في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها، افتتح البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، معرضًا بعنوان "الأديرة القبطية والأقباط في المطبوعات التاريخية الصربية"، وذلك خلال زيارته أمس لمتحف "أدليجات" للكتب والسفر في العاصمة الصربية بلجراد، ضمن جولته الرعوية بإيبارشية وسط أوروبا.
رافق البابا في زيارته الوفد الكنسي المرافق والسفير باسل صلاح، سفير مصر لدى صربيا، حيث كان في استقبالهم مدير المتحف فيكتور لازيتش، الذي أعرب عن تقديره الكبير للزيارة، واصفًا حضور قداسة البابا بأنه "بركة عظيمة"، ومؤكدًا أن المتحف، الذي يضم أكثر من مليوني كتاب ومئتي ألف قطعة نادرة، يمثل "خزينة روحانية صربية وعالمية".
وتحدث البابا في كلمته عن عراقة مصر وتنوع حضاراتها، مشيرًا إلى الدور العميق للكنيسة القبطية في حفظ التراث المصري، ومُسلّطًا الضوء على بدايات المسيحية في مصر ورحلة العائلة المقدسة، بالإضافة إلى دور الرهبنة القبطية التي انطلقت من مصر إلى العالم أجمع. ودعا الحضور لزيارة مصر، التي وصفها بـ"المتحف المفتوح" الزاخر بالحضارات والمعالم الروحية.
كما أهدى البابا المتحف مجموعة من الكتب القبطية باللغتين العربية والإنجليزية، حيث انضمّت إلى المقتنيات التاريخية بالمتحف، وشملت مؤلفات عن رموز مصرية بارزة مثل نجيب محفوظ وزاهي حواس. واختُتمت الزيارة بجولة ثقافية بين أروقة المتحف، التي تضم كنوزًا من ثقافات عدة، في مشهد يعكس التلاقي الإنساني بين الشعوب.