بينما يترقب العالم إعلان اسم الحبر الأعظم الجديد بعد انطلاق أعمال الكونلاف هذا الأربعاء، تعود الأضواء إلى تقليد عريق في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية: اختيار اسم البابا. ففي اللحظة التي يُنتخب فيها الكاردينال الجديد، يُسأل عن الاسم الذي يرغب أن يحمله حبريته، وهو قرار يحمل دلالات روحية وتاريخية عميقة.
هذا التقليد المتجذر يعود إلى اللحظة التي غيّر فيها المسيح اسم سمعان إلى "بطرس"، إشارة إلى دعوته الجديدة. واليوم، يُنظر إلى الاسم البابوي على أنه رمز لولادة ثانية، ولبداية عهد جديد يقود فيه الحبر الأعظم الكنيسة الكاثوليكية وسط عالم مليء بالتحديات.
في آخر رحلة رسولية له، ألمح البابا الراحل فرنسيس إلى إمكانية أن يُدعى خليفته "يوحنا الرابع والعشرون"، وهو ما أثار الكثير من التكهنات. إلا أن اختيار الاسم يظل من صلاحيات الكاردينال المنتخب وحده، ولا يُكشف عنه إلا بعد إعلان انتخابه رسميًا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، حين تُطلق العبارة التاريخية: "أبشّركم بفرح عظيم... لدينا بابا!"
ومن بين الأسماء الأكثر تداولاً عبر التاريخ: يوحنا، بيوس، بندكتس، لاوون، وغريغوريوس، بينما لم يُستخدم حتى اليوم اسم "بطرس" احترامًا للرسول الأول ولأهمية مكانته. ومع ذلك، لا يزال اختيار الاسم يكشف شيئًا من شخصية البابا ورؤيته للكنيسة، كما فعل البابا فرنسيس حين اختار اسمه تيمنًا بالقديس الأسيزي، رجل الفقر والسلام وحب الخليقة.
في الساعات المقبلة، ومع تصاعد الدخان الأبيض، لن يكون الإعلان عن اسم البابا مجرد لحظة بروتوكولية، بل بداية لرحلة روحية وشخصية جديدة تقود شعب الله في هذا الزمن الحرج.