- وزيرة البيئة الطيور المهاجرة تجد الأمان فى سماء مصر
- الاعلان عن إنشاء أول مرصد ومركز بحثى للطيور المهاجرة فى جبل الجلالة
- "حماية الطبيعة " و"كتاب البيئة" يشاركان العالم رصد ومراقبة حركة الطيور
- 7 فوائد للطيور المهاجرة تحمى بها حياة الكوكب
تحت شعار (من أجل بناء مدن ومجتمعات صديقة للطيور) شاركت مصر العالم الاحتفال باليوم العالمى لهجرة الطيور أمس السبت 10 مايو ، نظم الاحتفالية وزارة البيئة والجمعية المصرية لحماية الطبيعة وبمشاركة جمعية كتاب البيئة، مكان الاحتفال قمة جيل الجلالة بالعين السخنة أحد أهم أماكن رصد الطيور فى العالم .
التزم المشاركون بالتعليمات والتوجبهات اللوجستية حتى لانزعج الطيور، ارتدينا الملابس خفيفة فاتحة تغطى الذراعين تجنبنا البنطلونات الجينز، وارتدينا بنطلونات قطن أو كتان مع أحذية بسيطة، لم نضع العطور أو أي منتجات لها رائحة، التزمنا الهدوء حتى لانزعج الطيور بالأصوات المرتفعة، اصطحبنا وشاحا أبيض وكابَ ونظارة للحماية من أشعة الشمس، أما مراقبى الطيور من أعضاء الجمعية المصرية لحماية الطبيعة فلهم إستعدادات خاصة اصطحبوا معدات التصوير والرصد.
وخلال الفترة من العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، رصدنا من أعلى قمة جبل الجلالة عدة أنواع من الطيور تعرفنا إليها من مراقبى الطيور من جمعية حماية الطبيعة أشهرها النسر المصرى الطائر الذى رسمه المصرى القديم على جداريات وآثار فرعونية، وحوامل السهول الحدأة السوداء مرزة المستنقعات حوام العسل عقاب الثعابين عقاب القرطاء خوام طويل الساق..
وفى كلمتها بمناسبة اليوم العالمى لهجرة الطيور، أكدت د. ياسمين فؤاد حرص مصر على المشاركة فى الجهود الدولية لحماية الطيور المهاجرة، خاصة وأن مصر محطة أساسية لهجرة الطيور والاستقرار فيها لشهور حيث تجد فيها الأمان، مشيرة إلى المخاطر التى تواجهها الطيور فى رحلتها بحثا عن الدفء والغذاء، ومن هذه المخاطر التغييرات المناخية والصيد الجائر وخطوط نقل الكهرباء، وأكدت أهمية التوعية بضرورة الحفاظ على الطيور لما تقدمه من خدمات للحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجى.
واتر البحيري
وأعلن واتر البحيرى – عضو الجمعية المصرية لحماية الطبيعة –عن الحصول على موافقة الجهات الحكومية على إنشاء مرصد للطيور المهاجرة على قمة جبل الجلالة يتم إنشاؤه من خامات من بيئة الجبل مع إنشاء مركز بحثى متخصص .. ويعتبر جبل الجلالة أحد أهم مواقع رصد الطيور المهاجرة، إضافة لكونه واجهة ومقصدا للسياحة البيئية، فمن يصل للجبل سيتمتع برؤية البحر، فإذا نظر للسماء شاهد الطيور وإذا اتجه نظره لأسفل رأى البحر مع مناخ رائع.
وأضاف إن الجمعية تدرب طلاب جامعة الجلالة على مراقبة الطيور، خاصة وأن الجامعة بها برامج دراسية خاصة بالبيئة والطيور. وقال أنه خلال هذا الموسم الذى بدأ 15 فبراير وحتى 10 مايو تم تسجيل 385 ألف طائر من 34 نوعا.
