أقامت سفارة إيطاليا بالقاهرة احتفالية مميزة في منزل السفير الإيطالي، احتفاءً بانضمام الفنان العالمي ميكيلانجيلو بيستوليتو إلى النسخة الخامسة من معرض "الأبد هو الآن"، الذي يُقام عند سفح أهرامات الجيزة في الفترة من 30 أكتوبر حتى 22 نوفمبر المقبل، ليكون أول الفنانين المشاركين في هذا الحدث الفني العالمي.
وجاءت هذه المشاركة في أعقاب ترشيح بيستوليتو لجائزة نوبل للسلام لهذا العام، وهو ما أضفى بعداً استثنائياً على حضوره في هذا المعرض الفريد الذي يجمع بين عبقرية الفن المعاصر وأسرار الحضارة المصرية القديمة.
وخلال الاحتفالية، أعلنت نادين عبد الغفار، مؤسسة "آرت دي إيجيبت" التابعة لمؤسسة كالتشرفيتور، عن مشاركة الفنان الإيطالي الأسطوري، الذي يُعد من أكثر الفنانين تأثيراً وثورية في القرنين العشرين والحادي والعشرين. وأكدت أن انضمامه يمثل لحظة تاريخية لمصر وللفن المعاصر على مستوى العالم، قائلة: "إيصال صوت بيستوليتو إلى الأهرامات ليس مجرد عمل رمزي، بل هو رؤية مستقبلية حقيقية".
وأضافت أن بيستوليتو، صاحب الرؤية المؤسسة لحركة ‘آرتي بوفيرا’، سيقدم عملاً تركيبياً ضخماً يمزج بين صدى الحضارة الفرعونية ونبض الفكر الفني المعاصر، لتصبح مشاركته تجسيدًا فريدًا لاندماج الإرث التاريخي مع الطليعة الفنية، في مشهد سيشد أنظار العالم إلى مصر من جديد.
ويُعرف ميكيلانجيلو بيستوليتو بأعماله الشهيرة “لوحات المرآة”، التي أحدثت ثورة في العلاقة بين الجمهور والعمل الفني عبر كسر الحواجز التقليدية بين الطرفين.
كما أسس “تشيتاديلارتي”، وهو مختبر فني متعدد التخصصات يضع الفن في خدمة التغيير المجتمعي.
وتمتد مسيرته الفنية على مدى أكثر من ستين عاماً، شارك خلالها في أهم المعارض الدولية، من بينها بينالي البندقية، ومتحف تيت مودرن بلندن، ومتحف الفن الحديث (MoMA) في نيويورك.
وقد جاءت مشاركته في معرض “الأبد هو الآن” بدعم من السفارة الإيطالية في مصر بقيادة السفير ميكيلي كوروني، إلى جانب وزارة الثقافة الإيطالية ومؤسسة بيستوليتو.
وفي هذا السياق، أعرب السفير كوروني عن فخر بلاده الكبير بدعم مشاركة أحد أبرز رموز الفن المعاصر، معتبرًا هذا التعاون شهادة حية على عمق الروابط الثقافية التاريخية التي تجمع بين إيطاليا ومصر.
وأكد أن هذه المبادرة لا تقتصر على كونها احتفالًا بالفن، بل تُجسّد واحدة من صور الدبلوماسية الثقافية الهادفة إلى ترسيخ الحوار بين حضارتين ساهمتا في تشكيل مسيرة الإنسانية.
وأضاف: "من خلال الفن، نواصل بناء جسور تتخطى الحدود واللغات والزمن، لأننا في إيطاليا نؤمن بأن للثقافة قوة حقيقية في إحداث التغيير، فهي أداة للتقارب والتعلم والسلام”.
واختتم بتأكيد التزام بلاده المستمر بدعم الفهم المتبادل وتعزيز التعاون في منطقة البحر المتوسط وما بعدها.
بدوره، عبّر باولو نالديني، مدير مؤسسة “تشيتاديلارتي”، عن حماسه الكبير لبدء حوار فني مع مصر، مشيرًا إلى أن “الفن يمكنه الربط بين الشعوب والثقافات والحكايات الإنسانية المختلفة”.
وقال: "أعتبر دعوة "آرت دي إيجيبت’" والتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي فرصة لبناء جسر فني وإنساني يعبر البحر الأبيض المتوسط، ليربط بين البندقية والقاهرة من خلال عمل فني واحد، يمثل رمزًا للخلق والتوازن والانسجام والسلام، وهي القيم التي نحتاجها بشدة في عالم اليوم".
ويأتي معرض “الأبد هو الآن” ليواصل نجاحاته العالمية كمبادرة فنية فريدة تُنظَّم في واحدة من أكثر المواقع التاريخية إبهارًا في العالم، ليجمع بين الماضي العريق والحاضر الطموح في تجربة فنية وإنسانية استثنائية.