شهدت الساحة الحمراء بموسكو احتفالات عيد النصر الروسي، الذي يوافق التاسع من مايو من كل عام، وشاركت مصر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل لافت في هذه الاحتفالات. قامت فرقة من الشرطة العسكرية المصرية بتقديم عرض عسكري في الاحتفال الذي ضم مشاركات عسكرية من بعض جيوش الدول المشاركة، مما يعكس عمق العلاقات بين هذه الدول وروسيا الاتحادية.

تأتي هذه المشاركة المصرية انعكاسًا للتضامن التاريخي بين مصر وروسيا، وتعزيزًا للروابط الاستراتيجية والاقتصادية بينهما.

التضامن التاريخي: يعود إلى عقود طويلة، وتشترك الدولتان في ذكريات تاريخية مشتركة، خاصة فيما يتعلق بالنضال ضد الفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية. هذه المشاركة تعكس تقديرًا لمساهمة روسيا في الحرب وتأكيدًا على الروابط التاريخية.

تعزيز التعاون العسكري: تُعد مصر واحدة من أكبر الدول المستوردة للسلاح الروسي في المنطقة، وتشهد العلاقات العسكرية بين البلدين تعاونًا مستمرًا. المشاركة في احتفالات عيد النصر تعكس عمق هذا التعاون العسكري والاستفادة المتبادلة من هذه العلاقة.

التوافق السياسي: تُظهر مشاركة مصر في هذه الاحتفالات توافقًا سياسيًا بين البلدين حول قضايا دولية معينة، خاصة فيما يتعلق بالتوازنات الجيوسياسية في المنطقة. هذا التوافق يعزز من مواقف الدولتين على الساحة الدولية.

العلاقات الاقتصادية: تُعد روسيا شريكًا اقتصاديًا مهمًا لمصر في مجالات متعددة، خاصة في مجال الطاقة والبنية التحتية. هذه المشاركة تعكس الرغبة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستفادة من الفرص المتاحة بين البلدين.

التمثيل الدبلوماسي: تُعد المشاركة في مثل هذه الاحتفالات فرصة للقاءات دبلوماسية ثنائية، حيث يمكن للمسؤولين من كلا البلدين مناقشة سبل تعزيز العلاقات وتطوير مجالات التعاون المختلفة.

مشاركة دولية واسعة: لم تكن مشاركة مصر هي الوحيدة في الاحتفالات، حيث شاركت فرق من جيوش 13 دولة، من بينها الصين والبرازيل، مما يدل على مشاركة دولية واسعة. وقد شهد الاحتفال حضورًا كبيرًا من قادة العالم، حيث بلغ عدد القادة والحضور حوالي 29 قائدًا وزعيمًا من مناطق مختلفة في العالم.

ختامًا، تُظهر مشاركة مصر في احتفالات عيد النصر في روسيا قوة وعمق العلاقات بين البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات. يؤكد هذا أن مصر تشارك بحرفية سياسية عالية في تشكيل النظام العالمي الجديد. عاشت مصر حرة مستقلة.
----------------------------
بقلم: إبراهيم خالد