يلتقي في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برئيس المرحلة الانتقالية السوري أحمد الشرع.. وكان ترامب قد أعلن في كلمة له بالمنتدى الاستراتيجي السعودي الأمريكي، عن قراره برفع العقوبات عن سوريا بعد مناقشة هذا الأمر مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ترامب "لقد قررت رفع العقوبات عن سوريا بعد مباحثات مع ولي العهد السعودي من أجل منحها فرصة جديدة، لافتاً إلى أن كل ما يقوم به الآن من أجل عيون الأمير محمد بن سلمان، الذي يحبه".. مؤكداً أنه سيفعل أي شيء يطلبه ولي العهد السعودي لأنه رجل عظيم لا مثيل له..
وأوضح ترامب ـ أيضاً ـ أن وزير الخارجية الأمريكي سيلتقي نظيره السوري في وقت لاحق من ذلك الأسبوع في تركيا.. وفي سياق متصل أعلنت وزارة الإعلام السورية أن الرئيس الشرع يلتقي ترامب بالرياض ووزير الخارجية يلتقي نظيره الأمريكي بتركيا.
وقد لاقى القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا ترحيباً عربياً، وفي الداخل السوري خرج الأهالي احتفالا في ساحة الأمويين بدمشق، وفي ساحة الساعة بإدلب، واللاذقية وغيرها من المدن السورية.
ومن جانبه، رحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بتصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا رداً على جرائم الحرب البشعة التي أرتكبها نظام الأسد..
وقال الشيباني في تصريح لوكالة الأنباء السورية "سانا" إن هذا التطور يمثل نقطة تحول محورية للشعب السوري، بينما نتجه نحو مستقبل من الاستقرار، والاكتفاء الذاتي، وإعادة الإعمار الحقيقية بعد سنوات من الحرب المدمّرة.. وأضاف: ننظر إلى هذا الإعلان بإيجابية بالغة، ونحن على استعداد لبناء علاقة مع الولايات المتحدة تقوم على الاحترام المتبادل، والثقة، والمصالح المشتركة.
وتابع الشيباني يمكن للرئيس ترامب أن يحقق اتفاق سلام تاريخيّاً ونصراً حقيقيّاً للمصالح الأمريكية في سوريا، وقد قدّم بالفعل أكثر للشعب السوري من أسلافه الذين سمحوا لمجرمي الحرب بتجاوز الخطوط الحمراء وارتكاب مجازر لا إنسانية.
وفي تدوينة له عبر موقع "إكس" قال الشيباني أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعباً، على الجهود الصادقة التي بذلتها في دعم مساعي رفع العقوبات الجائرة عن سوريا، هذه الخطوة تمثل انتصاراً للحق وتأكيداً على وحدة الصف العربي.
فيما وجه وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية الشكر للمملكة العربية السعودية قطر وتركيا، الذين وقفوا وساهموا في القرار الأمريكي، كما نشكر الإدارة الأمريكية على تفهمها للتحديات التي تواجهنا، والشكر موصول للدبلوماسية السورية النشطة التي قادها السيد رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والمغتربين.
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت في وقت سابق أن الشرع يسعى لعقد صفقة تجارية مع واشنطن، تتضمن بناء برج ترامب في دمشق، ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد النفط والغاز، وتهدئة التوتر مع إسرائيل، لإغراء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتخفيف العقوبات.
التقارير الإعلامية كشفت عن لقاء تم بين الشرع والناشط الأمريكي جوناثان باس، الذي تربطه علاقة وطيدة بالرئيس الأمريكي بمساعي من عدة أطراف خليجية، في الثلاثين من إبريل الماضي لمدة أربع ساعات في دمشق، إلى جانب ناشطين سوريين ودول خليجية لترتيب لقاء تاريخي بين الشرع وترامب.. وخلال ذلك اللقاء أبدى الشرع رغبته في السلام مع الجيران وبناء علاقات جديدة. وكانت مصادر إعلامية توقعت إمكانية حدوث لقاء بين ترامب والشرع في السعودية.
وكانت الإدارة الأميركية قد قدمت لحكومة الشرع قائمة من 12 شرطا، يجب الوفاء بها قبل النظر في أي تخفيف للعقوبات، أبرزها إقصاء المقاتلين الأجانب من مفاصل الجيش السوري، والمساعدة في العثور على أميركيين مفقودين في سوريا والسماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الدولية بتأمين أي أسلحة كيميائية متبقية في البلاد، وكانت الحكومة السورية قد بدأت بالفعل العمل على تحقيق هذين الهدفين كما قامت حكومة الشرع باعتقال عناصر محسوبين على جماعات فلسطينية، وهو مطلب أميركي، وأبدت استعدادا للتواصل مع إسرائيل بما يشير إلى رغبتها في تجنب الحرب، وفي سياق متصل، كشفت تقارير إعلامية عن قيام دولة الإمارات بوساطة بين دمشق وتل أبيب لتطبيع العلاقات بينهما، وانضمام سوريا للإبراهيمية.
ومن المعروف أن رئيس المرحلة الانتقالية السوري أحمد الشرع، موجود على قوائم الإرهاب لدى أمريكا منذ كان يقاتل ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" باسم أبو محمد الجولاني، لكن الشرع يراهن على أن الرئيس الأمريكي رجل الصفقات، لذلك قدم له كل الإغراءات، خاصة وان السوريين يصفون رفع العقوبات بصفقة القرن السورية.