09 - 05 - 2025

العاهل المغربي يطلق مشروعاً وطنياً لتأمين المغرب ضد الكوارث.. منصة ضخمة للمخزون والإغاثة في الرباط

العاهل المغربي يطلق مشروعاً وطنياً لتأمين المغرب ضد الكوارث.. منصة ضخمة للمخزون والإغاثة في الرباط

في إطار رؤية ملكية طموحة لتعزيز قدرات المغرب في التصدي للأزمات والطوارئ، أعطى الملك محمد السادس، مرفوقاً بولي العهد الأمير الحسن، الأربعاء، إشارة الانطلاق لأشغال إقامة أول منصة جهوية للمخزون والاحتياطات الأولية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، على مساحة تمتد لـ20 هكتاراً، وبتمويل يقدر بنحو 287.5 مليون درهم، وذلك كجزء من برنامج وطني شامل لتقوية البنية التحتية لمواجهة الكوارث.

وتندرج هذه الخطوة ضمن برنامج وطني شامل لإحداث 12 منصة موزعة على مختلف جهات المملكة، بميزانية إجمالية تناهز 7 مليارات درهم، وذلك في إطار ترسيخ النموذج المغربي في سرعة التدخل والجاهزية لمواجهة الأزمات الطبيعية أو الصناعية أو الصحية.

المنصة الجديدة ستضم أربعة مستودعات كبرى، وحظيرتين للمعدات الثقيلة، ومهبطاً للطائرات المروحية، فضلاً عن مرافق لوجستية لتخزين وتوزيع المواد الأساسية كالخيام، الأغطية، الأسرة، الأدوية، والمواد الغذائية. وتهدف إلى تأمين استجابة فورية ومنظمة في حال وقوع كوارث مثل الزلازل أو الفيضانات أو الحوادث الكيميائية والصناعية، ما يعزز قدرة الدولة على حماية السكان والتدخل العاجل والفعّال.

كما تشمل المنصة تجهيزات متطورة لضمان الإيواء الفوري لنحو 200 ألف شخص، إلى جانب وحدات متنقلة للطهي والخبز، ومنشآت لتوفير مياه الشرب والطاقة، فضلاً عن 12 مستشفى ميدانيًا قابلاً للنقل والتشغيل السريع، ومراكز طبية متقدمة مجهزة بوسائل الفرز والإسعافات الأولية.

ووفق التصور الذي أعدته السلطات المختصة، فإن المواد المخزنة ستدار من قبل فرق مؤهلة ووفق معايير دولية صارمة، لضمان الجاهزية والاستجابة السريعة في أي وقت. 

كما ستمكّن هذه المبادرة من مضاعفة قدرات الإغاثة مقارنة بما تم توفيره خلال زلزال الحوز، مع السعي لتطوير صناعة وطنية متخصصة في إنتاج تجهيزات الطوارئ والإغاثة.

اختيار موقع المنصة جاء بناءً على دراسات علمية دقيقة تراعي توزيع المخاطر الجغرافية، وتستند إلى أفضل الممارسات العالمية في إدارة الأزمات، وهو ما يعكس الطموح المغربي في تحويل تحديات الكوارث إلى فرص لبناء منظومة وطنية مرنة ومتكاملة.

ويجسد المشروع رؤية الملك محمد السادس في جعل المغرب نموذجاً رائداً إقليمياً في مجال إدارة الكوارث وتعزيز الصمود الوطني، من خلال تحديث البنية التحتية للطوارئ، وتحسين آليات التدخل السريع، وتوفير الحماية الكاملة للمواطنين في كل جهات البلاد.