصة، والدكتور عفت السادات نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.

بالإضافة إلى عدد من سفراء ودبلوماسيي دول أمريكا اللاتينية وآسيا، بينهم سفراء: فيتنام، أنجولا، البرازيل، بنما، الدومينيكان، شيلى، المكسيك، فنزويلا، الإكوادور، القائم بأعمال سفارة بوليفيا، ودبلوماسيين من سفارتي كولومبيا والأرجنتين.