وعن دور الجمعية قال واتر أن الجمعية تقوم بثلاث أدوار، مراقبة ورصد الطيور ورفع الوعى خاصة فى المجتمعات المحلية فى محطات الطيور المهاجرة فى مصر، للتوعية بمخاطر الصيد الجائر وكيف أن السكان المحليين سيتضرروا من ذلك مع توفير بديل لمصدر الدخل، وتعمل الجمعية بالتعاون مع وزارة البيئة على تأمين مسارات الهجرة بوضع عواكس على خطوط الكهرباء.
وضرب مثالا بما حدث فى بحيرة ناصر، حيث تم منع الصيد التجارى عامين، وكان البديل رحلات السياحة البيئية لتعويض الصيادين ماديا، وبعد وقف الصيد عادت الطيور المهاجرة مثل الغاق الأفريقى.
محمد حسين
محمد حسين – مسؤول برنامج الطاقة بالجمعية المصرية لحماية الطبيعة - يذكر أن للطيور موسمين للهجرة موسم فى الربيع فى السبت الثانى من شهر مايو، والثانى فى الخريف خلال شهر أكتوبر.
والسؤال لماذا الإهتمام بالطيور المهاجرة ؟
ولماذا يقف مراقبو الطيور على مستوى العالم بعد الشروق بساعة حتى وقت الغروب ليرصدوا حركة الطيور وعددها فى اليوم العالمى العام الماضى تم رصد 60 ألف طائر من 8 ألاف نوع.
الإجابة عن سؤال لماذا كل هذا الإهتمام بالطيور ؟
نجدها فى مقال منشورة باللغة الانجليزية فى موقع Bird Life International جاءت تحت عنوان: لماذا نحتاج إلى الطيور أكثر من حاجتها إلينا؟
هل يمكنك تخيّل عالمٍ بلا طيور؟ فوائد الطيور لا تقتصر على الجانب الثقافي فحسب، بل تلعب الطيور دورًا أساسيًا في عمل النظم البيئية العالمية، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان والاقتصاد وإنتاج الغذاء،
1. مكافحة الحشرات والآفات
فقد أظهرت دراسة حديثة أن الطيور تتغذى على ما بين 400 و500 مليون طن من الحشرات سنويًا.
في الصين، يتكون ثلثا غذاء طائر السمامة المنزلي من الآفات الزراعية، وفي غابات الأمريكتين، يُصبح طائر السمامة المسائي بطلًا خارقًا خلال تفشي دودة براعم التنوب، حيث يوفر مكافحة بيولوجية بقيمة 1820 دولارًا للكيلومتر المربع. الطيور فعّالة للغاية لدرجة أن صناديق التعشيش أصبحت ممارسة شائعة لمكافحة الآفات في جميع أنحاء أوروبا.
2- تلقيح النباتات
عندما نفكر في الملقحات، يتبادر إلى أذهاننا النحل والفراشات، لكن ملقحات الطيور، مثل الطيور الطنانة وآكلات العسل، تُسهم مساهمة كبيرة أيضًا، لاسيما في المناطق المرتفعة أو المناخات الحارة. ففي جنوب أفريقيا، على سبيل المثال، تُلقح الطيور ما يقرب من ربع أنواع نبات المريمية. تفتقر هذه الأزهار إلى الرائحة، لأن الطيور تُفضل حاسة البصر على حاسة الشم. ويعود دورها كملقحات بالنفع علينا بشكل مباشر، حيث تُلقح الطيور حوالي 5% من النباتات التي يستخدمها البشر للغذاء أو الدواء. وعندما تختفي، قد تكون النتائج وخيمة: يبدو أن 31 نوعًا من زهور الجرس الهاوايية قد انقرضت مع الطيور التي لقحتها.
3. تنظيف الطبيعة
قد يبدو منظر النسور وهي تحلق في السماء مُنذرًا بالسوء، لكن سرعة وصولها (عادةً خلال ساعة من الموت) ودقتها هما ما يجعلها بالغة الأهمية. قد تمر أيام قبل أن تصل حيوانات زبالة أخرى أقل كفاءة، مثل الكلاب أو الجرذان الضالة، لتلتقط بقايا الجثث، مما يسمح لأمراض قاتلة مثل داء الكلب والسل بالتطور والانتشار. على مدار حياته، يُقدم نسر واحد خدمات التخلص من النفايات بقيمة تُقدر بنحو 11,600 دولار أمريكي. بعد تراجع أعداد نسور آسيا، ارتفع عدد الكلاب الضالة في الهند بمقدار 5.5 مليون، مما أدى إلى انتشار داء الكلب، وأدى إلى وفاة ما يُقدر بنحو 47,300 شخص.
4. نشر البذور
عندما تسافر الطيور، فإنها تأخذ معها البذور التي أكلتها وتنثرها عبر فضلاتها. كما أنها تعيد النباتات إلى النظم البيئية التي دُمرت، بل وتحملها عبر البحر إلى كتل أرضية جديدة. ساهمت الطيور في تشكيل الحياة النباتية التي نراها من حولنا - وفي جميع أنحاء العالم. في غابات نيوزيلندا، 70% من النباتات تحمل بذورًا نثرتها طيور ويتحمل الحمام الإمبراطوري الميكرونيزي دورًا أكبر ؛ كونه أحد أكبر الطيور في أرخبيل بالاو: فهو أحد أهم موزعي البذور في جميع أنحاء سلسلة الجزر.
5. إستقرار المناخ
تؤثر موائل مثل الغابات والمستنقعات والأراضي العشبية على الناس في جميع أنحاء الكوكب، حتى أولئك الذين يعيشون على بعد مئات الأميال - فهي تخزن الكربون، وتحافظ على استقرار المناخ، وتحول الملوثات إلى مغذيات. ولكن بدون الطيور، قد لا توجد العديد من هذه النظم البيئية.
6. المحافظة على الشعاب المرجانية
تلعب الطيور، وخاصةً الطيور البحرية، دورًا رئيسيًا في دورة المغذيات والمساعدة في تخصيب النظم البيئية البحرية، مثل الشعاب المرجانية. تقطع الطيور البحرية مئات الكيلومترات بحثًا عن الطعام في المحيط، وعند عودتها، تُرسب طبقات من ذرق الطيور (فضلات الطيور البحرية) ذي الرائحة النفاذة في مستعمراتها. يتسرب هذا الذرق إلى المحيط ويُخصب المجتمعات المجاورة، مثل الشعاب المرجانية. تُظهر دراسة أجريت على جزر تشاغوس بالمحيط الهندى ما يحدث عند تعطل هذه العملية. في الجزر الخالية من الطيور البحرية المفترسة الغازية، ازدهرت الشعاب المرجانية، حيث نمت الأسماك بشكل أكبر وأسرع بالنسبة لأعمارها، مقارنةً بالجزر الموبوءة بالجرذان.
7. تلهم العلماء
من تكنولوجيا الطيران إلى اختراع السحابات المصممة على شكل شعيرات الريش، استلهم البشر من الطيور لقرون. وقد كانت بعض هذه التطورات هائلة: فقد أثبتت دراسات داروين للعصافير في جزر غالاباغوس دورها المحوري في تشكيل أفكاره حول التطور من خلال الانتقاء الطبيعي. لكن الطيور تلعب دورًا أهم من مجرد تزويدنا بالأفكار. فهي رسلٌ تُخبرنا عن صحة الكوكب. تنتشر الطيور على نطاق واسع وتستجيب بسرعة للتغيرات البيئية. ولهذا السبب، تُمثل نظامنا للإنذار المبكر للمخاوف المُلحة، مثل تغير المناخ.
----------------------
تقرير - نجوى طنطاوي
تصوير: محمد عبدالعاطي
قمر الزمان عضو في جمعية حماية البيئة
نادية الشريف عضو فى الجمعية المصرية لحماية الطبيعة